تمكنت البطلة السعودية "كاريمان أبو الجدايل" من توثيق رقم قياسي مذهل منذ بضعة أسابيع داخل المملكة حيث حققت الرقم القياسي لأسرع وقت لقطع مسافة 10 كيلومتر تجديفًا في المياه المفتوحة بواقع 57 دقيقة و24 ثانية وفقًا للموقع الرسمي لموسوعة  جينيس.

ولدت كاريمان في 11 مايو 1994، وتخرجت من الجامعة كمهندسة بعد إتمام درجتي البكالوريوس والماجستير، وقادها شغفها لاحقًا إلى الأولمبياد رفي يو دي جانيرو بالبرازيل لتمثل وطنها كعداءة.

حيث نافست في بطولة سباق 100 متر للسيدات في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2016، وهي الآن تحول تركيزها إلى لاعبة ورياضة التجديف وتشارك في المنتخب السعودي للتجديف.

تقول كاريمان: "بدأ شغفي بالرياضة منذ صغري، وأوجه تقديري لوالدتي الكاتبة ثريا الشهري التي رعت هذا الاستعداد المبكر وأشرفت على توجيهه".

وبحلول عام 2012 والسماح للمرأة السعودية بالمشاركة في الأولمبياد، التوقيت الذي تزامن مع بدء دراستها الجامعية في بوسطن، فأخذت موضوع الرياضة على محمل الجد والالتزام وبدأت مع الفريق الجامعي لألعاب القوى، ليأتي عام 2016 وتشارك في أولمبياد ريو بالبرازيل كأول سعودية تنافس في سباق ال 100 متر.

والدة كاريمان هي مثلها الأعلى في الحياة، وتقول: "لا أحتاج إلى أبطال خارقين أو حتى إلى أناس مشاهير كي أسير على خطاهم إن جاز لي التعبير، فقد أنعم الله على بوجود والدتي التي أستشيرها على الدوام وأتبع خطاها عندما يتعلق الأمر بالكثير من الأمور".

انتقل تركيز كاريمان إلى التجديف بعد عام 2016 بسبب أن سباق الجري وبالتحديد ال 100 متر لم يعد متناسبًا مع إمكاناتها كلاعبة طويلة بطول 180 سم.

وعندها نُصحت بالاتجاه إلى رياضة التجديف، فكانت البداية في ولاية بوسطن الأمريكية في نهاية مرحلة البكالوريوس وما تبعها من استكمال دراسة الماجستير في الهندسة المعمارية في جامعة نورث ايسترن.

وبعد ذلك، أمضت كاريمان معظم وقتها في تدريبها الرياضي جنبًا إلى جنب مع التزاماتها الدراسية، ولم يكن طريقاً سهلاً، وتطلب مسيرتها الرياضة الكثير من العمل والجهد، فانه على الرياضي أن يكون مرنًا ويفكر في لحظته وكيف عليه أن يتجاوز ما يمر أو يشعر به.

وتقول: "أنا حريصة على عدم الاستكانة إلى ما يُعرف بمنطقة الراحة أثناء التدريب".

وكما كان الحال خلال مسيرتها الرياضية، لم يكن مشوار كسر الرقم القياسي سهلاً بأي شكل من الأشكال، فتمت محاولة كسر الرقم القياسي في شهر أغسطس من هذا العام، وكانت حالة الطقس أكبر عائق أمامها.

حيث أن أصعب جزئية في رحلة التجديف لمسافة 10 كيلومتر تكون الرطوبة العالية مصحوبة بالحرارة الشديدة، مما يزد من ضربات قلب إلى درجة أنه يشعر المجدف وكأنه على وشك الإغماء، وعوامل أخرى تزيد من صعوبة تحقيق الرقم القياسي.

وتقول: "أدى وجود تيار قوي إلى جعل القارب يتحرك ببطء، اضطررت معه إلى بذل مزيد من الجهد للحفاظ على حركة القارب، وشعرت برغبة ملحة في التوقف وخاصة مع صعوبة تحكمي في سرعتي، وأن العقل والإرادة هي مفتاح المثابرة في المجال الرياضي".

فالرياضة تبدأ من العقل، فهي ببساطة حالة ذهنية تنتقل بتوجيهاتها إلى تحريك آلة الجسد، وهذا أهم درس يتعلمه المرء في الحياة وهو أن كل شيء يبدأ من العقل.

أما فيما يتعلق بأحلام كاريمان وطموحها، فالحلم الذي يشغل أي رياضي تنافسي هو في الوصول إلى الأولمبياد، ومن ثم الحصول على الميدالية الأولمبية.

وأما فيما يتعلق بالطموح، فيتلخص في أن تكون أفضل نسخة من نفسها وعقلها في الحياة.