تعيش حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة وتعتبر امتداد لجماعة الإخوان المسلمين حالة من الرعب والفزع لما تشهده مصر الآن من ثورة جديدة ضد حكم الإخوان ورئيسيها محمد مرسي وخشية من تأثير الاحتجاجات المصرية على حكمها القمعي في قطاع غزة.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة للسقوط الغير متوقع للاخوان المسلمين في مصر نفذت حركة حماس على نحو عاجل استعراضيين عسكريين شارك فيه العشرات من قواتها وعناصرها في رفح ومدينة غزة.

وأعلن النائب العام  في الحكومة المقالة إسماعيل جبر في تصريح صحفي ولأول مرة أن قطاع غزة سيشهد في الأيام القادمة حالات إعدام لجنائيين قاموا بجرائم قتل مروعة خلال الأيام الماضية. بالرغم من أن الاجراءات القضائية في كافة المحاكم تأخذ وقتا كبيرا للتداول إلى حين إصدار الأحكام خاصة إذا تعلقت بالإعدام أو القصاص مع ترك فرصة لذوي المغدور بقبول الدية أو العفو مع تدخل الوجهاء وأهل الخير.

وتعتبر تلك التصرفات من حماس حسب مراقبون محاولة لإرهاب الشارع الفلسطيني ومنعه من الانتفاضة في وجه حكمها وإعادة إيصال رسالة الماضي حيث سيرت حماس عروض عسكرية لعناصر كتائب القسام جناحها المسلح في شوارع غزة ورفح على مدار أمس واليوم..

 

حماس استفادت من سقوط مبارك وتخشى سقوط مرسي..

وقال الدكتور مخيمر أبو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر إن حركة حماس جزء من جماعة الاخوان المسلمين العالمية وقد استفادت كثيراً من انهيار نظام مبارك ووصول الاخوان إلى السلطة وبالتحديد الرئيس محمد مرسي.

وأضاف ابو سعدة في حديث لوكالة فلسطين برس للأنباء " على مدار العام الماضي منذ وصول مرسي إلى السلطة حماس نسجت علاقات جيدة مع النظام المصري الجديد وهناك أكثر من لقاء جرى بين خالد مشعل وإسماعيل هنية القياديين في حماس مع الرئيس محمد مرسي وبالتالي أصبح هناك علاقة جيدة بين الطرفين وكذلك على مستوى التنسيق الأمني عبر الحدود ولكن بالمقابل شنت المعارضة المصرية حملة اعلام ضد حماس باعتبارها المسئولة عن الفوضى في سيناء وتدخلها في الشأن المصري ".

ولفت المحلل السياسي إلى أن حماس تخشى حاليا سقوط مرسي في حال استمرار التظاهرات ضده وضد الاخوان المسلمين في مصر لأن ذلك سينعكس سلباً على غزة بسبب اغلاق الانفاق بشكل شبه كامل ونقص الوقود ومواد البناء كما أن استمرار الأزمة المصرية سيؤدي إلى استمرار التحريض ضد حركة حماس.

 

الإخوان لن يتنازلوا عن السلطة..

واستبعد ابو سعدة أن تُسقط التظاهرات المصرية نظام الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي كما أن هذه التظاهرات وتدخل الجيش لن يسقطوا الاخوان ليس لأن مرسي قال في خطابه أنه سيدافع عن الشرعية بدمه ولكن لأن هذه عقلية الاخوان وأنهم لا يتنازلون عن السلطة بسهولة وأكبر دليل نموذج قطاع غزة على مدار السنوات الست الماضية مما يعطي مؤشر على ذلك.

 

حالة إحباط شديدة تعيشها غزة..

وقال أبو سعدة إن المواطنين في قطاع غزة يعانون حالة احباط كبيرة وشديدة بسبب استمرار الفقر والبطالة وتردي الحياة اليومية للمواطنين ولكن هذا الأمر لن يؤدي إلى انتفاضة ضد حماس وذلك بسبب أن الشعب في غزة منقسم جزء يؤيد حماس وجزء آخر يعارضها كما هو الحال منذ 7 سنوات.

وأضاف " حتى لو خرجت تظاهرات ضد حماس فإن حماس تستطيع أن تعبئ الشارع لصالحها وثاني أمر المواطن الفلسطيني لا يجد بديل عن حماس أي نموذج أو قيادة تستطيع أن تقود الجماهير بالإضافة إلى أن المواطنين يسعون إلى توفير لقمة عيشهم وليس معنيين كثيراً بالتظاهر والثورة ضد حماس.

 

حماس تحاول ايصال رسالة للمواطنين..

وحول الاستعراضات العسكرية في شوارع غزة قال المحلل السياسي إن حماس تحاول من خلالها إرسال رسالة للجهات الأمنية في مصر أن حماس تقوم بواجبها ولن تسمح بأي انتهاك للحدود أو دخول المتشددين لمصر وتقوم بواجبها في حماية الحدود وكذلك تحاول إرسال رسالة للمواطنين بأنها لن تسمح بأي تظاهرات أو إخلال بالأمن في قطاع غزة ضد حكمها وهذه الرسالة وصلت للمواطن الفلسطيني منذ 7 سنوات واستعراضاتها الحالية مجرد تأكيد للرسالة القديمة.

وهذا الأمر أكده كذلك الكاتب والمحلل أكرم عطالله مشيراً إلى أن استعراضات حماس هي مجرد رسالة لمصر أنها تضبط الحدود بقوة لتبرير الاتهامات المصرية وتحرك قواتها على الحدود لنفي الاشاعات المصرية.

وقال عطالله لوكالة فلسطين برس للأنباء " إن حركة حماس جزء من جماعة الاخوان المسلمين ولكن الظرف مختلف فهي حركة مقاومة وطرف بالانقسام وليس الطرف الكلي " لافتاً إلى أن أي حراك في قطاع غزة لن ينجح دون أن تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

تجربة غزة فريدة وتختلف عن مصر..

وأعاد عطالله تأكيد سابقه حول استبعاد ثورة ضد حماس في غزة قائلاً " إن تحرك الشعب الفلسطيني ضد حماس مستبعد لأن التجربة الفلسطينية فريدة وتختلف عن التجربة المصرية كما أن الظروف تختلف والواقع غير الواقع المصري ولكن سيكون هناك تأثير إذا ما جرى اسقاط مرسي على قطاع غزة وهذا ما تخشاه حماس.

وأضاف " إذا كانت نتيجة ما سيحدث في مصر لصالح الاخوان فإن حماس ستتلقى دفعة قوية بانتهاء الصدام بين الجيش والاخوان وسيكون وضع حماس أقوى اما إذا انتهى ذلك بعزل مرسي فستكون حماس فقدت أحد أهم مراكز قوتها في العالم تجربة الاخوان وهو ما سيؤثر على تجربة حماس بأنها تجربة لم تنجح.

وعلى صعيد البعد السياسي فإن حماس ستفقد أهم أنظمة الحكم الصديقة في العالم وسيكون شعورها معاكس تماماً ليس كما شاهدنا خلال فوز مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية.

 وتشهد مصر منذ ثلاثة أيام مظاهرات عارمة ضد نظام الاخوان المسلمين المتمسك حتى الآن بالسلطة مع مؤشرات بتحرك قريب للجيش لحسم الأمور واعادة السلطة للشعب المصري.