بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 16- 3- 2024

*رئاسة
رسالة قبول التكليف من رئيس الوزراء المكلف لسيادة الرئيس

وجه رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد مصطفى، يوم الجمعة، رسالة إلى سيادة الرئيس محمود عباس، حول قبوله بتكليف سيادته له بتشكيل الحكومة الـ19.

وفيما يلي نص الرسالة:

سيادة الرئيس محمود عبّاس حفظه الله، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يشرفني قبول تكليفكم لي بتشكيل حكومتكم، الحكومة التاسعة عشرة، والتي سنقدمها لسيادتكم خلال المدة المحددة في القانون، وذلك بعد إجراء مشاورات واسعةللإقرار والمصادقة من قبل سيادتكم.
إنني وإذ أتشرف بقبول هذا التكليف، فإنني مدرك خطورة هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية والظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الصامد وحجم التحديات القائمة، خاصةً أمام تبعات هذا العدوان على شعبنا الذي يتواصل لشهره السادس والذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى ومئات آلاف المهجّرين، ودمار البيوت والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والطرق في قطاع غزة الحبيب، لنكرر موقف سيادتكم أن لا دولة دون غزة، ولا دولة في غزة، بعيداً عن الضفة والقدس. ويضاف إلى هذا العدوان، جرائم القتل، والتدمير، والاجتياحات، وإرهاب المستوطنين، والاعتقالات المستمرة في محافظات الوطن الأخرى، وتحديداً في مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وفي ظل الحصار الماليّ والاقتصادي وقرصنة أموالنا التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.
إلا أننا يا سيادة الرئيس نؤمن أن ما يتعرض له شعبنا من عدوان، يتطلب المزيد من الجهود ووحدة الصف ومواصلة العمل السياسي والدبلوماسي على الساحة العربية والدولية، وجميعها استمرار لجولات نضالية على طريق الحرية والاستقلال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وما عمل الحكومة ضمن الأوليات التي كلفتمونا بها إلا ركيزة أساس من ركائز الصمود والبناء والتحرير.

سيادة الرئيس،

ستعمل الحكومة فور مصادقة سيادتكم على تشكيلها، على تنفيذ المهام التي وردت في كتاب التكليف، وفق القوانين والإجراءات المتبعة، ووفق الأولويات القابلة للتطبيق فوراً، وضمن إستراتيجية على المدى المتوسط والمدى البعيد، بما يمكنها من القيام بما هو مطلوب منها، وفي المقدمة رفع المعاناة عن أبناء شعبنا، وخاصة في قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم والإغاثة لأبناء شعبنا هناك، والتحضير منذ هذه اللحظة لعمليات الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار، ورفع مستوى أداء المؤسسات الوطنية وتوحيدها ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية، ومواصلة وتعزيز البرامج الخاصة بالإصلاحات، ومحاربة الفساد، والمكاشفة، والمساءلة، والعمل بالتوازي على معالجة الأزمة المالية وإطلاق ورشة وطنية للخروج من حالة الأزمة إلى التنمية الاقتصادية، وبالتأكيد مواصلة الدفاع عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتمكين المواطنين في المناطق المهمشة والمستهدفة لتعزيز صمودهم على أرض وطنهم. كل ذلك ضمن إطار يعزز الشفافية والحكم الرشيد، وضمان الحريات العامة، وحرية الصحافة، والتشاركية مع مكونات المجتمع كافة، وسيتم عكس هذه الأولويات في برنامج عمل الحكومة.

سيادة الرئيس،

نقدر عالياً حرص سيادتكم وتوجيهاتكم لنا على أن نقوم بواجبنا تجاه شعبنا وأهلنا لتضميد الجراح وتقديم يد العون، وهذا ما نعاهد الله عليه ونعاهد سيادتكم ونعاهد شعبنا بأننا سنبذل قصارى الجهود لتحقيق ذلك.
لطالما عانى شعبنا منذ النكبة المستمرّة منذ عام 1948 وصولاً إلى حرب الإبادة القائمة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، وهذا الاستهداف اليومي لمدننا وقرانا ومخيماتنا ومقدساتنا وتحديداً في القدس، ولكن هذا العدوان وهذا الاستهداف لن يكون إلا سبباً لمضاعفة الجهود لتعزيز صمود شعبنا واستكمال مسيرة البناء للوصول إلى الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، التي نعمل لأجل تحقيقها جميعاً تحت قيادتكم الحكيمة، وصون كرامة المواطن القائمة على العدل، وعلى عقد اجتماعي يكفل الحقوق والواجبات ضمن إطار سيادة القانون.
وأخيراً، فإننا نقدر عالياً ثقتكم بنا، ونعدكم ببذل قصارى الجهود، وأن نستجمع الكفاءات والطاقات الوطنية من أجل أداء هذا الواجب المقدس، وبدعمكم يا سيادة الرئيس والقيادة في مسيرة البناء والتحرير.

