بمناسبة ذكرى حريق المسجد الأقصى في 1969/8/21، وبدعوةٍ من أمانة الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني، أُقيمَتْ أمسية شعريّة في منزل مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الدكتور أسعد السحمراني، حضرها الأب نايف اسطفان والأب فؤاد مخّول، والشيخ علي السحمراني، والشيخ صلاح عبّاس، وأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض على رأس وفد من قيادة الحركة من مخيّمي البارد والبدّاوي، ومنسّق التيار الوطني الحرّ في عكّار أنطوان عاصي، ووفد من قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني في عكّار، ورئيس الجمعيّة الحميديّة الخيريّة الإسلاميّة المحامي خالد محمّد الزعبي، ووفد اتّحاد الكتّاب اللبنانيين، ورئيس بلديّة النورة والرئيس السابق لبلديّة الدورة، ومختار السويسة، ورئيس جمعيّة البيت السعيد المحامي عبّاس الملحم.

بدايةً رحّب السحمراني بالحضور باسم أمانة الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني، ونقل لهم تحيّات رئيس المؤتمر كمال شاتيلا، وبدأ بتحيّة تقدير للجيش اللبناني الذي يواجه التكفيريّين في السلسلة الشرقيّة، وتحيّة للمقاومة، وللجيوش العربيّة التي تقاوم الإرهاب، وقدّم التعازي بشهداء الجيش اللبناني، وتمنى للجرحى بالشفاء العاجل.

ثمّ سجّل السحمراني الاعتزاز بانتصار المقدسيّين على العدوّ في معركة الأقصى الأخيرة في 2017/7/27، حيث احتشد الجميع بوحدة وطنيّة رائدة وقف فيها العلماء المسلمون، والكهنة المسيحيّون، ومعهم المؤمنون مسلمين ومسيحيين دفاعاً عن الأقصى والمقدّسات، لذلك نؤكّد القول بأنّ القدس والقضيّة الفلسطينيّة عنوان جامع فليتّجه الجميع إليه.

وذكَّر السحمراني بالمؤتمر الصهيوني الأوّل عام 1897/8/29، الذي انبثقت منه المنظّمة الصهيونيّة العالميّة، والصندوق القومي اليهودي، وقد التقت الإرادة الصهيونيّة مع إرادة الاستعمار الأوروبي فكان وعد بلفور في 1917/11/2، وهذا يقتضي المواجهة ورفع الشكاوى على بريطانيا للتراجع ودفع التعويضات للفلسطينيين.

ودعا السحمراني منظّمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربيّة وكلّ المرجعيّات إلى النهوض بواجباتها تجاه فلسطين والمقدّسات، والعمل من أجل إفشال القمّة التطبيعيّة الإفريقيّة - الإسرائيليّة التي ستكون في 2017/10/23 في توغو وإفشال هذه القمّة واجب على الحكومات والمرجعيّات الدينيّة والعلمائيّة والاتّحادات والنقابات والأحزاب والمفكّرين.

ثمَّ ألقى سفير النوايا الحسنة الشاعر شحادة الخطيب قصيدة فيها:

بــلادُ العرب أوطاني                فماذا العُرب قد صنعوا

وليس العُــرب كلّهـم               لأنّ البعض ما خضعوا

فبعض الناس قد ضحّوا              وقد حصدوا كما زرعوا

جمــالٌ كـان قدوتنا                وقـاداتٌ لـه تبـعـوا

وبالقـوميّة انصـهروا                  مع الشـهداء وارتفعـوا

وأُلقيت نصوص شعريّة وخواطر أدبيّة لكلّ من: المربّي جورج فرح، والفنّان نقولا عيسى، والأستاذة بشرى رستم، والقائمقام المتقاعد نبيل خبّازي، والدكتور الأديب مصطفى عبد الفتّاح، والشاعرة لينة السحمراني.

وكانت مداخلة لأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض على بعض النصوص الشعرية جاء فيها: "نتوجّه بالتحيّة للأخوة في المؤتمر الشعبي اللبناني، أمانة الشؤون الدينيّة على هذه الدعوة الكريمة للتضامن مع أهلنا في مدينة القدس الذين حمَّلونا لكم التحيات بعد انتصارهم على جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، متمسّكين ومتشبّثين بأرضنا المباركة مهد السيّد المسيح ومَسرى سيّدنا محمّد عليهما أفضل الصلاة والسلام".

وأضاف فيّاض: "في ظلّ ما يجري على أرضنا من استهدافات صهيونيّة للمشروع الفلسطيني، المطلوب تمتين الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة وإنهاء الانقسام البغيض، مطالبين الأخوة في حركة "حماس" بضرورة تمكين حكومة الوحدة الوطنيّة بأخذ دورها في قطاع غزّة من أجل القيام بواجبها لتخفيف معاناة أهلنا في غزّة هاشم، والتحضير لانتخابات تشريعيّة ورئاسيّة، ونأمل من الجميع تلبية دعوة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني للحضور في الجلسة المقرّرة للحفاظ على إطار منظّمة التحرير الفلسطينيّة الممثّل الشرعي لشعبنا في الوطن والشتات".

وأكّد فيّاض على الحرص على الاستقرار والأمن في لبنان وعلى ضرورة التعاون لضرب كلّ أشكال الإرهاب وظواهره، وحيّا الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة على دورها على هذا الصعيد.

ثمّ كانت مداخلة الأب نايف اسطفان الذي حيّا المقدسيّين، مهنّئاً بانتصارهم على العدوّ الصهيونيّ في معركة الأقصى الأخيرة، ومنتقداً التقصير من بعض الرسميين والحكومات العربيّة بحقّ المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، وبحقّ الفلسطينيّين عموماً.

وتدخّل متحدّثاً منسّق عكّار في التيّار الوطني الحرّ أنطوان عاصي الذي حيّا الجيش على تضحياته في جرود عرسال- رأس بعلبك، وفي حفظ الأمن والاستقرار، وأكّد على التزام الثلاثيّة الذهبيّة الشعب والجيش والمقاومة. وأضاف: "إنَّ قضيّة فلسطين هي قضيّتنا جميعاً والواجب على الجميع أن يقدّموا المطلوب من أجل مقاومة الخطر الصهيوني والأطماع الصهيونيّة".

وكانت بعدها كلمة المحامي خالد محمّد الزعبي رئيس الجمعيّة الحميديّة الخيريّة الإسلاميّة، الذي نوّه بوحدة الموقف الإسلامي المسيحي في النضال الفلسطيني والمقدسي، وطالب المربّين والمؤسّسات التعليميّة بتنشئة الأجيال على الوحدة والإيمان بلا تعصّب والعروبة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

والكلمة الأخيرة كانت للمربّي كامل الشعّار جاء فيها: "إنَّ مجرّد إقامة مثل هذه اللقاءات الجامعة واشتراك هذه النخبة فيها تأكيد على الالتزام بخط المقاومة لاسترداد الأرض وتحريرها وفي قلبها القدس، وأكّد على ضرورة دراسة تاريخ الأمّة العربيّة والمؤامرة الأوروبيّة والصهيونيّة التي زرعت الكيان الغاصب في فلسطين وجزّأت الأمّة وتعمل اليوم مع الأمريكي لمزيد من التجزئة، والواجب بالمقابل أن نقاوم هذه المشاريع بالوحدة والعروبة.