بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله في محكم كتابه العزيز: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". صدق الله العظيم

نحن نؤبن اليوم أخًا عزيزًا وقائدًا غاليًا على قلوبنا جميعًا، نعم إنه أخي الشيخ محمد نمر يوسف، الذي كان يرغب أن تناديه أخي أبو العبد، نعم هو أخي وصديقي وحبيبي في الله.

التقيت به في العام ١٩٧٦ في دورة تدريبية مشتركة في أحد معسكراتنا في القاسمية، وهو ابن بلدتي في فلسطين، جالسته وكنت لأول مرة في حياتي استمع لصوته، وحينها لم أعد أتردد بالبحث عنه وسماعه، كان حينها مدربًا للكاراتيه في المعسكر، وحين الانتهاء من التدريب كان دائمًا يقرأ القرآن الكريم أو يقيم صلاة الجماعة مع رفاقه، حيث كان في بداية شبابه يعطي ما يملك وبقي مناضلاً، قاتل الأعداء في كل المحاور التي يجب أن يكون فيها.

غادرنا اليوم نتيجة المرض الذي أصابه، ونحن بأمس الحاجة إليه، رحل أبو العبد لكنه ترك وراءه إرثًا وطنيًا لكل من عرفه من أحبة وأهل وأصدقاء.

كان أبو العبد أخًا ملتزمًا بمبادئه وأخلاقه العالية، مؤمنًا بالله ورسوله، شجاعًا صبورًا، همه الأول تحرير فلسطين والعودة إلى الوطن.

إن اختلفت معه يناديك ويذهب إليك ويصافحك، هذا هو أبو العبد القائد والأخ والصديق الصادق.

لأهله ولأبنائه ولرفاق دربه وأصدقائه وجيرانه ومحبيه نقول هذه سنة الحياة الدنيا، إنّا لله وإنّا إليه راجعون

نعاهدكم بأن نبقى في حركة "فتح" على العهد والقسم وعلى خط كل الشهداء الذين رسموا لنا الطريق، وأخص الشهيد ياسر عرفات وكل شهداء الثورة الفلسطينية حتى العودة وتحرير كل شبر من تراب فلسطين الوطن السليب، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ومعنا كل أحرار وشرفاء العالم.

وبمناسبة هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر رمضان المبارك، ونحن في الأيام العشر الأواخر، ليال العبادة والعمل الصالح، نتوجه بالتبريكات لجميع المسلمين في العالم وخاصة لأهلنا في القدس، وللمرابطين في المسجد الأقصى، ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، سائلين المولى عز وجل أن يعيده علينا، وأن يعيده على المسجد الأقصى وهو محرر من رجس الاحتلال، وأن يمن علينا بصلاة آمنة مطمئنة في المسجد الأقصى.

كما نتوجه بالتحية والتقدير والاحترام لقيادة وكوادر وأعضاء حركة "فتح" وكل أبناء مخيماتنا، ومن شاركونا عزائنا لفقيدنا الغالي.

ونتوجه لقيادة الحركة في لبنان، وللأخ القائد الرئيس محمود عباس أيوب فلسطين، ولشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، ونقول: "أننا باقون على العهد والقسم حتى يرفع شبلاً من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس وكل القرى والمدن الفلسطينية، ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

التحية لأهلنا الصامدين الصابرين المرابطين في أراضي العام 1948، وفي غزة هاشم البطلة، والضفة الغربية الشامخة، التحية لأسرانا البواسل القابعين في سجون القردة والخنازير، والشفاء لجرحانا الصناديد، والمجد والخلود للشهداء الأبطال.

عاشت فلسطين حرة عربية