الرحمة لشهداء شعبنا، الشفاء للجرحى والحرية للأسرى.

د. محمد مصطفى

رئيس الوزراء المكلّف

*فلسطينيات
الرئاسة تحذر من قرار الحكومة الإسرائيلية القيام بعملية عسكرية في رفح

حذرت الرئاسة، من قرار الحكومة الإسرائيلية، القيام بعملية عسكرية في رفح وارتكاب مجزرة جديدة، واستكمال جرائم التهجير بحق أبناء شعبنا.
وطالبت الرئاسة، بسرعة تدخل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، وتحمل مسؤولياتهم لمنع مثل هذا العدوان الخطير، الذي يضاعف من معاناة شعبنا في قطاع غزة.
وجددت اللرئاسة التأكيد على موقفها الرافض وبشكل قاطع، لمنع وقوع أي تهجير، معتبرة أن ذلك خط أحمر.
كما شددت الرئاسة على ضرورة وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

*أخبار "م.ت.ف"
مجدلاني معقباً على معارضة حماس تكليف مصطفى: من يستند للقانون ومنظمة التحرير لا يمكن أن يأخذ قراراً منفردا

قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني: إن حرب الابادة الإسرائيلية بحق شعبنا خلقت تداعيات خطيرة تتطلب مواجهة ومراجعة طريق تعاملنا مع النتائج التي اسفرت عنها هذه الحرب، وأن هناك اجماعًا عربيًا ودولياً واقليمياً على وحدة الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاسرائيلي لإعادة احتلال غزة وتقويض عمل السلطة الوطنية.
وأشار مجدلاني في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، إلى أن الإجماع الدولي يؤكد على حل الدولتين على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وذلك يتطلب رؤية جديدة لحكومة جديدة من شأنها ان تعالج المستجدات ومتطلبات الصيغة الدولية التي من شانها ان تشكل دافعاً للنظام السياسي في مواجهة الاستهدافات التي تواجه النظام السياسي الفلسطيني.
وأوضح أن تشكيل الحكومة الفلسطينية استند للقانون الاساسي ووثيقة اعلان الاستقلال والقانون الاساسي يعطي الرئيس الحق بتكليف تشكيل الحكومة وكتاب التكليف الذي اصدره السيد الرئيس لرئيس الحكومة د. محمد مصطفى يشكل أساساً للمرحلة المقبلة ولعمل هذه الحكومة والتحديات التي تواجهها.
وفيما يتعلق ببيان حماس الذي اعترض على تكليف محمد مصطفى، أوضح مجدلاني أن حماس لم تصب في عناصر البيان وبنوده لأن التكليف استند للقانون الاساسي ومرجعيته منظمة التحرير وأن من يستند للقانون ومنظمة التحرير لا يمكن أن يأخذ قرارًا منفردًا.

*عربي دولي
مسؤول أممي: لم يعد ثمة "مواليد بحجم طبيعي" في قطاع غزة

أكد مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان دومينيك ألن، يوم الجمعة أن "الأطباء ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي" في غزة، لافتًا إلى أن 180 امرأة يعانين الجوع والجفاف يلدن يوميا في القطاع.

