قلبها لا يكف عن الدعاء والابتهال، التقتني  بعينيها الدامعتين وحضنها الذي لا ينضب، أصيلة بعطائها وانتمائها للأرض، تهوى التغني بتراث الماضي الذي تنسجه بيديها الشقيتين، وتحمل في قلبها وجعاً عانقته بالصبر والثبات والإصرار على تحدي عثرات الحياة.
ورغم قسوة ظروفها واشتداد المحن، استطاعت الحاجة جزيلة شقير (75 عاماً) من قرية الزاوية التابعة لمحافظة سلفيت جنوب غربي نابلس، أن تلملم جرحها وتواصل مسيرتها بتربية أبناء نجلها الثلاثة الأيتام، والذي قضى قبل سنوات عدة، بعدما عانت الأمرين جراء تربية أبنائها الستة الأيتام بعد وفاة والدهم دون وجود دخل أو معيل، خاصة بعد فقدان الأرض خلف الجدار وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة.
وتعيش الحاجة السبعينية ظروفاً معيشية قاسية، حيث تضطر للعمل في الجبال والمناطق الوعرة لجمع محصول الزعتر والميرمية والعكوب.. وبيعه في الداخل المحتل، مروراً برحلة عناء طويلة على البوابة العسكرية الإسرائيلية بغية الحصول على قوت يومها والأيتام الثلاثة، خاصة أن أبناءها الستة الثلاثة الذكور والإناث متزوجون وغير قادرين على الإنفاق عليهم.
وفي ظل ما تعانيه الحاجة جزيلة والتي جاهدت لإيواء وحماية الثوار، واحتضان الجرحى وحماية الفارين من الاحتلال في البراري ومنزلها، لاتزال تغفو بقلب مكسور، تترقب الفرج القريب بضرورة ترميم منزلها القديم والمتهالك والذي يضم غرفاً لا أبواب لها ولا يصلح للحياة والرطوبة عالية ويغرق بالمياه في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أن مطبخها آيل للسقوط ومبني ومسقوف بالزينكو.
وفي الوقت الذي يستفيد فيه أبناء نجلها الثلاثة الأيتام من مساعدات الشؤون الإجتماعية بصرف مبلغ 750 شيكلاً كل أربعة شهور، تناشد الحاجة جزيلة الرئيس أبو مازن متابعة قضيتها مع الشؤون الإجتماعية والعمل على صرف مبلغ مادي يضمن لها العيش بكرامة على حد قولها بعد رفض طلبها بالحصول على المساعدة كون اثنين من أبنائها موظفين "قائلة: "ولادي وضعهم على الله وما بصرفوا علي".
وحول ذلك قالت رحت للشؤون أكثر من مرة، وما اعتنوا فيي، بدي مساعدة إلى، بدي كرامتي، يسجلوني ويعطوني معاش، عشان ما أظل مبهدلة ومغلبة في الجبال مع الخنازير والضباع، وأنا بلقط ميرمية وعكوب وزعتر عشان ألم مصروف هالأيتام.
وتناشد الحاجة السبعينية الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بمساعدتها والاطلاع على وضعها والعمل بشكل مستعجل وقبل هطول الأمطار على ترميم منزلها في أقرب وقت ممكن.