تقرير: زهران معالي

يعرف بأن "الكاريكاتير" فن ينتشر ويتكاثر في الأزمات، ورغم تزاحم الأزمات التي تواجهها البشرية، إلا أن لا أزمة أكبر مما يواجهها العالم حاليا مع تفشي فيروس كورونا حتى الآن، والذي شكل مادة دسمة لرسامي الكاريكاتير.

وما أن تفشى الفيروس بغالبية دول العالم، حتى نشط رسامو الكاريكاتير في تناولهم للفيروس وارتداداته على واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية...، فتنوعت جوانب رسوماتهم التي لم تخل من الطرافة رغم قتامة الموضوع الذي تتناوله.

وفي فلسطين، ربط رسامو كاريكاتير فلسطينيون رسوماتهم بواقع الحياة السياسية والاقتصادية، واتسمت بالتركيز على الفلسطيني الذي يواجه عدوين "الكورونا والاستيطان"، وما يفرضه واقع الحصار على قطاع غزة في ظل تفشي المرض.

كاريكاتير للرسام الفلسطيني محمد سباعنة أظهر فلسطينيا يرتدي كوفية متحصنا بترسين يحمي بها وجهه من الفيروس أمامه وبأخرى الاستيطان خلف ظهره، وبرسم آخر أظهر سباعنة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يمسك بحبل تدلى من كرة كورونا، وتعليق "تأجيل محاكمة نتنياهو بسبب كورونا".
ويعد فن الكاريكاتير من الفنون القديمة التي عرفها الإنسان منذ أمد بعيد، عرفه المصريون القدماء والآشوريين واليونانيون، كما يرجع تاريخ أقدم رسم كاريكاتوري إلى عام 1250ق.م، وذلك عند وجوده في مقابر وادي الملوك بمصر القديمة، وتعد بداية انتشاره في وسائل الإعلام الأوربية والاميركية في الثلث الأول من القرن الـتاسع عشر.

ويعتمد فن الكاريكاتير على رسوم تبالغ في تحريف الملامح الطبيعية، أو خصائص ومميزات شخص أو حيوان أو جسم ما، وتلامس الصورة الكاريكاتيرية رسالة من الفنان إلى المتلقي من خلال سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشونه معًا.

وفي عصر كورونا، أخذ فن الكاريكاتير شكلا تراجيديا عميقا، وركز رسامو الكاريكاتير في العالم على انتشار الفيروس السريع في دول العالم وتفشيه كأنه وحش يلتهم الكرة الأرضية، فيما ظهرت الكرة الأرضية مثل رأس أصابه الصداع، وآخر يحتوي على رجل رأسه بشكل الكرة الأرضية يمسك بعصا جولف ويحاول السيطرة على خلية فيروس كورونا الذي أصبح حجمها أكبر بكثير من أن يحرز بها هدف.

وتناول رسامون آخرون صورة الكرة الأرضية كوجه يحمي نفسه بكمامة، كما أظهروا عجز الكرة الأرضية عن السيطرة على الفيروس، من خلال صورة عسكري يختبئ خلف أسلحة العالم وتكنولوجيته العاجزة أمام خلية فيروس كورونا.

وتناولت رسوم الكاريكاتير ارتدادات انتشار الفيروس على الاقتصاد العالمي وانعكاسه على انخفاض أسعار النفط عالميا، وارتفاع بعض السلع والمواد الغذائية، عبر تجسيد "كورونا" بوحش يتسبب بتصدع جدار الاقتصاد العالمي، ورسم آخر يظهر تهاوي أسهم البورصة بعد تفشي الفيروس.

بينما ركز آخرون على الجوانب الصحية وخطر عدم الالتزام بالتعليمات، حيث أظهرت إحدى تلك الرسومات التزام مواطنين منازلهم تجنبا للفيروس الذي يتربص بهم حاملا منجلا أمام منازلهم.

وأخذت رسومات أخرى الموضوع من زوايا أخرى اجتماعية ورياضية، وغيرها.

ويواصل الوباء انتشاره السريع في معظم دول العالم، وبلغ عدد الوفيات جراء الفيروس منذ ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر 8784 وفاة، فيما تجاوز عدد الإصابات حاجز 200 ألف إصابة في 165 دولة.