وقال في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من القدس "شخصيًا، غادرت غزة هذا الأسبوع وقد انتابني الخوف على مليون امرأة وفتاة في غزة، على 650 ألفًا (من الإناث) في سن الإنجاب، وخصوصًا على 180 امرأة يلدن كل يوم".
وقال إنه تمكن من زيارة مستشفيات لا تزال تقدم خدمات لرعاية الأمهات في شمال قطاع غزة، و"يروي الأطباء أنهم ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي، على العكس، وفي شكل مأساوي، فإنهم يرون عددا أكبر من المواليد الذي يقضون بعيد ولادتهم"، متحدثًا عن نساء حوامل "أرهقهن الخوف والتنقل مرارًا والجوع" والجفاف.
وتابع ألن "حري بتلك الأمهات أن يحضنّ أطفالهن بين أذرعهن، وليس في أكياس الجثث".
وأشار إلى الافتقار لوسائل التخدير التي تحتاج إليها الحوامل ممن يخضعن لولادة قيصرية، منددًا برفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح بمرور شحنات مساعدة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة للسكان.
وقال "إنه كابوس أكبر من أزمة انسانية. إنها أزمة للإنسانية. فالواقع أسوأ مما استطيع وصفه، ومما تظهره الصور، ومما يمكنكم تصوره".
وأضاف "ما رأيته خلال الانتقال الى شمال قطاع غزة، حطم قلبي"، مشيرًا إلى "مشاعر لا يمكن وصفها في عيون السكان".
وتابع واضعًا يديه على فمه "جميع من شاهدناهم أو من تحدثنا اليهم كانوا هزيلين وجائعين، ويقومون جميعا بهذه الحركة طلبًا للطعام".
وروى ألن أيضًا عبوره نقطة تفتيش لجيش الاحتلال "حيث كان طفل ربما في الخامسة من عمره يسير خائفًا، رافعًا يديه في الهواء، فيما شقيقته تسير خلفه حاملة راية بيضاء".

*إسرائيليات
"نتنياهو" يصادق على خطة اجتياح رفح

صادق رئيس الحكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، على خطة عسكرية لاجتياح رفح، وجاء في بيان صادر عن مكتبه أنه إلى جانب ذلك يستعد الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء السكان والنزحين من رفح.
وأضاف البيان: أن "وفدًا إسرائيليًا سيتوجه إلى قطر من أجل إجراء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وأن الوفد سيطرح موقف إسرائيل".
ويتضمن مقترح الفصائل الفلسطينية مرحلة أولى لإطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح ما بين 700 إلى 1000 أسير فلسطيني، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويشمل الاقتراح الإفراج عن "100" أسير فلسطيني يقضون أحكامًا مؤبدة في السجون الإسرائيلية، وإطلاق سراح المجندات الإسرائيليات.

*أخبار فلسطين في لبنان
"حبة تمر وشربة ماء وكسرة خبز" شعار إفطار تضامناً مع غزة وفلسطين

شهر رمضان، شهر الخير والعطاء والتسامح والمحبة، ولأن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة حُرم من خيرات الشهر المبارك، ولأن العالم وقف متفرّجاً على الشعب الفلسطيني في غزة يموت جوعًا تحت الحصار، ولأن الشارع العربي أصبح في موت سريري، لم يتوانَ شعبنا الفلسطيني واللبناني بمد يد العون، سواءً بالمواقف أو الفاعليات الداعمة لفلسطين.
