مما يثير الدهشة والاستغراب أن المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة  لا يأبه لحجم ضحايا العنف الإسرائيلي الذي يسببه الاحتلال عن طريق الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه، وعندما تضاعفت أعداد الضحايا فإن الإجراء التأديبي الذي تتخذه الولايات المتحدة.

المحور الثاني وهو مهم لماذا يتغاضى المجتمع الدولي  ويغض الطف عن ممارسة الاحتلال والمستوطنون في كل فلسطين؟ وما أكثر المضايقات وتسير في كل مناحي الحياة العامة الفلسطينية والتي ترفع وتيرة العنف في المنطقة!.

المحور  الثالث وهو غاية في الأهمية، لماذا تنادي الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية بحق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وهي التي تحتل فلسطين وهذا بحد ذاته هو لب الصراع والعنف في المنطقة، وأية ردود فعل من المجتمع المحلي الفلسطيني يخضع لمعايير التأنيب والتأديب من تلك الدول ولا يطبق حق الدفاع عن النفس للفلسطيني. هذا يفسر ما يسمى ازدواجية المعايير التي  تعتبر من القضايا المهمة والتي هي مثار حديث الشارع الفلسطيني. فقد تجلى هذا الموضوع في الموقف الغربي من قضية الحرب بين روسيا أوكرانيا. فالموقف الغربي من الاحتلال الروسي ودعم أوكرانيا اللامحدود تجد أن الموقف الدولي معاكس تمامًا للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

الجيش الاسرائيلي والمستوطنين  قاموا بسلسلة طويلة من المخالفات للقانون الإنساني الدولي، تصل في بعضها إلى جرائم حرب، ومع الأسف فإن الولايات المتحدة والدول الغربية تتحدث على استحياء في موضوع العقوبات على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. العقوبات المفروضة على حفنة من المستوطنين هي لا تقدم ولا تؤخر في توجعات وعمل المستوطنين في الصفة الغربية، لأنها هذا النظام ياتي ضمن برنامج حكومي منظم يهدف إلى الاستيلاء على الأرض الفلسطينية واجتثاث الفلسطينين في إطار ممارسة العنف لهم. كما أن الإجراء التي تفرضه الدول الغربية مع الولايات المتحدة لن يوقف عنف المستوطنين في ظل حضانة الحكومة الاسرائيلية للمستوطنين.

وحدة الجيش الإسرائيلي التي تسمى نيتسح يهودا هي الوحدة التي تعتزم الولايات المتحدة أن تفرض عقوبات عليها لمخالفاتها القانون الدولي الإنساني في فلسطين، وهي ليست الوحدة الوحيدة التي تعمل في فلسطين، فهناك وحدات أخرى وكلها تمارس العنف خارج نطاق القانون الدولي الإنساني ويعرض الفلسطينين أخطر الموت، وبالتالي مثل هذه الخطوات لها تاثير محدود على مستوى العنف في فلسطين لأنه بكل بساطة يقع في حصانة وحضن الحكومة الإسرائيليّة وتعليمات القيادة السياسية الإسرائيلية. والحديث على أن النظام القضائي الاسرائيلي هو قضاء نزيه، فعندما ينظر القضاء الإسرائيلي في النزاعات بين الإسرائيليون أنفسهم، أما في ما يتعلق في الفصل في  العنف الاسرائيلي من المستوطنين والجيش فان القضاء الإسرائيلي يبرئهم من أي جرم مع ثبوت الجرائم التي يرتكبها المستوطنون والجيش.