"جمعة الكاوتشوك" شعار يرفعه المشاركون في الفعاليات السلمية من أبناء قطاع غزة على مقربة من السياج الفاصل الحدودي بالمناطق الشرقية والشمالية من القطاع، لإشعال آلاف الإطارات في الجمعة الثانية من إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بمسيرات العودة.

ويتجمع المئات من المواطنين منذ ساعات الصباح في مختلف المدن والمخيمات من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمال، بناء على دعوة من اللجان التنسيقية والهيئة الوطنية العليا المشرفة على الفعاليات ومسيرة العودة للانطلاق نحو المخيمات في مناطق الشريط الحدودي شمال وشرق غزة.

وتبدأ ذروة الفعاليات الشعبية بإقامة مهرجانات تأبينية في المواقع الخمسة للشهداء، الذين سقطوا الجمعة الماضية وفي الأيام الماضية متأثرين بجروحهم، بنيران الاحتلال.

وودع أهالي القطاع 20 شهيداً قضوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ الجمعة الماضي، فيما أصيب 1500 آخرون وما زال المئات منهم يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع بينهم 46 جروحهم حرجة جداً وفقاً لمستشفيات غزة.

المواطنون سيقومون بإحراق آلاف الإطارات المطاطية (إطارات تالفة) على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال، لتشكيل جدار من الدخان الأسود، لحجب الرؤية على قناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشبان المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.

قوات الاحتلال ومنذ ساعات فجر الجمعة، دفعت بتعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة، بمزيد من الدبابات والمدرعات وجنود القناصة على طول السياج الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لمهاجمة الفعاليات السلمية.

ولم تتوقف إبداعات الشبان والفتية والأطفال في قطاع غزة لمجابهة عدوان وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق خطوط التماس الحدودية شمال وشرق قطاع غزة، في إطار فعاليات يوم الأرض.

وتم تجهيز آلاف الإطارات المطاطية إحضارها على مقربة من السياج الفاصل على الحدود، لإشعالها والتغطية على المحتجين وهم يواجهون جنود قناصة الاحتلال الإسرائيلي الذين يستهدفون المواطنين بشكل مميت على خطوط التماس.

ويقول محمد وهو شاب في العشرين من عمره، لـ"وفا": "منذ انتهاء يوم الأرض الجمعة الماضي وأنا أقوم بجمع (إطارات) السيارات من الشوارع على الكارة (عربة يجرها حمار)، وأقوم بنقلها إلى منطقة دوار ملكة على حدود مدينة غزة لإشعالها بوجه جنود القناصة وإرباكهم تشتيتهم، وحجب الرؤية عن جنود الاحتلال، الذين يطلقون الرصاص الحي علينا".

أما يوسف (17عاماً) يقول: "والله أرضنا حلوة وأنا لأول مرة آتي إلى هنا للمنطقة الحدودية، هواءها نقي وتربتها نظيفة إلا أن جنود الاحتلال ينغصوا علينا حياتنا بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، ونحن نشارك في تجمعات سلمية، لا نمتلك سوى عجلات الكوشوك (إطارات المركبات التالفة) والحجارة لمواجهة الاحتلال"، مضيفاً "اليوم جاي هنا على الحدود لنولع العجلات ونشتت الجنود بالدخان الكثيف ونعميهم، هؤلاء مجرمون يقتلون الصغار والكبار بدون رحمة".

ووفقاً لنشطاء غزيين، تم جمع نحو عشرة آلاف إطار مطاطي من مختلف مناطق وشوارع ومحال الإطارات "البناشر" المنتشرة في القطاع لإحراقها في المناطق الحدودية قرب الشريط الحدودي.

وقام شبان بنقل الإطارات المطاطية بعربات تجرها حمير وحصن، إضافةً إلى دراجات نارية ذات أربع عجلات (تراكتورون) وذات ثلاث عجلات (توك توك) إلى منطقة الحدود الشرقية والشمالية من القطاع.

وتتواصل المسيرات السلمية للجمعة الثانية على التوالي بالمناطق الحدودية، بمشاركة حشود من الجماهير والفعاليات الشعبية، في إطار فعاليات إحياء يوم الأرض.