قـــاوم
قاوم بالماء والملح
بالجرح
بكلّ ما عانيت من محن
قاوم بالكفن
قاوم ولا تهادن
حتى لو عصبوا عينيك
وربطوا للخلف يديك
وكبّلوك بالحديد
قاوم من جديد
انهض لا تخف
ليس الوطن واحة خزف
هل رأيت يوماً أسيراً يعتذر
أم كان يستلّ سيفاً وحجر
قاوم ولا تحصِ ايام جوعك
أجمل الأيام
يوم رجوعك.
عــزلة المحــارب
في الدنيا البائدة
يبدو الأسير حراً
أكثر ممن في عقله وقلبه
زنزانة.
***
عـاش الأسرى
عاشت الحرية
عاشت الأمهات
عاش القمر
لتسقط الابتسامة الصفراء
لتسقط الزنزانة
وكـل الذئاب.
***
أسير محكوم بالمؤبد
يعزف لحن الخلود
أسير يفتح كتاب الأبدية
ويقرأ تعاويذ الشيطان
ويشرب شاياً فوق الوسادة
وبحزنٍ وألم يغني بصوت مرتفع
كأنه يحمل البحر والصحراء
في حقيبة مسافر
أيها الراقدون
هنا الصحراء
هنا العدم
هنا الظلام
ألا ترعبكم التماثيل الجامدة.
***
نفــق العودة
وطني رصاصة طائشة
أطفأت حياتي للأبد
أنا لا أحد.
***
أبحث في قلوب الناس
عن روحي
لكني ضعتُ في هذا الكون الواسع.
***
خجلت من نفسي
 وأنا عائد من العمل
فقدت طريق العودة إلى البيت.
***
أمامي مئات المجازر
أحاول الغناء
حتى لا أشعر بالعزلة.
***
أريد أن أخرج إلى الحياة
لكن الحياة ليست
أوسع من قفصي.
***
وجه آخر يلهث يا صاحبي
منذ سنين والعالم منشغل
بتحضير الطعام للاجئين
حتى لا يموتوا جوعاً للوطن.
***
كل طرق السلام مستحيلة
لذا اختاروا الحرب.
***
صور مأساوية
غمرت حياة الناس
إلى أن جرفها السيل
كمكتبة من التلال الجرداء.
***
فجأة يمكن أن ينهار كل شيء
اغلق عينيك
كي لا ترى الأوطان
تذهب سدى.
***
في مواجهة اليأس
افتح نافذة في الخراب.
***
لا يتوقف الاعداء
عن التهام أشجار التفاح
إلا إذا حمل صاحب الأرض
رشاشاً وقاتل حتى آخر طلقة.
بقلم/ محمـد سعيـد