حذّر الأزهر الشريف من خطورة الإصرار على ما أقدمت عليه الادارة الاميركية من إعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ومن التمسك بهذا القرار الباطل الذي يشعل نار الكراهية في قلوب كل المسلمين وقلوب كل محبي السلام في العالم ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان له اليوم الجمعة، "إن الأزهر الشريف يتابع بغضب ورفض واستنكار على هذا القرار، في خطوة غير مسبوقة وتحدٍّ خطير للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، ولمشاعر ملايين المسيحيين العرب الذين جمعتهم على مر التاريخ مساجد وكنائس القدس العتيقة مع أشقائهم من المسلمين".

وأكّد الطيب، إننا في الأزهر الشريف، وباسم العالم الإسلامي كله نؤكد رفضنا القاطع لهذه الخطوة المتهورة الباطلة شرعًا وقانونًا، كما نؤكد أن الإقدام عليها يمثل تزييفًا واضحًا غير مقبول للتاريخ، وعبثًا بمستقبل الشعوب، لا يمكن الصمت عنه أبدًا ما بقي في المسلمين قلب ينبض. وقال: "ليعلم الجميع.. أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المحتلة، ولن تكون غير ذلك، وأي تحرك يناقض ذلك مرفوض وستكون له عواقبه الوخيمة".

وأكّد شيخ الأزهر في بيانه، بكل قوة من خطورة الإصرار علي التمسك بهذا القرار الباطل الذي يشعل نار الكراهية في قلوب كل المسلمين وقلوب كل محبي السلام في العالم، ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين، وقال "ليعلم صانعو القرار الأميركي أن سياسة الكيل بمكيالين ودعم قوى الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وسلب حقوق الشعوب وتراث الأمم وحضارتها هي سياسات غير حضارية ولن يكتب لها البقاء عاجلا أو آجلا، وستبقي قضية عروبة القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولي التي لن تموت أبدًا".

وأضاف: "إنّنا من هنا من مصر الأزهر مصر العروبة والإسلام، ندعو قادة وحكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ هذا القرار ووأده في مهده.

كما دعا شيخ الأزهر، كافة القوى والمنظمات الدولية المحبة للسلام والمناهضة لسياسات الاستعمار المقيت أن تتحرك جميعًا لوقف هذه الكارثة الدولية والإنسانية التي تحل بعالمنا.

ووجه نداء الى شعوب العالم العربي والإسلامي إلى رفض هذه المخططات الصهيوأميركية الخبيثة، واستعادة الوعي العربي والإسلامي بقضية الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين.

وتابع "ختامًا نقول لأهلنا في القدس المحتلة نحيي صمودكم الباسل، ونشد علي أيديكم، ولتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم. والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون. "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا". صدق الله العظيم