تقرير: ميساء عمر

تمكن ثلاثة طلبة من نابلس، وقلقيلية، والخليل، من انتزاع المركز الأول ضمن محور "أفضل بحث عمل جماعي وفريق بحثي متميز"، في الدورة الثانية من أولمبياد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" حول منهجيات البحث العلمي، المنعقد في الجمهورية التونسية؛ بمشاركة 19 فريقا من 18 دولة عربية.

الفريق الفلسطيني، ضم: ريماس صبري من تربية قلقيلية، وجنى عواد من تربية جنوب نابلس، وعبادة العدم من تربية شمال الخليل، والأستاذة لبنى أبو سرحان ممثلةً عن وزارة التربية والتعليم، شاركوا في بحث، بعنوان: "مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على المراهقين – وانعكاس ذلك على العلاقات الأسرية".

عملية الاختيار تمت في مراحل عدة، وتم تدريب الفريق بالتعاون ما بين الإدارة العامة للإبداع والتميز والإنجاز وجامعة فلسطين التقنية على أساسيات ومناهج البحث العلمي، وتنظيم محاكاة للمسابقة من قبل الطلبة؛ بهدف إكسابهم مهارات البحث والعرض.  

وقالت أبو سرحان إن وزارة التربية والتعليم أطلقت في شباط/ فراير الماضي مسابقة البحث العلمي للطلبة من الصفوف 7-9 في كافة أنحاء الوطن؛ استعدادا للمشاركة بالأولمبياد الدولي، وتم تحكيم المشاركات على مستوى المديريات ومن ثم على مستوى الوزارة، وبعد ذلك جرى تحكيم العروض الشفوية للأبحاث الفائزة، واختيار الطلبة الذين شكلوا الفريق الوطني.

وأضافت أنه تم تدريب الطلبة على كيفية إعداد البحث العلمي وفرضياته وحيثياته، وتنمية روح الفريق والعمل الجماعي لديهم للعمل سويا وتمثيل فلسطين كشخص واحد، وذلك لفترة شهرين قبل المغادرة إلى تونس.

وأشارت أبو سرحان إلى أنه تم خلال الأيام الأولى تدريب الطلبة وتعريفهم بتعليمات المسابقة، ثم عزل الفريق في قاعات تم إعدادها خصيصا لأغراض البحث العلمي على مدار 10 ساعات متتالية، تلاها انعقاد أعمال لجنة تحكيم حتى منتصف الليل، ويوم الخميس تم الإعلان عن النتائج في احتفال مهيب.

وحول البحث المشارك في المسابقة، قال عبادة إن أهم النتائج التي توصلوا لها وجود أثر سلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين، ما يؤثر على العلاقات الأسرية من حيث البعد والجفاء بين أفراد الأسرة الواحدة من جهة، ومن حيث القيم والعادات الدخيلة الجديدة التي فرضتها هذه المواقع على الأسر والأبناء من جهة ثانية.

وأضاف أن البحث أظهر أن هذه المواقع رغم سلبياتها إلا أنها تلعب دورا مهما لدى المراهقين، وتمحورت توصيات البحث حول ضرورة تفعيل دور المؤسسات لتوعية الشباب حول مخاطر هذه المواقع.

من جهتها، قالت الطالبة جنى إن بحثهم خرج بعدة توصيات كان أبرزها ضرورة تقديم الدعم والتدريب اللازم لأولياء الأمور للتقرب من أبنائهم ورعايتهم، إضافة إلى أهمية توجيه الأسرة في التعامل مع المواقع للحصول على المعرفة والمعلومات اللازمة لتنمية مهارات التواصل لديهم.

كما شدد البحث على أهمية دور المنظمات الواعدة والمختصة برعاية الشباب في توعية المراهقين بمخاطر الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تهديد العلاقات الأسرية.

وعن التحديات التي واجهها الفريق؛ قالت الطالبة ريماس: إضافة إلى مشقة وعناء السفر، كان التحدي الأكبر لنا كفريق هو أن لوحة المفاتيح وأنظمة الحواسيب التي تم توظيفها لأغراض الأولمبياد من قبل الجهة المنظمة كانت باللغة الفرنسية، ونحن بحاجة إلى استخدام الحاسوب للحصول على مصادر ومراجع ومقالات وأدبيات تدعم بحثنا، فقمنا بترجمة كل أيقونة لمساعدتنا على إتمام مهمتنا، لكن في النهاية تمكنا من تقديم بحث ورقي، وتقرير ملخص وعرض شفهي عن البحث، ونحن سعداء بأن حصلنا على المركز لأول مرة.