ربما لم يسأل أحد بعد لماذا سمحت إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "صالح العاروري" بدخول غزة، ليقود مفاوضات "الهدنة"، وبالتنسيق الأمني "الاكسترا" من حيث ضمانات الحماية التي أعطاها للعاروري والوفد المرافق له، بل إنَّ هذا التنسيق أعطى للعاروري دخولا لغزة بموكب رئاسي (..!!) ما يؤكّد السؤال مرة أخرى لماذا فعلت إسرائيل ذلك مع العاروري وهي التي تقول إنَّه الرجل الأول المطلوب لديها..؟؟ لكن على ما يبدو أنَّه المطلوب الأول لديها للتفاوض بعد أنَّ اختبرته في مفاوضات صفقة "شاليط"!! .

ولا تريد إسرائيل العاروري للتفاوض فحسب، وإنما تريده أساسا هو من يوقع على اتفاق "الهدنة" تماما مثلما تريده حماس ووراء الأكمة هنا ما وراءها ...!! ولعلنا نستشهد هنا بموقف حركة حماس الذي يؤكد ذلك، إذ أعلنت الأسبوع الماضي أنها تريد حركة فتح في مفاوضات "الهدنة" بوفد يترأسه صالح العاروري؟.

وعلى ما يبدو أنَّ الأمر يتعلق "بطبخة" للقيادة العالمية للإخوان المسلمين مع إسرائيل، تتجاوز قيادة حماس في غزة مع امتثال هذه "القيادة" لشروط هذه الطبخة التي باتت رائحتها العفنة تزكم الأنوف، لكن هذه الرائحة على ما يبدو بالنسبة للقيادي الحمساوي محمود الزهار "العطر" الذي بات يتنفسه بشغف، وهو يعلن لصحيفة قطرية "ذاهبون لعقد الهدنة، بموافقة سلطة رام الله أو دونها وسنعمل على تحويل المقاصة والمساعدات الدولية لمالية غزة"!!!.

هذا ما تريده حماس من "طبخة" قيادتها العالمية، السطو على مستحقات الشَّعب الفلسطيني وبقوة الاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي ما يجعله سطوا مسلحا على هذا النحو أو ذاك..!! وليس هذا فحسب بل ثمَّة على مائدة هذه الطبخة الفاسدة، أطباق المطار، والميناء أينما كانا(..!!) والمعابر المفتوحة، والتجارة الحرام بعد كل هذا الكلام..!! لن يصدق أحد بكل تأكيد حتَّى الحمساويون أنفسهم، خزعبلات الزهار عن "الهدنة" بأنَّها "استراحة مقاتل للتجهيز لوعد الآخرة" ..!! ولن يصدق أحد كذلك ما قاله الناطق الحمساوي أبو زهري أنَّ "مفاوضات التهدئة لم تبدأ بعد ..!!" ولن يصدقوا أكثر ما قاله عن رفض حماس لصفقة القرن بدم المقاومة..!! ولعلنا هنا نحيله إلى رسالة الاعتذار التي كتبها "جميل عبد النبي" إلى "خضر محجز" والتي كشف فيها أنَّ" الغول" الحمساوي اختطف فكرة مسيرات العودة، التي كانت نتيجة حوارات مجموعة مقربة منه، وقد صيرها "الغول" بعد اختطافه لها، إلى فكرة سوداوية والتي باتت "حصيلتها تسعة عشر ألف شاب فلسطيني تمَّ إسقاطهم من سجلات البناة" وعلى حماس جميعها أن تقرأ هذه الرسالة، علَّ وعسى تصحو من أوهامها وتكف عن أحلامها المريضة بأموال المقاصة الفلسطينية وبتفتح تجارتها بمطار وميناء ومعابر مفتوحة!.

ونعود للعاروري الذي تريده إسرائيل وحماس للتوقيع على اتفاق (استراحة المقاتل..!!) فما أن يتم هذا التوقيع حتَّى يعود العاروري إلى غزة "زعيمًا" إخوانيًا ليقود مقومات الهدنة، ويطبق شروطها الإسرائيلية كاملة، ولهذا تريده جماعات الإخوان وإسرائيل لهذه المهمة، ولعلَّ ما هو مخفي أعظم وأخطر، والأيام القادمة ستكشف عن المزيد دونما أدنى شك.