خاص مجلة القدس العدد 330 ايلول 2016
بقلم: خالد ابو عدنان

تقاطع الدين والسياسة والقومية معضلة فهم التاريخ الفلسطيني، الذي يُسجل عدة روايات لأي حدث تاريخي من قديم الزمان أيام الفراعنة والإغريق وبلاد الرافدين وحتى يومنا هذا هناك أكثر من رواية مقنعة. وفي هذا البحث نتناول خمسة أيام قلبت تاريخ فلسطين وكذلك شكّلت مفهوم الصهيونية الرسمية كناطق رسمي باسم كل التنظيمات الصهيونية المعارضة لحاييم وايزمن. ومن جانب آخر نتدارس معاً عادات وتقاليد وأشعار أجدادنا الخاصة بموسم النبي موسى، ونشرح لماذا هذا الموسم وما هو تاريخه؟ ولقد كتبت على طريقة ابن المقفع في فن كتابي اسمه الرقال فهو سرد تاريخي لحدث متنوع الروايات ومتعدد المصادر مع تقاطعها بالشعر الشعبي الفلسطيني.  
يَا قُدْسْ جِينَا نْزُورِكْ فِي اْحْتِفَالْ * فِي مَهْرَجَانِ اْنْبَنَى عَ اْكْتَافِ الّرِّجَالْ * وِمَحَبْتِكْ جُوَّا الْحَنَايَا وِالضْلُوعْ * وِالبُعُدْ عَنِّكِ يِزِيدْ نِيرَانِي اشْتِعَالْ * زَارِكْ مْحَمَّدْ، عَاشْ عَا أَرْضِكْ يَسُوعْ * وِفِيكِ تْآخَى هَالصَلِيبْ مَعْ الهِلاَلْ * فِيكِ القْيَامَةْ مَضْوِيَّةْ بِكُلّْ الشّْمُوعْ * وِمَآذِنْ الأَقْصَى مِثِلْ غُصُنْ الدَّلاَلْ * وِالسُّورِ مِنّْ حَوَلَكْ يْرَحِبْ بِالجْمُوعْ * وِقَالْ النَّبِي عَ الأَقْصَى تِنْشَدّْ الرِحَالْ * إِنّْ غِبْتْ عَنَّكْ، العِينْ مَحْرُومَةْ الهْجُوعْ * لَسَهَرْ لَيَالي كْثِيرْ عَ بُعْدَّكْ طْوَالْ * وِالشَّمْسِ مَهْمَا تْغِيبْ فِي إِلْهَا طْلُوعْ * بِوْجُودْ أَهْلِ المَكْرَمَةْ وِاَهِلْ الكَمَالْ.
ذكر د. صبحي سعد الدين غوشة الجانب التاريخي بشكل مختصر مفيد فقال: أقر القائد المنتصر صلاح الدين الأيوبي يوم 2/10/1187 إقامة تجمعات احتفالية في عموم فلسطين يخرج فيها الأهالي بكامل سلاحهم تحسباً لأي هجوم غادر من القوات الصليبية وخصوصاً من جهة قلعة الكرك المحتلة، فأمر ببناء مقام النبي موسى في مكان مشرف على القدس من جهة أغوار أريحا، وأيضا احتفالات في كل المدن المحررة، ففي الرملة موسم النبي صالح ويافا موسم النبي روبين وهي مواسم الربيع، أما مواسم الصيف فهي موسم الحسين وموسم وادي النمل وغيرها من المواسم التي تجعل أهل فلسطين في جاهزية تامة لأي غزو غادر، كما أنه بهذا التاريخ عاد المسيحيون المقدسيون العرب لمدينتهم المحررة. وهنا يذكر الشعر الشعبي هدف الاحتفال: (هَيُّو قَائِدْنَا صَلاَح * زَيّْ الْبَدِرْ مَا لاَحْ * وَصَّانَا لَمَّا رَاحْ * مَا تِتْرِكُوهَا). أي أن هدف صلاح الدين هو تشكيل جيش شعبي من الأهالي لحين وصول جيشه، وهي فكرة رائدة بالعلوم العسكرية.
