٣٥ فدائيًا من كتيبة الجرمق التابعة لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء والصمود التضحية في قلعة الشقيف (الحصن الجميل)، هذا الحصن الجميل الذي كان في داخله ٣٥ فارسًا فلسطينيًا ولبنانيًا على ظهور رشاشاتهم، استبسلوا في الدفاع عن حصنهم فمنهم من قضى شهيدًا ومنهم لا زال حيًا يروي لاحفاده عن بطولة فدائيي حركة "فتح" وقوات العاصفة.

المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين الخمسة وثلاثين فدائيًا من كتيبة الجرمق (الكتيبة الطلابية) في حصن الشقيف الجميل، الذي كان ليلاً حالكًا على رئيس وزراء العدو آنذاك منحين بيغن ووزير حربه أرائيل شارون وكل قادة جيش العدو، لقنوا جنرالات وضباط جيش العدو الصهيوني، درسًا لن ينسوه أبدًا، فقد خسر هذا الجيش الإحتلالي بمعركة قلعة الشقيف ٧ قتلى من ضباطه، و٩٠ من جنود النخبة في لواء غولاني ووحدة المظليين، عدا عن تمكن الفدائيين المحاصرين من تدمير عددًا من الآليات والدبابات، إضافة إلى إسقاط طائرة من نوع "هوك". 

وفي اليوم الذي سطر فيه فدائيو قوات العاصفة هذه الملحمة البطولية، زار رئيس وزراء العدو بيغن ومعه شارون ورئيس أركان جيشه المنطقة القريبة من القلعة وسأل أحد الضباط عن مجريات معركة قلعة الشقيف، وكيف تسير الأمور؟ وسأله هل قضيتم على المخربين؟ هل أسرتم أحدًا منهم ؟ وكم قتيل في صفوفهم؟

فرد عليه الضابط لا سيدى لم نأسر أحد منهم ولا نعرف كم خسروا، حتى إننا لا نعرف كم عددهم !! لكن سيدى رئيس الوزراء نعرف خسائرنا جيدًا فهي كبيرة فقد قتل منا الكثير ودمرت عشرات الدبابات والآليات!! ونعرف سيدي إننا قد دخلنا الجحيم قبل أن نموت، وأضاف الضابط ونعرف أيضا أن مخربيي "فتح" يقاتلون بضراوة، يقاتلون حتى الموت، متمترسين في عدد من نقاط محصنة في القلعة لا يمتلكون سوى الأسلحة الخفيفة ومدفعي هاون، وحقل من ألالغام حول دباباتنا إلى خردة وجنودنا إلى أشلاء.

نعم في قلعة الشقيف (الحصن الجميل) مجموعة من قوات العاصمة خاضت ملحمة بطولية وأثبتت أن إرادة وإيمان المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين في الصمود كسرت النظريات والخطط العسكرية في المعارك الحديثة، وسطر ٣٥ مقاتلاً من حركة "فتح" أروع معالم التحدي والصمود قبل أن يستشهدوا، وأذاقوا العدو الصهيوني مرارة الهزيمة، وقتلوا عددًا كبيرًا من ضباط وجنود الجيش الذي لا يقهر، وأبكوا بيغن وشارون وضباط جيشهم على دماء واشلاء جنودهم في قلعة الشقيف المعركة الأسطورية.

وفي الذكرى الواحدة والأربعين لمعركة قلعة الشقيف البطولية، والتى تعتبر من أهم معارك حركة "فتح" والثورة الفلسطينية، فإن جيش العدو الصهيوني لا يزال يدرس أحداث ومجريات وحيثيات معركة قلعة الشقيف لضباطه وجنوده في كلياته العسكرية.