ناشدت مئات النسوة في قطاع غزة، المجتمع الدولي حمايتهن ووقف الجرائم الاسرائيلية بحقهن وبحق عائلاتهن.

جاء ذلك خلال مشاركة مئات النساء وممثلي المنظمات الأهلية الفلسطينية  وقطاعات واسعة من مؤسسات المجتمع المدني اليوم في الوقفة التضامنية التي نظمها قطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية وذلك ضمن فعاليات حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، وذلك ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الاهلية  بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA.

ورفعت المشاركات والمشاركين يافطات موحدة تحت هاشتاج "#احمونا- شكرا"، وطالبن المجتمع الدولي ضرورة العمل من اجل انهاء كافة اشكال العنف ضد النساء وفي مقدمتها اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته وانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

ورددت المشاركات هتافات خلال الوقفة من بينها: "ألف تحية ألف تحية للمرأة الفلسطينية، وحدة وحدة وطنية، ألف تحية للمرأة في وطن الصامدات، ألف تحية للأسيرات، صوت المرأة مش عورة صوتها ثورة، بدنا نحكي على المكشوف تمييز ما بدنا نشوف، بدنا نعيش بكرامة، ? للعنف ضد المرأة، العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان، اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة".

وطالبت المشاركات في نهاية الوقفة، المجتمع الدولي ضرورة  توفير الحماية لشعبنا الفلسطيني والتدخل الفوري والعاجل من أجل حماية الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام كرامة الأسيرات، مؤكدات ان عنف الاحتلال مازال يشكل العائق الرئيسي ويقف حائلا أمام تنمية مجتمعاتنا باتجاه الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان:المرأة الفلسطينية تعاني الأمرين جراء ممارسات وجرائم الاحتلال الاسرائيلي

وفي نفس السياق قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان: إن المرأة الفلسطينية تعاني الأمرين جراء ممارسات وجرائم الاحتلال الاسرائيلي. 

ويصادف يوم الجمعة 25 تشرين ثاني اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وبدء حملة 16 يوماً من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة، التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة وتبدأ من يوم 25 نوفمبر، وحتى تاريخ 10 كانون اول، الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ووفق بيان للمركز، تهدف الحملة إلى رفع الوعي وخلق رأي عام مساند في كل مكان لإحداث التغيير ومناهضة كافة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة والفتاة، وتسليط الضوء على هذه المشكلة ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعي نحو إيجاد حلول جذرية لها.

 وفي هذا اليوم الذي تحتفل به الأمم المتحدة والعالم أجمع واعتباره يوماً عالمياً لمساندة النساء المعنفات وللتذكير بضرورة مناهضة هذه المشكلة الخطيرة والتصدي لها، كان لا بد لنا من التأكيد على ما تواجهه المرأة الفلسطينية من معاناة تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي.  فمن ناحية، لا تزال مئات الأسر الفلسطينية التي هدمت منازلها عبر الحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة تعيش في ظروف قاسية وبالغة السوء، ومن ناحية اخرى، لا يزال الاحتلال يستهدف المدنيين العزل، حيث قتلت ثماني نساء في العام 2016، سبعة منهن من الضفة الغربية وواحدة من قطاع غزة. فضلاً عن استمرار الحصار اللاإنساني المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على عشر سنوات، مما أدى ذلك إلى حرمان الكثير من النساء من فرصتها في السفر لتلقي العلاج في الخارج أو إكمال مسيرتها التعليمية.

أما على الصعيد المحلي فما زالت المرأة الفلسطينية تعاني من صعوبات تتراوح بين تعنيف النساء وعدم المساواة في حياتهن اليومية إلى التمييز في توزيع الموارد.  فقتل النساء في مجتمعنا ما زال خطراً مستمراً يهدد النسيج المجتمعي بصورة متكررة حيث تقتل نساء على خلفيات مختلفة. 

وبادرت المنظمات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في تنظيم العديد من الأنشطة وذلك استجابة لدعوات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي دعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يصادف غداً، حيث تسلط هذه الأنشطة الضوء على أنماط العنف الذي تواجهه النساء والفتيات وتضع المقترحات والتوصيات للحد من هذه الظاهرة وعلاجها.

