وضعت ما تسمى 'سلطة الطبيعة' الإسرائيلية، يدها اليوم الأحد، على قطعة أرض تعود لوقف عائلتي الأنصاري والحسيني المقدسيتين، بمحاذاة مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك.

ورافقت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال، التي فرضت طوقا عسكريا محكماً حول المنطقة.

ونقل مراسلنا عن شهود عيان في المنطقة أن مستخدمي 'الطبيعة' شرعوا بوضع أسلاك شائكة حول الأرض لفصلها عن المقبرة.

ونقل مركز معلومات وادي حلوة عن عائلة الحسيني، أن مساحة الأرض تبلغ ما بين 6 إلى 7 دونمات، وأن 'سلطة الطبيعة' التابعة للاحتلال اقتحمت الأرض دون سابق إنذار، وقد توجه محامي العائلة لمحكمة الاحتلال لإيقاف العمل داخل الأرض.

من جانبه، قال المحامي محمد وليد عليان، إن الأرض تعود للمواطنين بهائي الأنصاري وبشر الحسيني، تبلغ مساحتها الإجمالية 7 دونمات، وتدعي 'سلطة الطبيعة والحدائق' الإسرائيلية أنها تقوم بوضع الأسلاك الشائكة حول الأرض لمنع امتداد القبور باتجاهها، حيث تنوي إنشاء مشروع 'حديقة عامة' في المنطقة.

وأوضح المحامي عليان أنه طلب من 'سلطة الطبيعة' إبراز القرار الذي يسمح لها بالعمل داخل الأرض، حيث تدعي أنها تعمل بصورة 'قانونية' وحصلت على القرار منذ ثلاثة أشهر.

وأكد المحامي عليان أن ما جرى داخل الأرض هو اعتداء على مساحة واسعة من أملاك خاصة لعائلتي الحسيني والأنصاري، حيث تم اقتحام الأرض والعمل فيها دون علم أصحابها، وهذا يتنافى مع 'القانون الإسرائيلي' نفسه، والذي يفيد بأنه لا يمكن لأي جهة مصادرة (أي عقار) دون إبلاغ أصحابه.

وأوضح أن العمال أوقفوا العمل بصورة مؤقتة، بعد أن أنهوا وضع الأسلاك الشائكة حول أجزاء كبيرة من الأرض، لحين إحضار أمر المحكمة الذي تدعي 'سلطة الآثار' حصولها عليه.

وتزعم 'سلطة الآثار' حسب المحامي عليان، أنه يجري بناء قبور في أرض مخطط لها بأن تصبح 'حديقة عامة'، ولذلك قامت بوضع الأسلاك وتحديد الأرض، وفصلها عن مقبرة 'باب الرحمة' الملاصقة لها.

وأشار مراسلنا إلى أن توتراً يسود محيط المقبرة بعد تجمهر المواطنين حول قوات الاحتلال التي استدعت تعزيزات إضافية. 

واستنكر عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير أحمد قريع، استيلاء الاحتلال على الأرض الملاصقة لمقبرة باب الرحمة، مقابل سور المسجد الأقصى من الجهة الشمالية الشرقية.

وحذر قريع من خطورة ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة، التي تسابق الزمن لنهب الأراضي وتهويدها والسيطرة عليها، بهدف إقامة المستوطنات غير الشرعية عليها، رافضا بشدة استهداف الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك ومحيطه، واقتحام باحاته وتهويده وسرقة الأراضي المجاورة له، بهدف تطويقه بالمستوطنات والتضييق على المواطنين المقدسيين وتهجيرهم  خارج حدود مدينة القدس.

ودعا قريع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية للنظر بعين الخطورة والجدية إلى ما يجري بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، من تهويد وقتل وتشريد وممارسة الإرهاب والتحريض من قبل حكومة الاحتلال، وقال: إن الصمت المريب حيال ما يجري في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك سيزيد من تمادي حكومة الاحتلال في تصعيد ممارستها للعنف والقتل بحق شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وخاصة استهدافها للمدينة المقدسة وللمسجد الأقصى المبارك.