ويذكر عادل منّاع: أن الجيش العثماني كان له حامية خاصة لمدينة القدس مكونة من 200 جندي إلا أنها في موسم عودة الحجاج يتم تعزيزها ب 240 جندياً إضافياً لأن المدينة تكتظ بآلاف الحجاج كل عام، كما أن هذه التعزيزات تأتي للقدس في موسم النبي موسى وترافق المواكب الخارجة من مدينة القدس الى مكان المقام حيث يتوقف المسلمون هناك، بينما يتابع النصارى طريقهم نحو نهر الأردن لتأدية الشريعة بالغطس بالنهر ثم يعودوا للمقام حيث يُعد لهم المسلمون الولائم ثم يعودوا جميعاً للقدس، حين يصل الجميع بسلام يقيم أهل القدس احتفالاً بهيجاً للجيش العثماني وقوات السباهية والانكشارية لحمايتهم لهم. وذكر منّاع أيضاً: أن الحكّام العثمانيين أعفوا أعيان القدس من ضرائب عديدة نظير رعايتهم مقامات الأولياء والأنبياء وتقديمهم الطعام المجاني لزوارهم، ولكن سليمان باشا والي عكا طالبهم بالضرائب بسبب الضائقة المالية التي تمر بها السلطنة في عام 1812 لكنه أعفاهم من الضرائب بعد ثلاث سنوات. وتعتبر عائلة الحسيني مسؤولة وقف مقام النبي موسى منذ بداية العهد العثماني، وانتقلت من فرع آل الوفائي الحسيني الى فرع عبد اللطيف آل غضية الحسيني عام 1703م.
أما بالنسبة لرواية بيان نويهض عن أحداث 1920 فذكرت: كانت الاحتفالات تبدأ عادة يوم الأربعاء الذي يسبق أحد الشعانين بمواكب من أهل القرى المحيطة بالقدس، فيستقبلهم أهل القدس في موكب كبير، ويتوالي وصول المواكب من المدن والقرى المختلفة حتى يوم الجمعة، فبعد الصلاة تخرج المواكب كلها وترفرف الأعلام وتصدح الموسيقى وتعلو الأهازيج الشعبية، ويمتطي مفتى القدس – حسب العادة التاريخية – جواده وحوله أعيان القدس مسلمين ومسيحيين وثم أعيان باقي البلاد ثم العباد والزهاد حتى يصلوا السرداق الضخم الذي يُقام على تلة مشرفة على طريق القدس أريحا. وفي عام 1920 شارك الجيش الانجليزي بالاحتفالات فضربت المدفعية وحضر كِبار الضباط، وهذا الموسم الأول الذي يتحرك بالسيارات بدلا من الخيول والجمال، وكان أكثر الأعلام المرفوعة هي الراية المقدسية ثم الخليلية ثم النابلسية. وقد تحوَّل الاحتفال لمظاهرة وطنية وعمّت الاضطرابات واُتِهم الحاج أمين الحسيني بافتعال الاشتباكات وأمر الحاكم العسكري بسجنه رغم توسط مفتي القدس آنذاك كامل الحسيني إلا أن بقي بالسجن دون محاكمة. ويذكر الزجالين أن الناس كانوا يهتفوا بالشوارع: حَاجْ أَمِينْ يَا مَنْصُورْ * وِبْسِيفَكْ هَدّْيِنَا السُّورْ * حَاجْ أَمِينْ لاَ تِعْبِسْ * بِدَّكْ عَسْكَرْ لَنِلْبِسْ * حَاجْ أَمِينْ يَا عِزّْنَا * يَا مْفَلْفْلْ رُزْنَا.
وتتابع بيان نويهض:  في يوم 4/4/1920 وصل موكب الخليل (يُسميه النَبالسة زَفَّة أما الخلاية فيُسمونه مُوكِب مْبِيرقْ) الى القدس، بعضهم يركب العربات المجرورة بالدواب مثل الكروسة أو الحنطور، أما الغالبية فجاءت سيراً على الأقدام، وعَسْكَروا قرب باب الخليل حول بركة السلطان، ولما تجمعوا دخلوا باب الخليل وتجمهروا أمام مبنى النادي العربي، حيث استقبلهم رئيس بلدية القدس موسى كاظم الحسيني بإلقاء كلمة حماسية، ثم كلمات كل من عبدالقادر درويش وعارف عارف ثم خليل بيدس الذي ناشد الشعب ببذل الأرواح للدفاع عن فلسطين وتحقيق حريتها وسط ذهول الأعيان والمشايخ، وتفاعل الموكب الخليلي مع بيدس بالأهازيج الوطنية الحماسية، ثم تحرك الموكب بشكل استفز الجنود البريطانيين (فرقة كلها من الهنود السيخ)، وبدأ اشتباك بسيط إلاّ أن الضباط الإنجليز أمروا جنودهم بالابتعاد عن طريق الخلايلة، لكن المؤامرة الإنجليزية كانت حصر الاشتباك داخل البلدة القديمة، وقبل أن يبدأ أي تحرك بريطاني سُمع دَوِيْ انفجار قنبلة في الحي العربي، وعُرف أن الفاعلين يهود من أتباع المتطرف جابوتنسكي، فاشتبك العرب مع الجنود البريطانيين المحاصرين لهم، ثم تمكنوا من الدخول للحي اليهودي (حارة الشرفا) فكسروا المتاجر وحرقوا الشوارع، ثم توسّع الاشتباك ليشمل كل مدينة القدس وانقسمت بين عرب (مسلمين ومسيحيين) وأعدائهم (الإنجليز والصهاينة)، وقد استشهد بهذا اليوم خمسة فلسطينيين وقُتِل أربعة صهاينة، كما أُصيب 131 من الفلسطينيين وكذلك 211 من الصهاينة وسبعة جنود إنجليز، وأصدرت المحاكم أحكاماً بالسجن ضد 23 فلسطينياً منهم الحاج أمين الحسيني الذي بقي بالسجن دون محاكمة لحين فراره لدمشق عن طريق شرق الأردن.