وأكد المركز أن المجتمع الدولي تقع على عاتقة التزامات عدة في مقدمتها توفير الحماية للسكان المدنيين وإجبار إسرائيل على احترام حقوق الإنسان. داعيا المجتمع الدولي إلى العمل فورا للضغط على إسرائيل لإجبارها على احترام حقوق الإنسان والالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي ووضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين وفي مقدمتها رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يحول دون تمتع سكانه بما فيهم النساء من حقوقهن في العيش بكرامة.

"الميزان: المرأة الفلسطينية هدفا للإجرام الإسرائيلي

من جهته قال مركز الميزان لحقوق الإنسان اليوم الخميس: إن المرأة الفلسطينية هدف للإجرام الإسرائيلي.

واشار المركز في بين له لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف غدا الجمعة الى ان هذه المناسبة تأتي والمرأة الفلسطينية تعيش ظروفاً صعبة، خاصة في قطاع غزة، نتيجة للانتهاكات المركبة والمباشرة التي تتعرض لها وآثارها الممتدة غير المباشرة. حيث تستمر انتهاكات قوات الاحتلال المنظمة والمتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما تجاه المرأة الفلسطينية.

وشكلت المرأة الفلسطينية وعلى مدار الأعوام السابقة هدفاً مباشراً لاعتداءاتها المتكررة ما سبب لهن القتل والاصابة والإعاقة، والتشريد وقطع الطرق ومنع وصول المواد الغذائية، واستهداف منازلهن.

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان إلى أن قوات الاحتلال قتلت خلال العام المنصرم 2015 وحتى تاريخه (2) من السيدات، وأصابت (12) أخريات، كما اعتقلت خلال الفترة نفسها (5)، ومنعت وعرقلت حق (44) من السفر لتلقي العلاج.

وقال: كما لا تزال آثار العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة خلال عدوان عام 2014 حاضرة حتى يومنا هذا، من خلال استهداف المنازل ومعيليها وما نتج عنه من تشريد آلاف الأسر، وتأخير عملية اعمار هذه المنازل وما ترتب عليه من تحمل المرأة لأعباء إضافية ومهام شاقة في ظروف بالغة القسوة.

كما انعكس الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع (لما يزيد عن عشرة أعوام) على الأوضاع المعيشية للسكان في القطاع، والتي أثرت في أوضاع حقوق المرأة، حيث تشير احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في صفوف النساء للعام 2015 بلغت (59%)، إضافة إلى التدني في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وانخفاض المستوى المعيشي بحيث يرزح (50%) من سكان القطاع تحت خط الفقر، و(30%) تحت خط الفقر المدقع، بحسب المصدر نفسه.

كما تتواصل معاناة النساء داخل المجتمع الفلسطيني، فمن القتل على خلفية الشرف، وبهدف السرقة، أو حتى الحرمان من الإرث، والحق في المشاركة في الرأي والحياة العامة، تدفع المرأة الفلسطينية ثمناً باهظاً بسبب ثقافة التمييز السائدة على أساس النوع الاجتماعي في مجالات الحياة المختلفة، بما في ذلك العنف الأسري والاضطهاد الذي يمارس ضد المرأة، نتيجة تزايد الضغوط النفسية جراء الظروف الحياتية وما يصاحبها من تدهور للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عموماً، الأمر الذي يضاعف من فرص تعرض النساء للعنف كونهن الطرف الأضعف في مجتمع تسوده الثقافة الذكورية.

وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان دعوته الى الجميع إلى دعم النساء حول العالم لنيل كامل حقوقهن، مؤكدا على أن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجهة لحقوق المرأة الفلسطينية والعنف الممارس بحقها في تصاعد مستمر.

وطالب المركز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية واتخاذ كافة الخطوات الكفيلة بالتحرك الفعال لضمان تمتع المرأة الفلسطينية بكامل حقوقها، داعيا الأطراف الموقعة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) باتخاذ خطوات للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء العنف الممارس تجاه المرأة الفلسطينية.