أنصاف دمى، وهواتف صغيرة، وقداحات، وقطع خشب صغيرة، ومعدات، ونفايات، يفترض أن يكون مكانها الوحيد في القمامة والمكبات، لكنّها بالنسبة إلى التونسية سيرين الطرابلسي وسيلة فريدة ومصدر إلهام لإبداع أعمال فنية مختلفة. 

حصلت سيرين من خلال أعمالها على أعلى علامات التخرّج، وانتقلت لوحاتها بين معارض وطنية عدة، للتعريف بهذا النوع الجديد من الفن في تونس، الذي يعتمد على إعادة تدوير قطع غير صالحة للاستعمال من أجل تخفيف أزمة النفايات.

بدأت سيرين عملها بفرز القطع بحسب الحجم واللون والمادة التي صنعت منها، ووضع كل منها في كيس واختارت في أول عمل رسم بورتريه لها باستخدام القطع الصغيرة، إذ أرادت أن ترى نفسها في أول لوحة لها.

وترسم سيرين لوحاتها باستخدام قطع خردة صغيرة يوجد معظمها في البيوت، ولا يتوقع أحد أنّ تكون جزءاً مهماً من لوحة أو أي عمل فني. 

وتهتم جمعيات تُعنى بشؤون البيئة وإعادة تدوير النفايات بأعمال سيرين التي تستند فقط إلى بقايا القطع المكسورة، وهي تستخدم في بعض لوحاتها أي قطع قمامة، وفي أخرى أزرار الملابس وأغطية القوارير البلاستيكية، وأيضًا بقايا ألعاب الأطفال المكسورة، وتترك سيرين القطع بلا تغيير في الشكل، وتركز بالدرجة الأولى على اختيارها بدقة لتشكيل تفاصيل اللوحات.