نظَّمت اللِّجان التربوية الشَّعبية والأهلية في مخيمات وتجمعات صور، اعتصامًا حاشدًا من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية أمام مكتب الأونروا في صور صباح اليوم الثلاثاء 2018/6/26.

وذلك ضد تقليصات الأونروا وإغلاق المدارس في مخيّمات صور، بحضور كافة الفاعليات الوطنية اللبنانيّة والفلسطينيّة، ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في منطقة صور.

وألقى كلمة اللِّجان التربوية مسؤول الملف التربوي للِّجان الشَّعبية الحاج محمد رشيد أبو رشيد جاء فيها: "إنَّ خطوتنا اليوم هي رد على تقليصات وإغلاق المدارس، وسنعمل على برنامج تصعيدي لأنّنا لن نسمح لمؤامرة طمس القضية الفلسطينية أن تمر على حساب طلابنا وشبابنا، ولن نقبل برمي أولادنا بالشوارع وبدون مدارس، وإنَّ قراركم إغلاق المدارس هو حكم إعدام لشبابنا الذين هم مستقبل الشّعب الفلسطيني، وهو نكبة جديدة على شعبنا، وسيكون هناك ثورة شعبية تربوية لتحطيم مؤامراتكم"، مناشدًا المجتمع المحلي والعربي والدولي التدخل ومساعدة الشّعب الفلسطيني.

وفي نهاية الاعتصام، قرأ عضو اللِّجان الشَّعبية عبد كنعان مذكرة تمَّ تسلميها من قبل الحضور لمدير الأونروا في مخيم البص رائف أحمد نيابة عن مدير الأونروا في المنطقة.

ومما جاء بالمذكرة:

السّيد المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني المحترم،

تحية احترام وبعد،

في الوقت الذي نؤكد فيه تمسكنا بوكالة الأونروا كشاهد دولي أساسي على نكبة الشّعب الفلسطيني ولجوئه من أرضه ودياره التي أخرج منها بالقوة والإرهاب على يد العصابات الصهيونية المجرمة عام 1948، وارتباط تشكيل وكالة الأونروا الوثيق بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، والذي ينص على حق عودة أبناء الشعب الفلسطيني إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها، تفاجأ أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات وتجمعات منطقة صور، بالإشاعات والأنباء التي تتوالى عن احتمال قيام الأونروا بإقفال مدرسة الطنطورة، في تجمع المعشوق، وغيرها من المدارس، بحجة العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة حالياً.

ويهمنا في هذا السياق أن نؤكد على ما يلي:

1 – إن مشكلة نقص التمويل الذي تعاني منه وكالة الأونروا ناتج عن سياسات ومواقف بعض الدول التي تريد إنهاء عمل الوكالة من جهة، والضغط على الشّعب الفلسطيني من جهة ثانية، لتمرير سياساتها الساعية إلى تصفية قضية فلسطين، وشطب حقه في العودة. ولذلك، فإنه ينبغي على الوكالة وإدارتها تحمل مسؤولياتها في التصدي لتلك المواقف والسياسات، انسجاماً مع مبدأ تأسيسها، وعدم تحميل الشّعب الفلسطيني تبعات تلك السياسات والمواقف.

2 – إن مشكلة تأمين التمويل ومعالجة النقص في الميزانية تتحملها إدارة الأونروا والدول المانحة، من خلال الأمم المتحدة، وإن محاولات التخفيف من العجز المالي عبر خفض الإنفاق لا ينبغي بحال من الأحوال أن يأتي على حساب الشّعب الفلسطيني والخدمات الأساسية التي يقع على كاهل الأونروا والأمم المتحدة ضمان استمرارها، وإن سياسة معالجة العجز عن طريق فرض مزيد من التقشف ومزيد من تقليص الخدمات على حساب الشّعب الفلسطيني يجعل من هذه السياسة تؤدي دور المسهلّ لمخططات شطب الوكالة وتقليص خدماتها وإنهاء قضية فلسطين وشطب حق العودة.

3 – إننا ننظر إلى ما يشاع عن إقفال مدارس تابعة للأونروا في تجمعات فلسطينية مثل المعشوق وغيرها، على أنها تندرج في سياق إطار أكبر يهدف إلى تفكيك هذه التجمعات الفلسطينية، بما يخدم أهداف بعض الدول لشطب المخيمات وإنهاء حق العودة.

4 - انطلاقاً مما سبق، فإننا نؤكد على رفضنا التام والمطلق لهذه القرارات، وتأييدنا التام والكامل لكل التحركات الشعبية والاحتجاجية التي تهدف إلى وقفها، بما يحفظ حقوق شعبنا الفلسطيني من جهة، ويحافظ على وكالة الأونروا من جهة ثانية. وإننا ندعو الوكالة إلى تحمّل مسؤولياتها كافّة في إيجاد حلول عملية بعيداً عن سياسة التقشف والتقليص، المستمر منذ سنوات، وإلى القيام بدورها الإنساني والأممي في تأمين احتياجات أبناء شعبنا حتى تحقيق العودة إلى ديارنا وممتلكاتنا.

إننا على ثقة تامة بأنكم سوف تستمعون إلى صوت العقل والحكمة، وعدم إقفال أي مدرسة أو مركز صحي أو خدماتي يمسّ بمعيشة أبناء شعبنا.