استذكر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم السبت، الذكرى 11 لرحيل الشاعر الفلسطيني طه محمد علي.

وقال الاتحاد في بيان صحفي، "طه محمد علي؛ نعتاد الكتابة لمن رحلوا، ونرفع لهم اللغة على أسنة الشوق، وننفض الغبار عن الذاكرة، لنستعيد المرفأ البعيد عن بحرنا، ولكن معك التجربة مختلفة، كأنّك لا تزال ترواض أحزاننا، وتأخذنا معك إلى نزهة ساخرة في أحضان الكرمل، كأنّك لا تزال تكتب بالخفاء عن حجر رضيع قرب منحدر فقير تركته الظلال لمصيره بلا شفيع ولا عابر ماء، كأنّك تدفع عنا تذاكر الدخول إلى الدهشة، واللغة البسيطة السهلة والمعقدة في آن، كأنّك لم ترحل".

وأضاف: سلامٌ لروحك التي أحبت البلاد، والعناد المشع من أجل غدٍ، لا غرباء فيه، ولا بنادق مزعجة، سلامٌ لأميرتك البهية الصافية وهي تعّد لنا تنور المشتاقين لرائحة الليمون، سلامٌ لروحك وهي تصل بيننا وبين الغزالة السجينة في دمعة كلما ابتعدتَ كبرت، وكلما قرأناك شعرًا تفتحت أزاهير الوعد العتيق.

ولد طه محمد علي في قرية صفورية عام 1931. وفي نكبة العام 1948 نزح مع عائلته إلى لبنان، وبعد شهور عاد مع العائلة إلى وطنه لكن الاحتلال لم يسمح لهم بالعودة إلى صفورية التي تم تهجير جميع سكانها، وفي وقت لاحق أقيمت على أنقاض القرية بلدة يهودية باسم 'تسيبوري'.

واستقر طه محمد علي في مدينة الناصرة المجاورة لقريته وعاش فيها حتى وفاته. وتميزت موضوعات أدبه بالحنين إلى قريته صفورية وطفولته، كما تناولت حياة الفلسطينيين و'المهجرين في وطنهم' وهم اللاجئون الذين يعيشون في أراضي الـ48 ولا يسمح لهم بالعودة إلى قراهم المهجرة، التي غالبا ما يسكنون في قرى أو مدن قريبة منها.

وكان محمد علي، الذي ورد اسمه على لائحة 'أهم شعراء القرن العشرين'، قال في مقابلات صحفية إن 'صفورية هي التي جعلتني شاعرا'.

لكنه كان يضيف أنه دأب في الماضي على زيارة قريته وأطلالها، لكنه أصبح في السنوات الأخيرة يتهرب من زيارتها لأنه 'في كل مرة أزورها أصاب بالمرض.. أنفعل ولا أستطيع تفسير مشاعري، لذا قررت التوقف عن الزيارة، وأنا أضع مشاعري في القصيدة'.