وقَّعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "الأونروا" والوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقيةَ تعاونٍ تُقدِّم بموجبها الوكالة الفرنسية ٢١ مليونَ يورو لتمويل مشروع (WAHET) الذي يشمل بناء مَجمَعين مدرسيَّين في مخيّم نهر البارد وفي منطقة بيروت، وتحسين البنية التحتية للمياه وجودتها في المخيّمات الفلسطينية كافّةً.

 

وجرى توقيع الاتفاقية خلال حفلٍ نُظِّم في المكتب الإقليمي للـ"أونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت، صباح اليوم الخميس ١٧-١٠-٢٠١٩، بحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور على رأس وفدٍ من السفارة، والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، ومدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، وممثلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إيمان شمص، ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل، وحشدٍ من ممثّلي الجمعيات الأهلية والمدنية والشخصيات اللبنانية والفلسطينية.

 

وتخلّل حفل التوقيع كلمة ألقاها رئيس قسم العلاقات مع المانحين في" الأونروا" مارك لاسواوي عبَّر فيها عن سعادته لمشاركته في حفل توقيع اتفاقية التعاون بين الوكالة الفرنسية للتنمية و"الأونروا"، ورأى أنَّ هذه الاتفاقية تُشكّل مرحلةً جديدةً في مسار العلاقة بين فرنسا و"الأونروا" في فترة مهمة من حياة الوكالة، والتي قرّرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قطع التمويل عن الوكالة ممّا شكّل أزمة وجودية لاستمرارية "الأونروا".

 

وأكَّد ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي السيد لودريان، العام الماضي في مؤتمر روما، عن مضاعفة المساعدات الفرنسية لـ"أونروا" للعام ٢٠١٩، على اعتبار أنَّ فرنسا تقف في طليعة المدافعين عن عمل الوكالة وحقوق الإنسان. 

 

واعتبر لاسواوي أنَّ العام ٢٠١٨ لم يشهد ظهور أزمة مالية فحسب، إذ عرفت الأشهر الثمانية عشر الأخيرة حملةً تهدف إلى نزع الصفة الشرعية عن اللاجئين الفلسطينيين مؤكِّدًا أنَّ هذه الهجمات تطال دور "الأونروا" وخدماتها وتمويلها وشرعيتها والمسائل ذات الصلة بوضع حقوق اللاجئين في إطار استراتيجية ترمي إلى إضعاف احتمالات الحل للقضية الفلسطينية القائم على أساس الدولتين.

 

وكانت كلمة لمدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني أعرب فيها عن امتنان مكتب لبنان الإقليمي للتبرعات الكبيرة التي قدَّمتها الوكالة الفرنسية للتنمية، وأكَّد أهميّةَ اللغة الفرنسية للطلاب الفلسطينيين والتزام "الأونروا" بتزويد اللاجئين الفلسطينيين بفرصة التعليم الجيد باللغة الفرنسية.

 

وشكر الحكومة الفرنسية التي قدَّمت قطعة الأرض والبلديات اللبنانية والحكومة اللبنانية التي دعمت بناء المدرسة الجديدة، ممّا سيسمح بنقل الطلاب والطالبات الذين يدرسون حاليًّا في مدرسة مزدحمة إلى هناك، ونوّه إلى أنَّ هذا الدعم سيساهم في تحسين حياة الطلاب.

 

وسلَّط كوردوني في كلمته الضوءَ على موضوع التعليم على اعتباره عاملاً أساسيًّا في تحسين ظروف معيشة اللاجئين الفلسطينيين، وشكر فرنسا على دعمها لمجالات خدماتية مهمة أخرى من عمل "الأونروا" في لبنان، بما في ذلك رياض الأطفال وصندوق حالات العسر الشديد وبرنامج المال مقابل الغذاء.

 

من جهته، أعرف السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه عن سعادته وفخره بالاحتفال بقوة الشراكة بين فرنسا و"الأونروا"، معتبرًا أنّها شراكة تاريخية مبنية على التعاون ودعم فرنسا الثابت لهذه الوكالة الفريدة من نوعها.

 

ورأى أنَّ "الأونروا" وفرنسا تسعيان بالتعاون مع السلطات الجهات اللبنانية، ولا سيما لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، إلى تحقيق نفس الهدف: وهو دعم الاستقرار في البلد بأسره من خلال دعم المجموعات الأكثر ضعفًا والتي جعلتها الحرب في سوريا أكثر عرضةً للخطر.

 

وأكد فوشيه قناعة فرنسا بأنَّه "لا غنى عن دور "الأونروا" اليوم أكثر من أي وقت مضى"، مضيفًا: "لذا، وفي مواجهة الأزمة غير المسبوقة التي نشأت نتيجة لوقف التمويل الأمريكي، تحمَّلت فرنسا مسؤوليتها تجاه اللاجئين وستواصل القيام بذلك".

 

ورأى السفير الفرنسي أنَّ توقيع هذه الاتفاقية بين الوكالة الفرنسية للتنمية و"الأونروا" يُكرّس الدعم الفرنسي من خلال برنامج شامل لتحسين ظروف العيش والحصول على الخدمات، ويهدف إلى تعزيز كرامة سُكّان المخيّمات الفلسطينية الاثني عشر في لبنان وإعطائهم المزيد من الفرص.

 

وشدَّد فوشيه في نهاية كلمته على الموقف الفرنسي المعروف بأنَّه "طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ومنصف وواقعي ودائم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في إطار اتفاق سلام، فإنَّ ولاية "الأونروا" ستبقى ضرورية للاجئين أنفسهم ومستقبلهم، من أجل استقرار المنطقة، وكذلك للمجتمع الدولي".

 

بدوره أعرب سعادة السفير أشرف دبور عن فخره بأن يكون شاهدًا على هذه الشراكة، فقال: "إنَّه لفخرٌ لي أن أكون موجودًا هنا اليوم في هذا المكان، والذي نجد فيه دولةً صديقةً كفرنسا لطالما أخذت بيد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ووقفت إلى جانبها".

وأكّد السفير دبور في كلمته ما قاله السفير الفرنسي بأنه "مع اقتراب النقاش حول تجديد ولاية "الأونروا" في الأمم المتحدة ومحاولة البعض التشكيك في جهود هذه الوكالة للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وكرامتهم، فإنَّ فرنسا وكلَّ محبي السلام رفضوا الوقوع في الفخ".

 

وأضاف: "طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ومنصف وواقعي ودائم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في إطار اتفاق سلام فإنَّ ولاية "الأونروا" ستبقى ضروريةً رغمًا عن كلِّ مَن يحاول أن يعيق هذه الولاية، لأنَّ الوكالة ستبقى ضروريةً للاجئين أنفسهم ومستقبلهم ومن أجل استقرار المنطقة وكذلك المجتمع الدولي".

 

وشكر السفير دبور في كلمته فرنسا وكلَّ من يساهم في دعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني الكثير الكثير في لبنان، وأعرب عن ثقته بأنَّ أصدقاء فلسطين سينظرون إلى واقع شعبنا الفلسطيني ويلمسون البؤس والحرمان الذي يعانيه.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان