أكد أمين عام اتحاد الأثريين العرب محمد الكحلاوي أن القدس تعاني من عمليات تهويد قسري تجاوزت أكثر من 80% من تركيبتها العربية والديموغرافية.

جاء ذلك خلال مداخلته أمام احتفالية يوم التراث الثقافي العربي، والذي عقد في مقر الجامعة العربية يوم الأحد، بمشاركة وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وممثلي وإدارات السياحة والآثار والأزهر الشريف واليونسكو والجهات المعنية بالتراث والثقافة، وضحى جراد من مندوبية فلسطين بالجامعة.

وشدد الكحلاوي على ضرورة تضافر وتوحيد الجهود من أجل صياغة رؤية واحدة موحدة تعتمد من أجل تفعيل مشروع قرار "اليونسكو" الأخير باعتبار المسجد الأقصى موقعاً إسلامياً خالصاً

وقال إنه لابد أن يكون للعرب مشروع لحماية الأقصى حتى يوقفوا الاعتداء الإسرائيلي الدائم عليه، مشيراً إلى أن الاتحاد العام اقترح هذا المشروع الذي يهدف إلى سد الثغرات التي ينفذها الاحتلال من أجل تحقيق أهدافه الرامية إلى إقصاء الأقصى.

واستعرض حاضر ومستقبل الأقصى في ظل مشروع قرار "اليونسكو" باعتبار الأقصى موقعاً إسلامياً خالصاً، وضرورة تبني الجامعة العربية باعتبارها قائدة العمل العربي المشترك، رؤية شاملة لحماية التراث العربي بوصفها تملك آليات التفعيل على المستوى الإقليمي والدولي.

من جانبه، أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب في كلمته التي ألقاها نيابةً عنه عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عبد الفتاح العواري أن التراث العربي الثقافي يمثل ذاكرة الأمة ونتاج فكرها وقمة حضارتها.

وأوضح أن العناية به تؤشر إلى احترام عقول أجيال فكرت وأبدعت وطورت وأقامت حضارة تضاف إلى حضارات أخرى في ظل تفاعلها القائم على التكامل والتآلف والتعاون فيما بين أبنائها على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم ومعتقداتهم.

وقال إن التراث هو أحد أعمدة تأسيس النهضة ويشكل مرجعية مؤسسة للأمم، والتي تستند إلى ماضيها قبل حاضرها، وبالحفاظ عليه تعيش قوية بكيانها فضلاً عن أنه يحدد هوية الأمة ويستدل به على مدى عراقتها في التاريخ ومدى تأثيره فيها وتأثرها به.

 وأضف أن نهضة الأمم تقوم على ركزتين أساسيتين أولهما النظر في تراثها، والعمل على إحيائه وتجديده وهو ما حث عليه القرآن الكريم، وثانيها الإفادة من منابع الفكر الخارجي لدى الحضارات الأخرى.

وطالب شيخ الأزهر، بالتنقيب في التراث لمعرفة خصائصه وميزاته في مختلف العصور والاهتمام بتجديده لتعزيز الهوية العربية والتأكيد على منظومة القيم والثوابت.

بدورهم، أكد المشاركون ضرورة التعاون وبذل الجهود من أجل الحفاظ على تراث الأمة وحضارتها، وذلك لما للتراث من أهمية كبيرة تتمثل في كونه يشكل ذاكرة الأمة ونتاجها الفكري وقمة حضارتها، وأساس من أسس الهوية الثقافية للأمم، باعتبار أن التراث أحد أعمدة تأسيس النهضة.