ضمن سلسلة فعاليات مسيرات العودة الكبرى، وتحت شعار "الحُريّة لأسرانا"، وتضامنًا مع الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وتكريمًا واحتفاءً بإطلاق سراح الأيقونة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها، نظَّمت بلدية برج البراجنة مهرجانًا حاشدًا في قاعة المودّة "المركز الصحي الاجتماعي لبلدية برج البراجنة" في محلّة الرويس، عقب صلاة عصر اليوم الأربعاء 15-8-2018.

وتقدَّم الحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، والنائب اللبناني السابق مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله، ورئيس بلدية برج البراجنة المحامي عاطف منصور وأعضاء المجلس البلدي، والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت شريعة مدار، ومعاون محافظ مدينة (قم) الإيرانية سيد حكمت والوفد المرافق، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، ولفيف من السادة العلماء ورجال الدين والوقف الجعفري، وممثِّلو الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، ومخاتير برج البراجنة، وشخصيات وطنية لبنانية، وحشدٌ من فاعليات ووجهاء وأهالي بلدة ومخيَّم برج البراجنة، وعددٌ كبيرٌ من وسائل الإعلام والفضائيات اللبنانية والفلسطينية.

وبدأ المهرجان بقراءة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ محمود سلمان، تلا ذلك النشيدان الوطنيّان اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ كانت كلمة لمسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله، جاء فيها: "ليس غريبًا على لبنان المقاومة وعلى برج البراجنة والضاحية الجنوبية التي احتضنت القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين وما زالت حتى الآن أن تتضامن مع فلسطين اليوم، فنحن عندما نتضامن مع فلسطين، نتضامن مع أنفسنا، ونعتبر فلسطين قضية الشعب الفلسطيني وقضية المسلمين والعرب وكلّ أحرار العالم. فالخطر الصهيوني ليس فقط على فلسطين، وإنَّما هو على كلِّ المنطقة، والخطر الصهيوني خطرٌ مدعومٌ ومؤيَّد من الإمبريالية الأمريكية والاستكبار العالمي، المتمثِّل بالاستعمار. هذا قدرنا أن نواجه، وأن نلتزم بالحق، وأن ينُصر المظلوم على الظالم، هذه عقيدتنا وهذا ديننا الإسلامي القائم على نُصرة المظلوم".

وأضاف حب الله: "نقف اليوم لنُحَيي الفتاة الفلسطينية، عهد التميمي التي هي نموذج للفتاة الفلسطينية التي لا تستسلم، فتاة صغيرة في أول عمرها، ولكن قلبها كبير، لا تخاف ولا تخشى الآلة الصهيونية والإجرام والتكبُّر الصهيوني، وقفت تواجه الجنود المدجَّجين بالسلاح، وقفت تواجه وتقول كلمة حق. نحن انطلقنا من ديننا وعقيدتنا، وإنَّ اعظم الجهاد كلمة حق، فيجب أن تكون طاهرًا، وأن تكون قريبًا من الله تعالى لتنصر المظلوم، ولا تجوز صلاتك وقربك من الله إن لم تنصر المظلوم. ولهذا السبب عندما نُحَيي عهد التميمي نُحَيي فلسطين لأنَّ أطفالها، بناتها، شبابها، شيوخها، هُم أهل الصمود والثبات، لم يخافوا ولم يتزعزعوا وثبتوا في أرضهم".

وتابع: "اليوم رغم كلِّ المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وتسويق (إسرائيل) في المنطقة، وكل الاتفاقات التي وُقِّعَت مع الدول العربية، كانت (إسرائيل) تريد من كلِّ ذلك- سواء في كامب دافيد أو وادي عربة أو اوسلو- شيئًا واحدًا هو أن تُخضِع الإرادة العربية لها بالتطبيع، ولكنَّها في ذات الوقت لا تريد أن تعطي الحق الفلسطيني، ولن تقبل بالدولة الفلسطينية رغم أنَّ (إسرائيل) وقعت على القبول بذلك. إنَّ (إسرائيل) لا تريد أن تنسحب من الضفة الغربية، ولا تريد أن تعطي الحق لفلسطين، تريد الاستيطان والتهجير، والسلب، وأخيرًا أطلوا علينا بما يُسمَّى بـ(صفقة القرن)، وما هذه الصفقة إلّا برنامج أمريكي لتصفية الفلسطينيين والقضية الفلسطينية تصفيةً كاملةً. لكنَّ الأمل كبير لإنهاء الانقسام والتوحُّد والعمل على المصالحة الفلسطينية، وأن يتنازل كلُّ فريق عن مبادئه وسياسته من أجل فلسطين، ويجب استرجاع الحقوق الفلسطينية، واسترجاع أرض العزّة والكرامة".

وختمَ قائلاً: "نحنُ اليوم معكم مع كلِّ أحرار العالم مع الشعب الفلسطيني، معكم في كلِّ شيء، وسندعم بكلِّ قوة مسيرة العودة والطموح والنضال وسنبذلُ الجهد الكبير لتحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية، والنّصر قريب بإذن الله".

وألقى السفير أشرف دبور كلمة فلسطين، ممَّا جاء فيها: "بدايةً إخواننا في منطقة الضاحية الجنوبية في ذكرى حرب تموز، نستذكرُ ما شهدناه فيها من شموخها وشموخ أبنائها الشرفاء وشهدائها، نستذكر الولاء والإباء فيها، والمقاومة التي حقَّقت مجدًا ونصرًا وكسرت العدو الصهيوني وهزمته".

