التقى وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيو يوم الاثنين 2017/5/15، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس، بحضور أمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، والمدير التنفيذي للجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية جاد الغزاوي، ووكيل المؤتمر الشعبي يونس العموري، عضو المؤتمر معاذ الاشهب، والمستشار الأول في سفارة فلسطين ماهر مشيعل.

ووضع بسيسو قبلان في صورة الوضع المتأزم في القدس والاراضي المحتلة، حيث سيحتفل الاحتلال في السنة القادمة بمناسبة مرور خمسين عاماً على احتلالهم للقدس وتهديدها، "ونحن نعمل على اعلان القدس عاصمة ثقافية اسلامية في العام 2019 ونقوم بجهد كبيرعلى تثبيت سكان القدس في الحي القديم رغم كل الانتهاكات وأعمال الحفر تحت المدينة القديمة.

وحذر بسيسو من هذه الأعمال التي ستؤدي إلى انهيار المباني، وانهيار الحي القديم بأكمله ،وأن سلطات الاحتلال بغية افراغه تعمد إلى اعتبار مباني كثيرة غير صالحة للسكن بفعل العوامل الطبيعية حسب ادعاءاتها، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية تعمل على ترسيخ الوجود والصمود، وأن ذلك يكلفنا دماً ندفعه كل يوم ورغم كل الأعمال العدوانية وجدار الفصل العنصري ولكننا مصرون على الصمود.

بدوره، أكد قبلان ضرورة الصمود وتمتين الوحدة الفلسطينية الكفيلة باستمرارية القضية التي تبنيناها منذ زمن طويل، "فهي المركزية بالنسبة لنا في صلواتنا وأعمالنا وخطبنا ومن مساجدنا ومجالسنا فنحن معكم وإنَّ القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة شرسة ولكن نحن نعول على وعيكم وعلى وحدتكم فأنتم خشبة الخلاص لقضيتكم فالصمود هو المطلوب وعلى أساس وحدة شعبكم، لأن تفرقكم سوف يميت القضية.

وقدم بسيسو والوفد المرافق لقبلان درعاً تذكارية ورسالة من القدس.

كما إلتقى بسيسو رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور.

ونقل بسيسو عن الرئيس الحريري دعم لبنان حكومة وشعباً للجهود الفلسطينية من أجل الصمود والبقاء على أرض فلسطين، وأنَّ لبنان لن يبخل بهذا الدعم ديبلوماسياً أو سياسياً.

من جهته، شرح اللواء النتشة خصوصية التحديات اليومية في مدينة القدس، داعياً إلى تكثيف الجهود الشعبية العربية والاسلامية دعماً لصمود الشعب الفلسطيني.

وقدم الوفد للحريري درع المؤتمر الوطني وصورة تمثل تمسك الفلسطيني بأرضه وصموده رغم محاولات الاحتلال الهمجية سلخ فلسطين من ذاكرة أبنائها.

واستكمالاً لزياراته، زار بسيسو والوفد الفلسطيني المرافق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ووضعه في صورة اضراب الكرامة والمعركة التي يخوضها الأسرى من أجل الحقوق الإنسانية والقانونية التي كفلتها الشرائع والمواثيق الدولية، وجهود القيادة الفلسطينية على كل المستويات العربية والدولية من أجل تثبيت الحقوق الفلسطينية والوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.

وقدم بسيسو إلى بري لوحة تعبر عن صمود المرأة الفلسطينية في وجه جنود الإحتلال وتمسكها بالأرض تقديراً للدور الذي لعبه ويلعبه في نصرة ودعم الشعب والقضية الفلسطينية.

كما قدم النتشه بإسم المؤتمر إلى بري مفتاح القدس وهي المرة الأولى التي يعطى لأول شخصية عربية.

وشكر بري الوفد، وعلَّق على لوحة الصمود وقال: "هم لا يريدون للضحية أن تصرخ". مؤكداً أنَّ "القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين".

هذا وقد اجتمعت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية في بيروت، مع بطريرك أنطاكية الماروني السابع والسبعون مار بشارة بطرس الراعي.

وخلال الاجتماع تطرق بسيسو إلى المضايقات التي تتعرض لها القدس من قبل الاحتلال، قائلًا:" على المستوى الرسمي نقول إننا بحاجة إلى الصوت العربي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، فإن كل محاولات اسرائيل لتفريغ فلسطين وخاصة العاصمة المحتلة القدس تواجه بصمود فلسطيني".

وأضاف: "إن بيت لحم ستكون عاصمة للثقافة العربية عام 2020 وستكون منارة ثقافية تحتضن النشاطات والفعاليات الثقافية العربية على مدار عام كامل".

من جانبه، استعرض أمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة ما تعيشه القدس من أخطار على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمنازل، جرّاء الحفريات والأنفاق التي تقوم إسرائيل بإنشائها بنيّة أن تكون سبباً لانهيار دور العبادة ومنازل المواطنين، وتردّي الأوضاع الصحية والتعليمية.

وأكد النتشة أننا نواجه هذه الاعتداءات بوضع الخطط لتعزيز صمودنا، حيث أن هناك 42 ألف فلسطيني في البلدة القديمة، موجودون وصامدون ولكننا بحاجة إلى دعم الأشقاء وأحرار العالم.

ووضع بسيسو البطريرك بصورة الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى في إضرابهم، وضرورة الوقوف إلى جانبهم، ومساندتهم لنيل حقوقهم الإنسانية.

من جهته، قال البطريرك: "نحن مؤمنون بأن كل ما يجري في المنطقة مرتبط بالقضية الفلسطينية، وندعو العالم لوضع حد لهذا." ووجه التحية للرئيس محمود عباس شاكراً الوفد الفلسطيني على هذه الزيارة.