لمناسبة مرور سنة على رحيل المربي أحمد عبدالله، وبدعوة من عائلة الفقيد أُقيم حفل افتتاح مسجد المربي المرحوم أحمد عبدالله وذلك في قاعة مسرح مدرسة عائشة أم المؤمنين في مدينة صيدا.

وحضرَ الاحتفال عدد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والتربوية، تقدَّمهم عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر وكوادر من الحركة، وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، ورئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، ورئيس لائحة صوت الناس وأعضاء من اللائحة، ورئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، وأعضاء من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، وعائلة الفقيد، وحشد كبير من التربويين.

وقد استُقبِلَ الحضور على وقع موسيقى الكشاف المسلم. وبدأ الاحتفال بتلاوة لآيات من القرآن الكريم، وبقراءة الفاتحة عن روح الفقيد.

ثم كانت كلمة لعريف الحفل الأستاذ هاني علامة رحّب فيها بالحضور، وأشاد بمناقبيّة الفقيد قائلاً: "لقد كان صاحب قلب كبير، وكان محبّاً للعِلم والمعرفة، وقد ساهم مع كل الطاقم التعليمي بشكل ملموس بتربية الأجيال لتكون مؤهّلة لقيادة المستقبل، فكل الاحترام والتقدير لروحك الطاهرة".

كلمة أصدقاء الراحل ألقاها رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، ومما جاء فيها: "التقينا حول نعشك في صيدا، كل الأصدقاء أتوا لوداعك في رحيلك الأبدي، واليوم نجد أنفسنا في محرابك نسترجع ما فات، ونقتفي أثراً مضى، ونلتقي في رحاب سيرتك الزكية. أجد نفسي يا صديقي مرتاحاً في الحديث عنك لأنني لا أحسب حساباً للمفردات الممنوعة أو العبارات المحظورة أو الموضوعات الحسّاسة. أجد نفسي مرتاحاً لأنني لا أخشى الوقوع في دائرة التصنيف والشكوك المريبة، أجد راحة في الحديث عنك لأنَّك عابر للمذاهب، مخترق للحدود الدينية والعرقية، ومتعالٍ على العصبيات الضيّقة. وصفك أحدُ الرفاق بأحمد العربي لأنّك جمعت في قلبك حُبَّ فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر واليمن وسائر الأقطار العربية. حملت في صدرك وعلى أكتافك هموم الأمة، كنت محلّقاً في الفضاء العربي الفسيح لا تقبل التقوقع والانغلاق. كنت رجل الوحدة والحرية ومفتاح التواصل والتكامل والانفتاح. مَن تبقّى من رفاقك وأبناء جيلك أتوا إلى هنا لتحيتك ولإحياء ذكراك. نحن أبناء جيلك جيل التضحية والعطاء، جيل القيم الإنسانية والمبادىء السمحاء".

ثم كانت كلمة للصحافي هيثم زعيتر، من أبرز ما جاء فيها: "الراحل أحمد عبدالله هو نموذج في حياته وتعاطيه وعمله، هو مقدام ودؤوب ومواطن سريع البديهة وأكثر، هو الجندي المجهول في الكثير من المناسبات. لم يسعَ إلى منصب. هو في كل احتفال كان يساهم في توزيع الدعوات وإجلاس المدعوين، كان همُّه إنجاح المناسبة طالما رأى فيها عملاً خيّراً بخاصة المناسبات التي يرى فيها فلسطين. لذلك كنا نشاهد أحمد عبدالله في كل المناسبات التي كانت تقام في صيدا ومخيم عين الحلوة ومخيم المية ومية وكفرشوبا والنبطية والغازية. هذا هو أحمد عبدالله، والأوفياء كثر. عرفت الراحل الكبير في أكثر من مناسبة، كان هاجسه فلسطين، ويراها من أي مجال نضالي في المدرسة وحجر وسكين وفي أي مجال. إن معركتنا مع العدو الصهيوني هي معركة حضارة ووجود، والتزام ديني".

كلمة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ألقتها مديرة مدرسة عائشة أم المؤمنين السيدة هناء جمعة، وأبرز ما جاء فيها: "ها نحن نحظى بإنشاء مسجد لطالما تمنّيناه، يساعدنا على تنشئة جيل يتمتّع بالقيَم والمبادىء الإسلامية. مسجد يجعل العبادة عادة لدينا ولدى متعلّمينا الصغار، خاصة بعد النظرة التي تبنّتها المقاصد على صعيد التربية الإسلامية. نريد فجراً وعِلماً جديداً لطلابها، نريد جيلاً محصَّناً بأفضل العلوم الإسلامية. تمر علينا بعض الأحيان نعجز عن التعبير عما يجول في داخلنا فتخوننا الكلمات عن وصف مشاعرنا. نشكر الله على ما أنعم به علينا، ونشكر جمعية المقاصد الداعمة لمدرسة عائشة أم المؤمنين، والشكر لعائلة الزميل الفقيد احمد عبدالله على بناء هذا المسجد عن روحه الطاهرة مباركين لكم هذه الخطوة، وأخصُّ بالذكر ابن المرحوم السيد محمد العبدلله".

كلمة العائلة ألقاها الأستاذ رشدي العاكوم فحيّا الحضور، واستذكر الراحل أحمد العبدالله، وبارك إقامة المسجد الذي يحمل اسم المناضل أحمد العبدالله، وقال: "هنيئاً لكل مَن يسَّر إنشاء هذا المسجد، وكل من سهَّل إقامته. والشكر لجمعية المقاصد لمنحها الأرض التي بُنيَ عليها مسجد الراحل أحمد العبدالله. هذا المسجد الذي كان لي عظيم الشرف بافتتاحه وتجهيزه وإحياء حلقات العِلم والإيمان والذكر وتلاوة القرآن والتعبُّد والاستغفار".

ثم توجَّه الحاضرون، وافتتحوا الجامع الذي يحمل اسم المناضل المربي أحمد العبدالله، وأزاحوا الستارة عن اليافطة التي تحمل اسمه.