بحبة تمر وشربة ماء وكسرة خبز، اختارت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة بيروت، وحركة الناصريين المستقلين (المرابطون)، تنظيم إفطار جماعي رمزي مساندة لقطاع غزة، في حديقة سيمون بوليفار، الرملة البيضاء في العاصمة اللبنانية بيروت، غروب يوم الجمعة في الخامس عشر من شهر آذار 2024، الموافق الخامس من شهر رمضان المبارك 1445 هجري. 
شارك في الإفطار الرمزي رئيس بلدية الغبيري معن خليل، أمين الهيئة القيادية لحركة المرابطون العميد مصطفى حمدان، وأعضاء الهيئة القيادية للمرابطون، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية في بيروت، ممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية والجمعيات والهيئات والاتحادات والروابط البيروتية، وحشد شعبي لبناني وفلسطيني.
وكانت كلمة لرئيس بلدية الغبيري معن خليل، اعتبر فيها أن إفطار اليوم هو لمشاركة أهالي غزة بقليل من الخبز والماء، في الوقت الذي يرتفع فيه أعداد الشهداء نتيجة للعدوان الصهيوني على القطاع، الأمر الذي يفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة، لكن صمود الأهالي في غزة لا يزال يضيئ مشاعل الأمل في انتصار المقاومة في غزة والضفة بما فيها القدس وجنوب لبنان، مؤكِّدًا أن الانتصارات التي تخطُّها المقاومة اليوم هي المتراس الأول في الدفاع عن كرامة الإنسان، خاتمًا بوصف صوم أهالي غزة وجنين وجنوب لبنان، بالصوم على طريق القدس ممزوجًا بالدعاء والإيمان. 
وكانت كلمة لأمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، بدأها بتوجيه التحية إلى أهالي غزة من بيروت المرابطة منذ العام 1982 دفاعاً عن فلسطين، يوم امتزج الدم الفلسطيني واللبناني دفاعًا عن شرف الأمَّة، واصلاً التحية إلى جميع المقاوِمين الذين يقفون اليوم إلى جانب غزة، معتبرًا أن ما يجري في غزة الصمود ورغم الجراح الكبيرة وشلاَّل الدماء الطاهرة من المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ، سيدفع إلى المزيد من الكفاح والنضال، وإلى بذل المزيد من الدماء من أجل فلسطين بهدف طرد المحتل الصهيوني الغاشم من أرض فلسطين. وختم حمدان، بتوجيه الإنتقاد إلى كل من يتقاعس اليوم عن دعم غزة. 
وكانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش، بدأها بتوجيه التحية إلى الحضور الكريم، مُؤكِّدًا أن الشعب الفلسطيني في الشتات وجميع شرفاء الأمة يتقاسمون مع الشعب الفلسطيني في فلسطين الألم والصيام وكسرة الخبز، معتبرًا أن الأولوية اليوم هي لوقف آلة الدمار الصهيونية التي تفتك بالشعب الفلسطيني بدعمٍ واضح وصريح من الغرب والأميركيين، إلى جانب فتح جميع المعابر لإدخال كافة أشكال المساعدات، لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني ولتمكينه في أرضه. 
وشدَّد أبو عفش أن الشعب الفلسطيني لن يرحل عن أرضه، مهما بلغت التضحيات والآلام، معتبرًا أن كافة أشكال النضال التي يخوضها الشعب الفلسطيني منذ العام 1956 حتى اليوم هي للعودة إلى أرض فلسطين لا للخروج منها، كما يحاول الصهاينة اليوم فعله لدفع الشعب الفلسطيني إلى ترك أرضه، خاتماً بتوجيه رسالة إلى الضفة الغربية بما فيها القدس، أكَّد فيها على وقوف شرفاء الأمَّة إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، جازمًا أن العودة إلى فلسطين حاصلة لا محالة.

