قامَ فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس بزيارة رسمية إلى لبنان، يوم الخميس 23/2/2017، استمرَّت لمدة ثلاثة أيام، تلبيةً لدعوة من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون. وخلال زيارته عقدَ الرئيس عبّاس جلساتِ مباحثاتٍ ولقاءاتٍ مع الرئيس عون، وكلٍّ من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء اللبناني سعدالدين الحريري، وشخصياتٍ وفعالياتٍ سياسية وثقافية وفنية وشبابية.

وقد رافقَ الرئيس عبّاس في لقاءاته وزياراته مفوَّض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامّة اللواء ماجد فرج، والمتحدِّث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للسيد الرئيس مجدي الخالدي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عسّاف، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان، فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل.

وقد أكَّد أبناء شعبنا في مخيّمات اللاجئين في لبنان، التفافهم ووقوفهم خلف رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، إذ تزيَّنت مداخل المخيّمات بالأعلام الفلسطينية واللبنانية، وصُوَر الرئيسَين محمود عبّاس، والشهيد ياسر عرفات، ويافطات كُتِبَت عليها شعاراتٌ تؤكِّد دعم المخيّمات ووقوفها خلف الرئيس عبّاس.

 

الرئيس عبّاس يلتقي الرئيس عون

بدأ الرئيس محمود عبّاس مساء يوم الخميس 23/2/2017، زيارتَه الرسمية إلى لبنان، فتوجَّه مباشرةً بعد وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي إلى قصر رئاسة الجمهورية اللبنانية "قصر بعبدا"، حيثُ كان في استقباله الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وعددٌ من كبار المسؤولين اللبنانيين. واستعرضَ الرئيسان حرس الشرف، وعُزِفَ النشيدان الوطنيّان الفلسطيني واللبناني، وعقب ذلك عقدا  جلسةَ مباحثاتٍ ثنائية، تحوَّلت لاحقاً إلى جلسة موسّعة بمشاركة عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين.

وناقش الرئيس عبّاس ونظيره اللبناني عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية، وأوضاع فلسطينيي لبنان.

وبعد الجلسة عُقِدَ مؤتمرٌ مشترَكٌ بين الرئيسَين. فاستهلَّ الرئيس محمود عبّاس كلمته معرباً عن سعادته بلقاءِ الرئيس عون وتبادلِ الحديث معه حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والتشاور حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والعالمية، ونوَّه بشموخ لبنان بشعبه وتاريخه الحضاري، وإسهاماته في خدمة أُمَّته وموروثها الثقافي، والذي كان وسيبقى منارةً مُشعّة للحضارة، ووطناً للخير والعطاء والمعرفة والصمود في ديار العرب أجمعين. ووجَّه الشكر للدولة اللبنانية على حفاوة الاستقبال معبّراً عن الاعتزاز بأواصر الأخوة والدّم والمصير الواحد المشترك بين البلدين، ومثمِّناً للبنان مساندته لفلسطين ومواقفه المشرِّفة تجاه استضافة أبناء شعبنا ونُصرة قضيّتهم في المحافل الدولية كافةً.

وتوجّه الرئيس عبّاس للبنان رئاسةً وشعباً قائلاً: "إنَّ اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلّا ضيوف عليكم، فهم أهلكم، ونحن على ثقة بأنّكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم، ومن جانبنا، فإنَّنا نعمل دائماً أن يكون وجودهم إيجابياً إلى حين عودتهم المؤكَّدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين، الذي نصرُّ عليه. هذا ونحرص كلَّ الحرص دائماً لأن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وشعبنا في لبنان أكَّد انضباطه وحفاظه على الأمن والاستقرار في المخيّمات، وهنا أشيد بالتزام جميع الفصائل الفلسطينية برؤيتنا هذه، وأشكرُ جميع أجهزة الدولة اللبنانية في هذا الخصوص، الأمر الذي يساهم في تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية".

وعلى صعيد تطورات القضية الفلسطينية، قال الرئيس: "إنَّ العملية السياسية تراوح مكانها، رغم أنَّنا نمدُّ أيدينا للسلام وفق قرارات ومرجعيّات الشرعية الدولية، إلا أنَّ إسرائيل ما زالت تصر على مواصلة احتلالها لأرضنا، وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية، واستخدام أدوات القانون الدولي، وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدّد، وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرِّع سرقة الأرض الفلسطينية".

وأكَّد سيادته مواصلة عملية البناء الداخلي لمؤسَّساتنا الوطنية وفق معايير عصرية وعلى أساس سيادة القانون والنهوض باقتصادنا الوطني، ودعم صمود أهلنا في القدس، ومواصلة العمل على توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة إعمار ما دمَّره الاحتلال في قطاع غزة، وتحقيق المصالحة والذهاب إلى الانتخابات العامّة، معلناً أن عقد الانتخابات البلدية سيكون خلال شهر أيار القادم.

من جهته، قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون: "إنَّ عدم الوصول إلى حلٍّ عادلٍ للصراع العربي الإسرائيلي هو أساس ما تعاني منه منطقتنا من تخبُّط واختلال توازن وانعدام استقرار، وإنَّ الحاجة أصبحت أكثر من مُلحّة لإيجاد حلول سياسية للأزمات وسفك الدماء المتواصل في بعض الدول العربية، لأنَّها وحدها قادرة على وضع حدٍّ لمعاناة طالت".

وأضاف: "المقاربةُ التي تعتمدها إسرائيل منذ نشوئها، في صراعها مع العرب، والتي تقوم على قاعدة القوة، قد تُحقِّق لها بعض انتصارات آنية، ولكنَّها لا توصل للحل ولا للسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون احترام الحقوق".

وشدَّد الرئيس عون على "أهمية دور الرئيس محمود عبّاس في المحافظة على استقرار المخيّمات الفلسطينية في لبنان، كي لا تتحوَّل لبؤر لـمَن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني، واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن".

وقال عون: "إنَّ مأساة فلسطين التي بدأت مع وعد بلفور قبل مئة عام، ما زالت الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثُمَّ اللبناني". ولفت إلى أنَّ الأُحادية في العالم سقطت، إذ لا يمكن أن تُبنَى دولة على أُحادية دينية ترفض الآخر وتطرده من أرضه ومن هويته ومن ثقافته.

وبيَّن أنَّ "التحدّي الأبرز الذي يواجه عالمنا العربي هو مدى قدرتنا على فرض الحل العادل والشامل لجميع أوجه الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك فجميعنا مدعوون عشية انعقاد القمّة العربية إلى العمل لإعادة إحياء دور الجامعة العربية لنتمكَّن من مواجهة الأزمات متضامنين".

وقال إنَّه مع الرئيس عبّاس في تنسيق المواقف والتعاون بما يخدم مصالح بلدَينا وقضايا العدالة والسلام التي دفعنا الغالي من أجل تحقيقها، وشدَّد على وجوب إقامة دولة فلسطينية حرة مستقلّة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إليها، وفقاً لحقهم الطبيعي وقرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

وفي مساء اليوم نفسه، أقام الرئيس ميشال عون عشاءَ عمل على شرف الرئيس محمود عبّاس، بحضور رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس الحكومة سعدالدين الحريري، وعددٍ من الوزراء والمسؤولين اللبنانيين، والوفد الفلسطيني المرافق للرئيس عبّاس.

وأعربَ الرئيس عبّاس عن سعادته بزيارة لبنان مجدَّدًا، وقال إنَّ ما يزيده سعادة هذا المساء أنَّه أول الضيوف والزائرين للبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية، مضيفاً "هذا تعبيرٌ عن حُبّنا وتقديرنا لشعب وقيادة لبنان"، ومثنيًّا على إنجاز لبنان استحقاقات انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ما جنّب لبنان الكثير من المخاطر.

وأشادَ الرئيس بالتنسيق اللبناني الفلسطيني في معالجة أوضاع المخيّمات الفلسطينية في لبنان، مؤكِّدًا أهمية ما تقوم به جميع أجهزة الدولة والجيش اللبناني من دور متميّز في هذا الصدد.

وقال سيادته: "إنَّنا نواصلُ جهودَنا وعملَنا من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا وتحقيق شعبنا لحريته واستقلاله، من خلال الأدوات السياسية والدبلوماسية، ولقد أحرزنا العديد من الإنجازات في مجال تعميق جذور دولة فلسطين في النظام الدولي".