وأضاف: "إنَّ على هذه الأرض ما يستحقُّ الحياة، ونحنُ نستحقُّ الحياة، لأنَّ عهد أيقونتنا التي تحدَّت الاحتلال، حيثُ وقفت بوجه الصهاينة، وتسلَّحت بالحق، فما الذي فعلته المواثيق والشرائع الدولية حتى تحقيق النّصر؟!".

وتابع السفر دبور: "عهد التميمي فتاة نشأت على محاربة الاحتلال ومواجهته بإرادة وإيمان، وثورة نضال، وتحرَّرت من الخوف لتدافع عن أرضها، أرض السلام، وعن أبناء شعبها. عهد التميمي هي مستقبل هذه الأُمَّة، وبريق عينيها هو بريق الشمس التي سوف تشرق على تحرير فلسطين والقدس الأبية. عهد التميمي ورفاقها نموذج لجيل فلسطيني ورث النضال والكفاح عن آبائه وشرب القضية كما تشرب الأرض مياه السماء".

واستطرد السفير دبور قائلاً: "القوانين التي تُقرُّها حكومة الاحتلال مثل (صفقة القرن) وغيرها تهدف لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كاملة ذات سيادة، وحصر تقرير المصير بيدهم، ولكنَّنا نُؤكِّد أنَّ حصر تقرير المصير يأتي من خلال تاريخنا وجذورنا بأرضنا وليس بقوانين احتلالية باطلة، وبصلابة نضال الشعب الفلسطيني وقوّته وإيمانه بالتحرير سيتحقَّق النّصر وسنكسر جبروت وظلم الكيان الصهيوني".

وألقى رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور كلمةً فقال: "ما أجمل أن نلتقي في مناسبات تكون فيها فلسطين والمقاومة محور الحديث أو هدف اللقاء، وما أجمل أن نُكثر من المناسبات التي تُذكّرنا بفلسطين وتناصر وتدافع عن قدسنا الشريف. مناسبةُ اليوم ليست ككلِّ المناسبات، إذ تفوح منها رائحة العزّة والكرامة، والأهم من ذلك رائحة الإيمان والانتصار والعمل للوصول إليها.

مناسبةُ اليوم نجمةُ الزمان والمكان، نجمة البطولة، عهد فلسطين المقاومة والمناضلة عهد التميمي" عهد التميمي" الأيقونة الذهبية التي أضحت هي والثورة صنوين وهي والبطولة صنوين، وأضحت للكرامة العربية عنوانًا. عهد التميمي التي أسبغت على النَّصر طعمًا آخرًا وعلى الطفولة طعمًا آخرًا وعلى الشباب طعمًا آخرًا".

واستطرد منصور قائلاً: "إنَّ صفعتكِ المباركة للمحتل أيقظت في روح هذا الأخير حقيقه الذلّ والانكسار، حقيقة أنَّ المحتل لن يُصفَع مرة، وإنَّما مرات حتى الزوال. أمَّا بالنسبة لنا نحن العرب والأُمّة الإسلامية، فقد أيقظت صفعتكِ فينا روح النخوة، وأعادتنا إلى الحقيقة المرّة التي لا يجب أن نستسلم لها، ففلسطين لنا، والقدس لنا، ولن نتخلّى عنها مهما كثرت الجراح، والمقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع أرضنا المقدسة".

ولفت منصور إلى أنَّ صفعة عهد تأتي متزامنةً مع الذكرى الثانية عشرة لعدوان تموز الذي كرَّس لبنان مقاومًا منتصرًا يُحسَب له ألف حساب مضيفًا: "إنَّ هذه المناسبة وهذا التوقيت بالذات مناسبة لنقول للعدو الإسرائيلي إنَّ روح المقاومة والعزّة والكرامة موجودة في كلِّ واحد منا دون استثناء، لاسيما شبابنا الواعد وما الثناء إلاّ على التربية (في لبنان أو فلسطين المحتلة) التي تربي أبناءها على روح المقاومة والاندفاع، فبات لنا اليوم جيلٌ يتحدّى، يبادر، يقاوم الظلم، ويرفض الخنوع. فهنيئًا لك يا فلسطين، فما زالت الأرحام تُنجب أبطالاً، تُسجّل أعمارهم على صفحات النَّصر لا على بطاقات الهوية".

وقبل ختام كلمته قال منصور: "نقف اليوم لنُجدِّد العهد من برج البراجنة التي قدَّمت خيرة أبنائها على طريق القدس. برج البراجنة التي احتضنت أبناء فلسطين على قطعة من أرضها، فصاروا جُزءًا لا يتجزَّأ منها، لا بل فخرًا واعتزازًا بهم وبتضحياتهم .

بِاسمي وبِاسم المجلس البلدي الذين شرفوني بتمثيلهم في هذا اللقاء نقول لكم إنَّ أطفالنا ينشؤون على حُبِّ القدس وعلى الحقيقة الأقرب من أيِّ وقت مضى وهي تحرير فلسطين والعودة إلى الأقصى"، وختم كلمته بتوجيه التحية إلى الأسيرة المحرَّرة عهد التميمي.

هذا وقد وجَّهت عهد التميمي رسالةً مُسجَّلةً بشكل خاصٍّ لهذه المناسبة شكرت فيها الشعب اللبناني وبلدية برج البراجنة وأهلها على تكريمها، وتحدَّثت عن معاناتها في المعتقل وخلال التحقيق. كما نقلت رسالة من الأسرى مُشدِّدةً على أهميّة الصمود والوحدة الوطنية، ومناشدةً المجتمع الدولي بالعمل على وقف معاناة الأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني.

وفي نهاية المهرجان ألقى الشاعران عزّت العنان ومفيد منصور قصيدتَين من وحي المناسبة.

خبر: حسن بكير

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان