اعتبر محللون سياسيون أن فوز حركة "فتح" بالأغلبية الساحقة في انتخابات نقابتي المحامين والمهندسين، استفتاء على نهج الحركة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، وتأكيد على دعم النقابات المهنية لبرنامج الرئيس وخطواته السياسية في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات للتصفية.

وقال المحلل السياسي عبدالمجيد سويلم: "تدل نتائج انتخابات النقابتين على أن التيار المركزي في منظمة التحرير الذي تقوده فتح ما زال يحظى بثقة المواطن الفلسطيني، خصوصا في الظروف الحرجة والمفصلية".

وأضاف: "تعكس الانتخابات خيار الشعب الفلسطيني بدعمه لقيادته الوطنية والتصدي لكل محاولات التلويح بقيادة بديلة، خصوصاً الهجمة الشرسة على الرئيس محمود عباس، وتؤكد أن الرئيس يحظى بثقة عالية من الأوساط المهنية والرسمية والمؤثرة في المجتمع الفلسطيني".

وتابع: "هذه الانتخابات تكتسب أهمية كبيرة، خاصة في ظل حالة التوتر القائمة على صعيد إنهاء الانقسام، وعلى صعيد العمل الحثيث لعقد دورة المجلس الوطني، وما يجب أن نستنتجه من هذه الانتخابات هو أن الشعب الفلسطيني عازم على الدفاع عن برنامجه الوطني، بالتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، خصوصاً ما أقدم عليه الرئيس ترمب، لذلك فإن دمقرطة الحياة الفلسطينية هي إحدى روافد تدعيم البرنامج الوطني الفلسطيني، وجاءت هذه الانتخابات لتكرس هذه المسألة".

من جهته، قال المحلل السياسي سميح شبيب: "إن هذا الفوز يدلل بوضوح على أن أكثرية الشعب لفلسطيني في لحظة حرجة من لحظات نضاله الوطني بات قادراً على التعبير بوضوح لأنه يلتف ويختار حركة "فتح" كتيار رئيسي في نضاله الوطني الذي يتزعمها الرئيس محمود عباس".

وأضاف شبيب: "إن هذا الاختيار يستند على معطيات عديدة في مقدمتها أن حركة "فتح" هي حركة الأكثرية الساحقة في الشعب الفلسطيني، خاصة أن هذا الاختيار يضمن لهذا الشعب نيل حقوقه الوطنية في ظل ما نعايشه من حالة انقسام داخلي وضعف عربي وصل إلى حد التساوق مع الولايات المتحدة وإسرائيل في طرح خيارات وبدائل للاستقلال والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة".

من جانبه، رأى المحلل السياسي عمر حلمي الغول "أن هذا الفوز استفتاء للخيار الوطني الذي يمثله شخص الرئيس وحركة "فتح|، وتأكيد على تمسك "فتح" بالوحدة الوطنية لا سيما أنها فتحت الباب لمشاركة ممثلي القوى والشخصيات الوطنية، ولم تغلق الباب أمام أي شخص سواء مستقلا أو ممثلا لفصيل أو حركة للانضمام إلى قائمتها.

وقال الغول: "إن اللحظة السياسية التي تمر بها القضية وموقف الشرعية الواضح من الدفاع عن الثوابت التي تمثلت في المجلس المركزي في جلسته الأخيرة والمواقف التي واجهتها القيادة مرورا بقرار ترمب، وثبات القيادة وعلى رأسها الرئيس بقيادة الخيار الوطني باتجاه حماية الحقوق والمصالح، الفلسطينية عزز قناعة الشعب في الداخل والشتات لدعم للقيادة".

وشدد الغول على أن نتائج انتخابات نقابة المحامين في غزة كانت رداً واضحاً على جريمة الانقلاب على الشرعية، حيث أكد المحامون من خلال تصويتهم لقائمة "فتح" دفاعهم عن الشرعية ورفضهم لقرار الانقلاب.

وأضاف: "إن ما جرى في مجمل المحافظات يؤكد أن الشعب الفلسطيني يقف بثبات خلف قيادته وحركة "فتح" وشخص الرئيس محمود عباس، وهذا التصويت أيضا هو دعم لموقف الرئيس في القمة العربية المزمع عقدها بعد عشرة أيام وتدعم خطواته باتجاه المجلس الوطني".

وكانت حركة "فتح" فازت بشكل شبه كامل في انتخابات نقابتي المحامين والمهندسين التي جرت أمس الخميس في محافظات الوطن.

وفازت كتلة "المهندس الفلسطيني" التي تقودها حركة "فتح" بتحالف مع حزب الشعب بمقاعد هيئة مكتب نقابة المهندسين ورئاسة عشرة فروع من أصل 11 في الضفة الغربية والقدس.

كما فازت قائمة "كتلة القدس والثوابت الفلسطينية" التابعة لحركة فتح بـ14 مقعداً من أصل 15 مقعد في مجلس نقابة المحامين.