منح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الشهيد المناضل حنا مقبل الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب الأسبق، وسام الاستحقاق والتميز الذهبي.

وتم منحه الوسام حسب مرسوم سيادته، تقديرا لدوره الطليعي الرائد في تاريخ العمل الصحفي الفلسطيني، وتثمينا عاليا لمواقفه وتاريخه النضالي في دفاعه عن وطنه وشعبه، وقضيته العادلة قولا وعملا، فقضى شهيدا من أجل فلسطين واضعا توقيعه على شعاره الشهير 'بالدم نكتب لفلسطين'.

وحضر مراسم منح الوسام زوجة الشهيد ونجليه.

يذكر أن الشهيد الأديب حنا عيد مقبل (أبو ثائر) من أبرز رجال الفكر والإعلام في الثورة الفلسطينية، وكان الأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين العرب، ومدير عام لوكالتي (القدس برس والشرق برس للخدمات الصحفية في نيقوسيا)، وكان إعلاميا من طراز حديدي، ومثقفا وسياسيا ومفكرا.

يوم الخميس 3 ايار 1984م، وضعت خمس رصاصات جبانة نهاية لحياة مضيئة، حين أدت إلى توقف قلب حنا مقبل عن الخفقان.

حنا عيد مقبل ابن قرية الطيبة قضاء القدس، ولد عام 1939م وترعرع فيها حيث أكمل دراسته وعمل في مجال الصحافة بعد تخرجه من الجامعة في القدس، في جريدة فلسطين بالقدس، وجريدة الدستور في الأردن.

التحق بحركة فتح بعد هزيمة حزيران عام 1967م حيث عمل في مجال الإعلام وتبوأ حنا مقبل على امتداد حياته العديد من المواقع النضالية والمهنية البارزة، أهمها اسهامه بشكل فعال في تأسيس أولى الدوريات الفلسطينية، حيث كان مديرا لتحريرها والتي كانت تصدر في العاصمة الأردنية عمان، وساهم في تأسيس الإعلام الموحد الفلسطيني، وعمل مسؤولا تنفيذيا في قيادة الجهاز عند تـأسيسه.

تولى رئاسة تحرير مجلة فلسطين الثورة في بيروت وذلك بعد استشهاد رئيس تحريرها الأول الشهيد/ كمال ناصر، حيث استمر فيها حتى تشرين الثاني 1973م والتي استمرت المجلة في عهده على خطها الثوري الصحيح، ومن خلال هذه المجلة عمل حنا مقبل على نشر ثقافة الوحدة الوطنية والديمقراطية والمقاومة، وكانت (فلسطين الثورة) لسان حال المقاومة الفلسطينية في لبنان.

كان نموذجا للمناضل الوطني الملتزم بقضيته وتطلعات شعبه، كان يأخذ من الثقافة سلاحا مقاتلا، فقد كان كاتبا وصحافيا وطنيا، وشغل منصب رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين العرب، وفي نفس الوقت كان نقيبا شرسا، وفق بين نشاطه النقابي ونشاطه الوطني، فقد أعطى في كتاباته ونضاله أهمية كبيرة لبناء الديمقراطية داخل منظمة التحرير الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني كشرط أساس لمواجهة الاحتلال، وناضل من أجل هذا الهدف السامي.

يعد من رموز الثقافة المقاومة والشباب المناضل قائداً يتقدم الصفوف ليسجل صوت فلسطين لتعلو القضية الوطنية في آفاق رحبه من اجل إسماع الصوت الفلسطيني للعالم كله، لذلك كان العدو دائما يستهدف الكتاب والإعلاميين والمثقفين، كان هاجسه الأول هو الوحدة الوطنية الفلسطينية.

في عام 1978م بدأ حنا مقبل في عمل مؤسسة تحمل اسم القدس برس حيث قال آنذاك: سأحاول أن أضخ إلى الناس من خلالها ما يمكن أن يساهم في إجلاء الحقيقة وكبرت المؤسسة فعلا وانتشر حنا مقبل وزملاؤه وآخر ما كان يفكر ويطمح إليه هو مشروع إنشاء مجلة عربية قومية اسمها (دفاتر عربية).

انتخب عام 1979 أميناً عاماً لاتحاد الصحفيين العرب بصفته ممثلاً لفلسطين، وجدد انتخابه عام 1983 لأربع سنواتٍ أخرى، وكان أحد مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وتولى أمانة سر الأمانة العامة للاتحاد حتى عام 1980م.

اغتيل حنا عيد مقبل (أبو ثائر) في نيقوسيا صباح يوم الخميس الموافق 3/5/1984م الساعة الثامنة والنصف صباحا بينما كان متوجها إلى مكتبة ترافقه مديرة المكتب ريموندا فران، فقام مجهولون بإطلاق النار عليهما من مسدس كاتم للصوت فاخترق الرصاصة قلبه بعد أن مزقت بطاقة الصحافة التي كان يحملها في جيب قميصه، وكذلك أصيبت السكرتيرة نقلا إلى المستشفى حيث استشهد حنا مقبل فيما عولجت سكرتيرته من جراحها البليغة.