وأضاف: "كما نواصل بناء مؤسّساتنا الوطنية والنهوض باقتصادنا، ودعم صمود أهلنا في القدس وقطاع غزة والشتات، ومواصلة العمل لتوحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، الأمر الذي سيزيد من قوتنا ويساعدنا على تحقيق طموحات شعبنا، ونيل حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت في قمّة بيروت العام 2002".

كما عقدَ الرئيس محمود عبّاس جلسة مباحثات مُغلَقة مع الرئيس ميشال عون، والرئيس سعدالدين الحريري، والرئيس نبيه بري، وذلك في قصر رئاسة الجمهورية اللبنانية "قصر بعبدا"، حيثُ أطلعهم على مجمَل الأوضاع العامّة في فلسطين في ظل استمرار الاستيطان والتصعيد الإسرائيلي، وأثنى على العلاقات الوطيدة بين فلسطين ولبنان، مؤكِّدًا حرصه على توطيدها في مختلف المجالات خدمةً للشعبَين الشقيقين.

 

الرئيس عبّاس يلتقي الرئيس بري

في ثاني أيام زيارته الذي وافق يوم الجمعة 24/2/2017، أقام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مأدبة غداء على شرف الرئيس محمود عبّاس والوفد المرافق له، في قصر عين التينة في العاصمة بيروت.

وكان قد سبق ذلك، استقبالٌ رسميٌّ للرئيس عبّاس في قصر عين التينة، حيث عُزِف النشيدان الوطنيّان الفلسطيني واللبناني، واستعرضَ سيادته حرسَ الشّرف الذي اصطفَّ لتحيّته، قبل أن تُعقَد جلسة مباحثات منفردة بين الرئيسَين عبّاس بري.

وقال سيادة الرئيس محمود عبّاس في تصريح للصحفيين عقب اللقاء: "أنا سعيد جداً بأن أكون هنا في لبنان، هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، البلد المناضل المجاهد، عنوان النضال والحضارة والثقافة، البلد الذي تحمَّل الكثير الكثير، وضحَّى الكثير الكثير من أجل القضية الفلسطينية، البلد الذي لا يمكن أن ينساه الشعب الفلسطيني أبدًا على مدى العقود كلّها، ولا يزال هذا البلد منارةً من أجل الدفاع عن قضية فلسطين. لذا، عندما نكون هنا، نكون بين أهلنا وإخواننا لنقول لهم أنتم العنوان الأساسي في النضال من أجل قضية فلسطين، لذلك لا بد أن نكون بينكم لنتشاور ونتحاور ونتبادل الرأي في ما هو مستقبلنا".

وأضاف سيادته: "هناك أمور دولية كثيرة، وهناك إدارة أميركية جديدة، وانتخابات مختلفة في دول أوروبا، وهناك القمّة العربية، واجتماعات برلمانية، والوحدة الوطنية الفلسطينية التي احتضن لبنان أحد اجتماعاتها من أجل السير قدماً في هذه الوحدة. كلُّ هذه القضايا هي عنوان لقاءاتنا وأحاديثنا هنا، بالأمس مع فخامة الرئيس، واليوم مع دولة رئيس مجلس النواب الحصن الحصين للديموقراطية اللبنانية، والتي هي رمز الديموقراطية في العالم العربي".

وتابع سيادته: "أنا سعيدٌ جدًا أن أكون هنا وأن نتبادل الحديث مع دولة الرئيس بري، والليلة سنتحدّث أيضاً مع دولة رئيس الوزراء، كما التقيتُ عددًا كبيرًا من الشخصيات السامية اللبنانية، وجميعهم كانوا يناقشوننا ونتحدَّث معهم في القضية الفلسطينية لأنهم يشعرون ويعرفون، وهم على يقين بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى".

من جهته قال الرئيس بري: "من دواعي سروري أن نستقبل فخامة الرئيس محمود عبّاس رئيس دولة فلسطين في هذا اليوم في بيروت، بيروت المدينة والعاصمة التي قاومت الجلاد الإسرائيلي 73 يومًا تحت الحصار عام 1982".