*آراء
لا تتعجلوا الحكم مصطفى/بقلم: عمر حلمي الغول

بعد 17 يومًا من قبول استقالة حكومة د. محمد اشتية سلم سيادة الرئيس محمود عباس كتاب تكليف د. محمد مصطفى تشكيل حكومة الكفاءات/التكنوقراط حاملة الرقم 19 في تسلسل الحكومات الفلسطينية من تأسيس السلطة الوطنية في العام 1994. وأجزم أن الحكومة القادمة برئاسة مصطفى ستكون الأكثر تعقيدًا، لأنها تواجه تحديات غير مسبوقة، وتتجاوز في ثقل المهام الملقاة على الحكومة الأولى لأكثر من عامل: أولاً عمليات التدمير الهائلة في قطاع غزة للوحدات السكنية والمدارس والجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية والمتاحف وإخراج عشرات المستشفيات والمركز الصحية عن الخدمة والمئات من المساجد والكنائس والبنى التحتية من طرق وصرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات؛ ثانيًا حجم النزوح من الشمال إلى الجنوب الذي بلغ نحو 1.7 مليون إنسان، وتجاوز نسبة النزوح عام نكبة 1948؛ ثالثًا الخراب الكامل للمؤسسات والمصانع والورش الاقتصادية في قطاع غزة؛ رابعًا بسبب الانتشار الواسع للأمراض المعدية والمزمنة والنفسية والأوبئة ومخلفات حرب الإبادة الجماعية من اليورانيوم الطبيعي والمنضب وغيرها من المواد المتفجرة والسامة التي أثرت على الهواء والماء والتربة والزراعة؛ خامسًا الارتفاع الكبير لعدد الشهداء والجرحى والمفقودين والأرامل والعائلات المنكوبة من كارثة وويلات الحرب؛ سادسًا إعادة تجسير العلاقات بين جناحي الوطن والمؤسسات والوزارات والأجهزة الأمنية، وغيرها من الملفات التعليمية والاجتماعية والثقافية.
وعلى صعيد الضفة الفلسطينية هناك العديد من الملفات أولاً القدس العاصمة والتحديات الموجودة فيها بدءًا من الحوض المقدس عمومًا والمسجد الأقصى خصوصًا، وعمليات التطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والسيطرة على العقارات والمباني والمقابر ومصادرة الأراضي وإعلان العطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية والاستيلاء الإسرائيلي الرسمي بالتعاون مع المنظمات الاستيطانية على كل ملمح فلسطيني عربي أو إسلامي أو مسيحي في القدس العاصمة، واستهدافها للمؤسسات التربوية والثقافية الفنية والاقتصادية والتجارية وفرض الضرائب؛ ثانيًا فصل العاصمة القدس عن باقي محافظات الضفة، وتقطيع أوصال الطرق ومواصلة عمليات النهب للأراضي وإقامة البؤر الاستيطانية في مختلف المحافظات، واتساع وزيادة عمليات الاقتحامات والاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات وارتفاع وتيرة عمليات القتل والاعتقال واستهداف مصالح المواطنين، بالتلازم مع توسيع عمليات الهدم والمصادرة لأراضي المجمعات الفلسطينية في الاغوار الشمالية والجنوبية، التي بلغت حتى الآن قرابة ال20 مجمعًا بدويًا؛ ثالثًا الحصار الاقتصادي الشديد، ومنع العمال من العمل في السوق الإسرائيلي، وهو ما يضاعف من حجم البطالة الفلسطينية، وكذلك هناك حرب المقاصة على أموال السلطة الوطنية بذرائع شتى؛ وغيرها من المشاريع والمخططات الصهيونية الاجرامية المنفلتة في محافظات الشمال.
كم هائل من المشكلات المعقدة والصعبة والخطيرة تواجه الحكومة القادمة، والتي تضمنها كتاب التكليف للدكتور مصطفى، منها: إدخال المساعدات الإنسانية وإغاثة أبناء الشعب المنكوب؛ ملف إعادة الاعمار الذي يحتاج لعشرات السنوات؛ ملف إعادة بناء الاقتصاد ونقله من مرحلة الترميم إلى مرحلة التنمية المستدامة؛ ملف ترميم الجسور بين مؤسسات جناحي الوطن؛ الإصلاح والتطوير لمؤسسات الدولة؛ محاربة مظاهر الفساد والفلتان والفوضى، وإعادة الاعتبار لمكانة المؤسسات الرسمية وخاصة دور الأجهزة الأمنية؛ ملف الرواتب والمقاصة وغيرها من الملفات.
إذاً ستكون الحكومة القادمة في أتون معارك ضارية من التحديات والصعاب غير المسبوقة، ومع ذلك واجه رئيس الوزراء المكلف وقبل استلام كتاب التكليف حملة غير إيجابية من نخب وقوى ومنافسين ورافضين لشخصه من حيث المبدأ، وقبل ان يعطوا الرجل على الأقل فرصة ال100 يوم، التي تمنح عادة لأي رئيس او رئيس حكومة ليتعرفوا على خيره من عدمه، وكيفية ادارته للأمور حتى يحاكموه على أساس النتائج. لكن أبناء الشعب عموما والنخب والقوى السياسية خصوصًا يميلون لإعطاء احكام مسبقة الصنع وجاهزة دون تريث وقبل الاستناد لتقييم موضوعي بعيد عن الشخصنة والدوافع الذاتية الهادفة لعكس احباطها وعدم يقين أصحابها من إمكانية وجود انسان بغض النظر عن جنسه من تحمل المسؤولية وتحقيق إنجازات نسبية، ولا نقول إنجازات كبيرة. لأننا تحت بسطار الاستعمار الإسرائيلي وقيوده وسيطرته على الأرض والاقتصاد والمال والهواء وحروبه الدامية، وبالتالي مطلق انجاز ان حدث سيكون نسبي.
انطلاقًا مما تقدم، أدعو الجميع للتمهل قليلاً قبل الحكم على د. محمد مصطفى وحكومته المرتقبة، ومنحه الفرصة للقيام بتنفيذ بعض المهام الملقاة على عاتقهم، وأيضًا لنرى من هم مكونات حكومته الجديدة، الذين قبل ان اعرف أسماءهم وشخوصهم أرجو لهم النجاح والإبداع في تمثل دورهم كمقاتلين وفدائيين من طراز جديد غير معهود في الوزارات السابقة. لأنهم إن لم يكونوا فدائيين وتنقصهم الكاريزما والخبرة والكفاءة، فلن ينجحوا، ولن يحققوا الحد الأدنى، فآمل أن يكونوا كما أتمنى لهم، ويتمنى لهم كل الحريصين الايجابيين على النجاح من أبناء الوطن الغيورين على المصالح العليا للشعب.