قد قضيتَ شهيدًا 

لا تصدقها يا بطَل 

إنها الأم التي 

كَتمت حزنها وهَمِها 

حَملت وَهنا على وَهن 

تزغردُ اليوم لتُخفي دَمعها 

زغرودةَ التمرد 

فوقَ صفيحِ الألم 

تمردٌ على الحزنِ 

الذي تَجمد في العيونِ 

وفي القلبِ سَكن 

صَدق الأبَ 

الذي يحملُ الكفن 

يحملُ النعشَ مُتجلداً صابرًا محتسبًا

يمشي ثابتاً يواجهُ القدر 

صدق دموعَ الأُمِ الساخنَةِ 

تجرِي من مآقِي العَينين 

تحفرُ فوقَ خديها تجاعيدَ الألم 

ودع شهيدكَ الحيُ في جناتِ الخلدِ 

بدمعةٍ وابتسامةٍ 

قد ثارَ على الظلمِ وانتصر 

امتطى صهوةَ الليلِ والخطر 

قضى 

مرفوعَ الهامةِ ومنتصبَ القامةِ 

يرسمُ صورةَ الفجرِ القادمِ

قد امتشقَ السلاحَ وانتصر 

لا تصدقها 

انها الأُم قد صبرتْ وتجلدتْ 

فوق تلجِ الحزنِ 

تغازِلُها الآمال 

بوحيِ الحياةِ للأبد 

في جنةِ خلدٍ عند مليكٍ مقتدر 

انها هيَ الأرض التي قد أنبتت

أزهَرت 

أثمَرت 

جيل الشهادةِ 

جيل الفداءِ 

جيل الكرامةِ 

في آذار قد إنتفضْ 

جيلُ التمردِ 

على البغيِ 

على الأحتلالِ 

قد ثارَ، استشهد وانتصر