وقد سجّل الزجل الشعبي كذب الحكام البريطانيين: يِعْجِبْنِي أَكِلْ القُطِينْ * أَصْلُهْ لَيِّنْ وِأَكْلُهْ عَ السْكَاتْ * وِيِعْجِبْنِي أَكِلْ اْلمْحَلَّى * أَصْلُهْ مَاْكُولْ اْلبَنَاتْ * وِيِعْجِبْنِي بِيضْ اْلحَمَامْ * أَصْلُهْ دْريدْقَاتْ دْرِيدْقَاتْ * لَكِنْ مَا بِفْهَمْ كَلاَمِيْ * الْلِنّْبِي وِاَذَانُهْ عْرِيضَاتْ. أما عن تحدي الأعداء فقالوا: يَا طَلَّتْ خِيلِنَا مِنّْ قَاعْ الوَادِي * عَوَايِدْ رْجَالِنَا تْكِيدْ الأَعَادِي * يَا طَلِّتْ خِيلِنَا مِنّْ وَرَا الْوَادِي * وُاْصْبُرْ يَا قَلْبِي وِالصَّبِرْ عِبَادِةِ * يَا طَلِّتْ خِيلِنَا مِنّْ وَادِي رِيشَةْ * عَوَايِدْ رِجَالِنَا تُنْصُبْ عَرِيشَةْ. وبالتأكيد عكْفُ الزجالين بتذكير أمجاد الفلسطينيين مثل قولهم: ذُقْنَّا حِلُوْهَا وْنُصْبُرْ عَ مُرْهَا * وِبْلاَدِي المَجِدْ بِكَفُوفُو عَمَرْهَا * وِعَكَّا بْتِشْهَدْ لَظَّاهِرْ عُمَرْهَا * الزِيدَانِي إِللِّي بَنَى مَجِدْ العَرَبْ. وأيضاً: ابِنْ عَكَّا نَبِيلْ اشْتَهَرْ نُبْلُو * قَلَعْ نَابْ الزَّمَنْ مَا قَلَعْ نَابْ لُو * وْعَا نَابِلْيُونْ يُومِنْ رَشَقْ نَبْلُو * النَبِلْ خَلَّى سَهِلْ عَكَّا كْرَابْ
ودوّن محمد دروزة في مذكراته: اغتنم الحاج أمين الحسيني تجمع آلاف العرب في القدس، فخطب فيهم خطبة قومية وطنية أهاجتهم وأدت الى صدام دموي بين العرب واليهود والبوليس، ووقع كثير من القتلى والجرحى. ثم هرب الحسيني مع رفيقه عارف العارف الى دمشق، وصدر بحقيهما أحكام غيابية بالسجن. وكتب عمر أبو النصر: إن إثارة العنف ضد البريطانيين كانت أهم نقطة تعزز تثبيت فيصل ملكاً للعرب، وهذا الدافع الأساسي لأحداث 1920 في الساحل الفلسطيني ثم في موسم النبي موسى بالقدس، ومهما قيل عن ارتباطات القيادات الفلسطينية مع الملك فيصل إلا أنه كان يتعامل مع الحاج أمين الحسيني كحليف ذي فاعلية وصاحب ولاء مبدئي للثورة العربية الهاشمية. وهناك أشعار  كثيرة تدلل على زعامة الحسيني منها: حَاجْ أَمِينْ عِزَّكْ دَامْ * بِلَبَقْلَكْ شَكّْ النِّيشَانْ * يَا نَاصِرْ الحَقّْ المُبِينْ * أُنْصُرْ لِنَا زَعِيمْنَا * زَعِيمْنَا الحَاجْ أَمينْ * يَا رَبْنَّا بِالبَقَرةْ * وِبِالرْجَالْ العَشَرةْ * إِهْلِكْ دْيَارْ الكُفُرْ * حَتَّى يْمُوتُوا أَجْمَعِينْ