وأضاف بري: "هذه الزيارة تأتي في الوقت المناسب، وفي وقت مدروس قبيل القمّة العربية التي ستنعقد في الأردن أو الاتحاد البرلماني العربي الذي سيُعقد مؤتمره في المغرب، كي يكون التنسيق دائماً وقائمًا، ولكن على الموضوع الأساسي، وكما قلتُ في طهران أكرِّر، يجب أن يكون الموضوع الأوحد موضوع فلسطين الذي يجمعنا، لأنَّ كلَّ موضوع آخر يفرِّق. هذا الأمر أكثر من ضروري، ونأملُ أيضًا بالنسبة إلى الاجتماع الذي عُقِد في الشهر الماضي للجنة التنفيذية حول الوحدة الفلسطينية أن يأخذ مداه من الدرس أكثر فأكثر، توصُّلاً إلى نتائج نراها إن شاء لله تجمع للوحدة، لأنَّ في هذه الوحدة تشجيعًا كبيرًا لوحدة العرب والمسلمين حول فلسطين".

 

الرئيس عبّاس يلتقي الرئيس الحريري

هذا وعقد الرئيس محمود عبّاس، مساء الجمعة 24/2/2017، جلسة مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعدالدين الحريري، في السراي الحكومي ببيروت، تناولت الأوضاع على الساحتَين اللبنانية والإقليمية، والتطورات في الأرض الفلسطينية، والعلاقات اللبنانية الفلسطينية، بحضور الوزير بيار رفول، والنائب بهية الحريري، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة، والوزير السابق باسم السبع، والوفد الفلسطيني المرافق.

 واستُكمِلَت المحادثات على مأدبة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف الرئيس عبّاس والوفد المرافق، حضرها عن الجانب اللبناني: الرئيس فؤاد السنيورة، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والوزراء: بيار رفول، ومعين المرعبي، وجان أوغاسبيان، وجمال الجراح، والنائب بهية الحريري، والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق باسم السبع.

 

الرئيس يلتقي ويُكرِّم عدداً من الشخصيات

على مدار الأيام الثلاثة التي استغرقتها زيارته للبنان، استقبل الرئيس محمود عبّاس، في مقر إقامته في بيروت، عددًا من الشخصيات تقدّمهم الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، ورئيس وزراء لبنان الأسبق، رئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة، والناشط السياسي الوزير اللبناني السابق كريم بقرادوني، والوزير اللبناني السابق عبدالرحيم مراد، والوزير اللبناني السابق علي قانصوه، والوزير اللبناني السابق جان عبيد، والنائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل بهية الحريري، والقياديَّين في الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني الوزير السابق غازي العريضي ود.بهاء أبوكروم، والنائب اللبناني أغوب بقرادونيان، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان والوفد المرافق له، ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والمفكر معن بشور، وأمناء سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس بلدية صيدا السابق د.عبدالرحمن البزري، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، ووفد من الجبهة الشعبية بقيادة أبو أحمد فؤاد وماهر الطاهر، والإعلامي الفلسطيني هيثم زعيتر، ومجموعة من شباب المخيّمات الفلسطينية في لبنان، والفنانين وليد توفيق وراغب علامة وأحلام، والمتسابقين في نهائي برنامج "محبوب العرب" أمير دندن ويعقوب شاهين وعمار محمد.

كما هاتفَ الرئيس عبّاس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتلقَّى اتصالاتٍ هاتفية من كلٍّ من: رئيس الوزراء اللبناني السابق تمّام سلام، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ومفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبداللطيف دريان، والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري في لبنان د.أسامة سعد، وشيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سماحة الشيخ نعيم حسن.

وخلال هذه اللقاءات والاتصالات الهاتفية، وضع الرئيس عبّاس جميع الأطراف في صورة مجمل الأحداث والتطورات العامة في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار التصعيد والعدوان الإسرائيلي بحق شعبنا وممتلكاته ومقدَّساته، وأطلعَهُم على طبيعة التحركات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لفضح الجرائم الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ولاستعادة حقوق شعبنا، وناقش أوضاع شعبنا في المخيّمات الفلسطينية في لبنان.

وجدَّد سيادته التأكيد على أنَّ اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف، مشدِّدًا على ضرورة أن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وعلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيّمات.

كما أكَّد سيادته أهمية الفن في دعم صمود الشعب الفلسطيني وإبراز معاناته جرّاء الاحتلال الإسرائيلي، وإيصال رسالته للعالم.

