بقلم: عماد الاصفر

هذا الرجل لمن لا يعرفه، فلسطيني غزاوي فتحاوي اصيل، ولد في بيت عز وجاه، حيث كان والده رئيس بلدية غزة في ستينيات القرن الماضي، مارس النضال الطلابي، تطوع في جيش التحرير، كان فدائيا بإمرة ابو جهاد في القطاع الغربي، عمل في القانون واصبح نائبا ثم وزيرا، فرئيسا لمجلس القضاء الاعلى، وفي غضون كل ذلك كان يكتب الادب الرفيع والشعر البديع:

خرجت ذات صباحٍ أبتغي حلماً وكان حلمي خلاص الشعب والبلدِ

وما سلكتُ الهدى خوفاً ولا طمعاً لكن يليق بمثلي مسلك الرشدِ

أحب شعبيَ حباً قد ذهلتُ بهِ عن لحظة الصفوِ بين الأهلِ والولدِ

شعبٌ تقلب في النيرانِ معدِنه فإن شحذت فقل يا كفيَ اتقدي

وهبته زهرة العمر الجميل ومن يعشق يكن في عطاهُ غير مقتصدِ

لكنني أستحي من جهدِ معسرةٍ إما تطاول بي عمري إلى أمدِ

وأستحي لو ببذل الروح يسبقني وبالوفاء له في الناس من أحدِ

المرحوم ناهض منير الريس وقبل ان يتوفاه الله عام 2010 ، انحاز لحماس، فردت جميله باطلاق اسمه على شارع في مدينة غزة، سأنسى هنا ان حماس شطبت اسماء آخرين لم ينحازوا لها ولم يعرفوها لانها ولدت بعد وفاتهم، وسأذكر انني ابديت اعجابي قبل يومين او اكثر بتصريحات السنوار، وان هذا الاعجاب بتصريحاته بدأ يكبر .

كان الريس قد اهدى محافظة الخليل اجمل هدية، وهي غنائيته الجميلة "الشهد في عنب الخليل" هذه الاغنية الجميلة ستظل دينا معلقا في رقاب الخلايلة الى ان يردوا عليها بأغنية جميلة لغزة. واما اذا صدقت النية وتحقق العزم ان شاء الله وتمت المصالحة فان بلدية الخليل مدعوة لاطلاق اسم السنوار على احد شوارعها.

لحن القصيدة الفنان حسين نازك، وغناها الفنان معتز خليل والمجموعة، ضمن سلسلة أغاني المدن التي انتجت بداية التسعينات بصوت الفنانين محمد هباش ومعتز خليل والمجموعة، تقول كلمات الاغنية:

الشهد في عنب الخليل.. وعيون ماء سلسبيل

هي إرث جيل بعد جيل .. وكفاح تاريخ طويل

جنان جنان .. بعمر الزمان

وما للدخيل بها من مكان

*

سلم على وديانها .. والطير في أفنانها

والكرم في بستانها .. والنار في صوانها

ديار الكرام .. وأهل الزمام

لها من قلوب بنيها السلام

*

هنا في الجبال .. رجال رجال

محال خضوعهمو .. للمحال

*

وطن هنا ومواطنون .. فليرحل المستوطنون

وغداً إذا سطع اليقين .. كريات أربع لن تكون

وصاع بصاع .. ونار بنار

وإن مصير الدمار الدمار