تقرير: وعد الكار

تتفقد أم إبراهيم العرجا مسلتزماتها صباح كل يوم، في الحجر الصحي بفندق آنجل الذي يديره ابناها المصابان بفيروس كورونا ميريانا وإبراهيم، رغم أن فحوصاتها الطبية سلبية أي أنها لا تحمل الفيروس، إلا أنها التزمت بتعليمات وزارة الصحة بالحجر الذي يستمر 14 يوما.

منذ يومها الأول أخذت أم إبراهيم على عاتقها مهمة تجهيز العصائر الطبيعية لكل المحجورين في الفندق والبالغ عددهم 29 شخصا بينهم 14 مصابا.

"منذ اللحظة الأولى اعتبرت كل المحجورين في الفندق أبنائي، خاصة أن معظمهم من العاملين فيه، وكنت على معرفة سابقة بهم، وكان همي الأول والأخير أن يتعافى الجميع" تقول أم إبراهيم.

وتضيف انه بحسب التوجيهات الطبية فالخطوة الأولى هي زيادة قوة الجهاز المناعي لكل الموجودين من خلال أقراص الفيتامينات والعصائر والمأكولات الطبيعية والصحية، والحفاظ على نظام غذائي متوازن.

"رفع معنوياتهم في هذه المرحلة هو الأهم، فكنت أتصل على كل شخص في الفندق صباحا لأطمئن عليهم، وكل يوم أختلق المواقف الفكاهية، ليبقى جو الفرح سائدا بينهم، وبذلك أكون مطمئنة" تتابع أم إبراهيم.

وأشارت إلى أن هذه الفترة شهدت تكافلا اجتماعيا ترك في نفسها أثرا إيجابيا، وأوحى لها بتضامن الناس مع كل المصابين والمحجورين، فجميع أفراد المجتمع ساهموا في التخفيف عنهم سواء أطباء أو صيادلة أو تجار أو أصحاب مطاعم أو أفراد الأمن الوطني والدفاع المدني أو إعلاميين.

بدورها، تقول ميريانا إنه منذ الإعلان عن الفيروس في الصين تم الاجتماع مع الموظفين وإعطاؤهم تعليمات بالتعقيم وتوخي الحذر والتعامل مع الأمر على محمل الجد، ومنذ أن علمت أن الوفد اليوناني الذي غادر الفندق مصاب بالفيروس، تواصلت مع الجهات المختصة لأخذ الإجراءات اللازمة.

وتضيف "قامت بإنشاء مجموعة على (الواتس آب) للتواصل مع كل المحجورين في الفندق، فكل شخص موجود في غرفة لوحده ولا يتم التواصل إلا عبر الانترنت، ويتم الاطمئنان على الجميع منذ الصباح".

وتؤكد أن معنوياتها وجميع النزلاء عالية، الأمر لا يستدعي الخوف إنما يستدعي الحذر والالتزام بالتعليمات الطبية والمواظبة على تعقيم اليدين والنظافة الشخصية، وأنه لا يؤثر إلا على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، مبينة أنه رغم إصابتها بالفيروس بقيت تمارس مهامها كمديرة للفندق من خلال إجراء اتصالاتها وهي في غرفة مكتبها التي لم تغادرها منذ الخامس من الشهر الجاري.

وتابعت ان في الفندق أجواء من الارتياح، خاصة أنه لم يظهر على أحد منهم أعراض، مشيرة إلى أن اليوم ستنتهي مدة الحجر التي استمرت 14 يوما، وننتظر نتائج العينات التي تم أخذها، معربة عن أملها أن يتعافى جميع المصابين في كل العالم، وأن يكون هذا الوباء رسالة للعالم بوقف الحروب والعيش في سلام.

وتشير إلى أهمية التثقيف والوعي حول الفيروس، ليتم التعامل معه بالشكل الصحيح وبذلك يزيد من التزام المواطنين بتعليمات الجهات المختصة، مؤكدة عدم الالتفات للإشاعات، واستقاء المعلومات والأخبار من الجهات المخولة بذلك