من جانبها أثنت الوفود والشخصيات على الحراك الفلسطيني السياسي والدبلوماسي، وجدَّدت موقفها الداعم للقضية الفلسطينية العادلة. وبدورهم أكَّد أمناء سر فصائل "م.ت.ف"، تمسُّكهم بالشرعية الفلسطينية ممثَّلةً بمنظمة التحرير الممثِّل الشرعي والوحيد لأبناء شعبنا في الوطن والشتات، وشدَّدوا على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بأسرع وقت ممكن، من أجل توحيد الجهود لمواجهة المخاطر التي تهدِّد مشروعنا الوطني.

وإلى ذلك منح الرئيس محمود عبّاس عدداً من الشخصيات أوسمةً وميدالياتٍ تكريمية في مقر إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت. فقد منحَ الرئيس المناضل اللبناني الكبير محسن إبراهيم، وسام "الاستحقاق والتميُّز الذهبي"، وذلك "تقديراً لدوره القومي الأصيل في الدفاع عن أُمَّته وقضاياها العادلة، ولا سيما قضية شعبنا الفلسطيني، وتثميناً عالياً لفكره اللامع والخلّاق وشجاعته، وإسهاماته على امتداد عقود في قيادة نضال الحركة الوطنية اللبنانية، حيث ظلَّ وفيًّا لمبادئه منحازًا لوطنه، وأُمَّته العربية ولفلسطين قضيتها المركزية".كما جاء في قرار منح هذا الوسام.

كما منحَ السفير أشرف دبور ميدالية "الاستحقاق والتميز الذهبية"، وذلك "تقديراً لدوره المتميِّز في تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وتثميناً لتنفيذه للسياسة الفلسطينية الحريصة على الحفاظ على الأمن والاستقرار لأبناء شعبنا في لبنان، وصون حقوقهم وكرامتهم الإنسانية إلى أن يعودوا إلى وطنهم فلسطين"، بحسب ما جاء في قرار منح هذه الميدالية.

ومنح الكاتب والروائي اللبناني الكبير الياس خوري، وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى التألُّق"، "تقديرًا لمسيرته وأعماله الأدبية والفكرية المتميّزة، وتثميناً لمواقفه القومية المشرّفة والملتزمة تجاه فلسطين أرضًا وشعبًا وقضية"، كما جاء في قرار منح هذا الوسام.

كذلك منح المناضل الوطني باسل عقل وسام "الاستحقاق والتميز الذهبي"، "تقديرًا لدوره النضالي في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني باعتباره أولَّ فلسطيني خاطب مجلس الأمن الدولي نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وأول من ترأّس الدائرة السياسية في القدس الشريف، وتثميناً عاليًا لإسهاماته ومسيرته الفكرية في الدفاع عن وطنه وشعبه الفلسطيني، فقد تميَّز في جميع المواقع والمهام التي أُوكِلَت إليه فأدَّاها بحكمة واقتدار"، كما جاء في قرار منح هذا الوسام.

ومنح الشاعر اللبناني المميَّز شوقي بزيع، وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى الإبداع"، "تقديرًا لمسيرته الشعرية الوازنة في خدمة الثقافة العربية، وإسناده للثقافة الفلسطينية من خلال تجربته الإبداعية والشعرية وحضور فلسطين في سياقه الشعري والمعرفي"، بحسب قرار منح هذا الوسام.

 

الرئيس يُكلِّل نصب الشهداء ويغادر بيروت

هذا ووضع الرئيس محمود عبّاس، السبت 25/2/2017، إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، وقرأ الفاتحة لأرواح شهداء الثورة.

وقال سيادته: "نقول لأهلنا في مخيَّمات لبنان إنَّنا سعداء جدًا أنَّنا بينكم هنا في لبنان، وأنتم بين أهلكم في لبنان بشكل مؤقَّت حتى تعودوا إلى وطنكم فلسطين، وعليكم العمل المشترك مع أشقائكم في لبنان لضمان أمنه واستقراره".

 

وغادر سيادته بيروت بعد ظهر السبت متوجِّهاً إلى سويسرا في زيارة رسمية يلقي خلالها كلمةً أمام الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف.