تشهدُ العاصمة الإيرانية طهران تنظيمَ المؤتمر الـثالث عشر لرؤساء اتحاد البرلمانات الإسلامية، وذلك في ظلِّ تطوراتٍ مهمّة يشهدها العالم الإسلامي، وعلى رأسها موضوع القدس الشريف.

ويُشارك في المؤتمر وفدُ المجلس الوطني الفلسطيني المكوَّن من: عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" فتحي أبو العردات رئيسًا، وسفير دولة فلسطين في إيران عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح الزواوي، وعضوي المجلس الوطني رضوان الأخرس وآمنة سليمان، وعبدالحميد قرمان سكرتيرًا.

وقد طالبَ رئيس وفد المجلس الوطني الفلسطيني فتحي أبو العردات اتحاد البرلمانات الإسلامية باتّخاذ قرارات عملية، لإجبار الإدارة الأميركية للتراجع عن قراراها، وكبح جماح الكيان الإسرائيلي عن ممارساته الإرهابية، ومراجعة الاعتراف بدولة الاحتلال، وتشكيل آلية ذات فاعلية لوقف انتهاكاته المستمرة بحق شعبنا، داعيا إلى دعم أهل القدس، ومؤازرتهم بكل الوسائل المتاحة.

وجاءت مطالبة أبو العردات في كلمة فلسطين، التي ألقاها في الجلسة العامة لمؤتمر "اتحاد مجالس الدول الأعضاء" في منظمة التعاون الإسلامي، الذي بدأ أعماله أمس، بالعاصمة الإيرانية برئاسة علي لاريجاني، رئيس المجلس الشورى الإيراني، وحضور رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، وبمشاركة 43 رئيس برلمان ووفدا مشاركا في إعمال الدورة.

وشرح أبو العردات تداعيات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدول الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، وما رافق هذا من تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، نتيجة تمادي الاحتلال في ممارساته العنصرية والتعسفية.

ووضع أبو العردات المجتمعين في طهران بصورة الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تبذلها القيادة الفلسطينية للحفاظ على القدس، والمقدسات من الاعتداءات الصهيونية، محذِّرًا في الوقت ذاته من مخططات نتنياهو بتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطيني المحتلة، وإلصاق تهم الإرهاب بالشعب الفلسطيني.

كما أطلعَ المجتمعين على خطورة آخر القوانين العنصرية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي والتي تدمر أي جهد لعملية السلام التي ماتت بسبب قرار ترامب، وانتهاكات الحكومة اليمينية المتطرفة في (إسرائيل).

كما دعا الدول الإسلامية والصديقة إلى وقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والعمل على طرد الكنيست الصهيوني وممثليه من الاتحاد البرلماني الدولي، وتشكيل لجنة برلمانية إسلامية مهمتها الأساسية، وفتح حوارات مع برلمانات الدول لإلزام حكوماتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتطرق إلى معاناة الأسرى في معتقلات الاحتلال، وأطلعهم على التجارب المريرة التي مر بها ويمر أطفال فلسطين، حيث آخرها كانت الطفلة عهد التميمي، وضرورة العمل الجدي من أجل إطلاق سراحهم، حيث استمرار اعتقالهم مخالفة صريحة لكل المواثيق والأعراف الدولية.

كما أكَّد أهمية دعم قضية اللاجئين في ظل الإجراءات الأميركية الرامية إلى تصفية قضية اللاجئين بتخفيض ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" باتخاذ قرارات عملية، لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس.

وعلى صعيد آخر، عقدت لجنة فلسطين الدائمة في الاتحاد اجتماعها الثامن، حيث قدم عضو المجلس الوطني الفلسطيني رضوان الأخرس، تقريرًا مفصّلاً عن الأوضاع في فلسطين، وتداعيات إعلان ترامب، وموقف القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الأخ محمود عباس حيال ذلك .

كما شاركت عضو المجلس الوطني الفلسطينيـ عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، آمنة سليمان في الدورة السابعة لمؤتمر البرلمانيات المسلمات، مُطلعةً المشاركات، على معاناة المرأة الفلسطينية، والتحديات التي تواجهها يوميا بسبب ممارسات الاحتلال وتميزه العنصري بحقها، وأكَّدت استمرار أيقونة الثورة الفلسطينية ونضالها لتحقيق الهدف الأسمى وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وقالت عضو المجلس الوطني الفلسطيني، آمنة جبريل سليمان، في تصريحاتٍ لصحيفة "الوفاق" الإيرانية: "نحن نأمل بأن يتوصَّل هذا المؤتمر الذي يضمُّ كل الدول العربية والإسلامية إلى قرارات مهمة ويضع آليات واستراتيجيات لمواجهة التحديات وكل الأخطار التي تواجه العالم الإسلامي خاصّةً لكوننا نواجه تحدّيات كبيرة وخطيرة بعد إعلان ترامب العنصري الإرهابي القدس عاصمةً موحّدةً لدولة الكيان الصهيوني، فمن هنا نتطلّع بأمل كبير أن يقف كافة المسلمين في العمل على إسقاط هذا الإعلان ودعم الشعب الفلسطيني وتحديدا دعم المقدسيين والمقدسيات في إسقاط هذا الإعلان وفي دحر الاحتلال الصهيوني عن الأرض الفلسطينية، وأعتقد انه آن الأوان لدحر هذا الاحتلال العدواني الصهيوني عن أرضنا التي تعاني منذ 70 عامًا من أبشع احتلال".

وحول دور المرأة في مقاومة الاحتلال الصهيوني قالت: "إنَّ النساء طبعًا هُن دعامة أساسية في معركة التحرير، وبالتالي عليهن مسؤوليات كبيرة كون المرأة هي الأم والزوجة والأخت والشقيقة، فهي التي تلد وتربي النصف الآخر، أعتقد أن المرأة الفلسطينية قاتلت واستشهدت واعتقلت، وهي المصرّة على الدفاع عن حقوقها كامرأة تعيش تحت احتلال استعماري عنصري من حقها أن تعيش بكرامة وأن يكون لها وطن حر مستقل وذو سيادة".

وأضافت: "المهم هو إيجاد استراتيجيات وخطط مهمة وداعمة ومساندة لهذا الشعب الذي يواجه كل أشكال التهديد والاستنكار، والقضايا المطروحة هي قضايا خطيرة جدًا وعلينا مواجهتها بآليات عملية، خاصة أنَّ الكيان الصهيوني يضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية، ولا يستجيب لمطالب الشعوب التي تناضل من أجل الاستقرار والحرية والسيادة".

وختمت قائلةً: "إنَّ الشعب الفلسطيني لن ييأس وسيستمر في النضال حتى تحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".