ويُوَضِّح وليد الخالدي ذلك فكتب: أن جابوتنسكي وجماعته لم تكن توافق على قبول الانتداب البريطاني بل أنها ضد كل التيارات الصهيونية التي تؤمن بضرورة المرور بفترة مرحلية تؤدي لدولة مستقلة، ويبرر ما حدث بموسم النبي موسى عام 1920 أنه انتقام لمقتل ترومبلدور في مستعمرة تل حاي شمال الجليل على يد مجموعة فلسطينية مسلحة. ويُضيف عمر أبوالنصر نقطة مهمة: إن فلسطين في عام 1920 كانت تحت الحكم العسكري وقرارت الحاكم العسكري لابد أن ترفع للحكومة البريطانية للمصادقة عليها ثم يتم تقديم نسخة منها للحلفاء ومنهم الأمير فيصل بن الحسين، إلا أن قرارات المحكمة العسكرية لم تصل الى دمشق، بل أنها لم تصل باريس أو واشنطن، وطالب الوفد الفلسطيني لجنة شو بضرورة الحصول عن التقرير المرفوع من الحاكم العسكري للحكومة البريطانية، فكل الدلائل تؤكد أن ما حدث مفتعل لتبيان ضرورة استمرار الحكم العسكري وعدم الانتقال لمرحلة الانتداب السياسي.
وسجلت مماطلات بريطانيا بالزجل الشعبي : نَادِي بِاِسْمِ الإِلَهْ اْلوَاحَدْ اْلدَّيَانْ * مِنّْ ذِكِرْ هّذَا الاِسِمْ فَرُّوا اْلشَّيَاطِينَا * بِمَهِدْ عِيسَى وِإِسْرَا اْلنَّبِي اْلعَدْنَانْ * مِنْ ظُلْمَكْ يَا غَرِبْ فَجَّرِتْ بَرَاكِينَا * يَا غَرِبْ بَعِدْ اْلتَّجَارُبْ آنْ لِلْثْمَلاَنْ * أَنْ يِصْحَى وِيِفْهَمْ اْلخَمْرَةْ مِنِ اْلكِينَا * يَا آل ثَرُوكْهُوبْ يَا نَائِبْ اْلسُّلْطَانْ * اِعْرِفْتْ أَوْجَاعْنَا وِمَاذَا يُشْفِينَا * خَبِّرْ مْلُوكَكْ وِاْلوُزَارة وِالأَعْيَانْ * يِلْغُو لَبِلْفُورْ وَعْداً جَاءَ يُفْنِينَا * إِنْ كَانْ بِلْفُورْ يِجْهَلْ قِيمَةْ الأَوْطَانْ * نِحْنَا بِأَرْوَاحْنَا نِفْدِي أَرَاضِينَا * كَمّْ لَجْنِةْ يَا غَرِبْ حَقَقَتْ بِالأَوْطَانْ * تِسْمَعْ شَكَاوِي الأَعَادِي مَعَ شَكَاوِيِنَا * تَقَارِيرْهُمْ أُهْمِلَتْ بِأَيْ شَرِعْ كَانْ * لُولاَ اْلدَّرَاهِمْ وِاشْنِيرِنْ وِصَهْيُونَا * يَا غَرِبْ نِحْنَ عَرَبْ مِنْ نَسِلْ قَحْطَانْ * تَارِيخْنَا بِعَلّْمَكْ أَحْوَالْ مَاضِينَا * نِطْرَبْ لَصُوتْ اْلمَوَازِرْ فِي رَحَى اْلمِيدَانْ * كَصُوتْ فَاطِرْ بِهَا شَاعِرْ يْلَبِّينَا * يَا مَسْجِدْ الأَقْصّى إِفْرَحْ لاَ تَكُنْ حَزْنَانْ * لَبِّيكْ عِنْدِ اْلضِّيقْ نَادِينَا * حُولَكْ تْلاَقِي بَوَاسِلْ لَلِّقَا شُجْعَانْ * يِسْقُوا الى اْلقُومْ زَقُّومَّا وِغِسْلِينَا * يَا صَخْرَةْ اْلقُدِسْ كُونِي فِي رِضَا وِاَمَانْ * وِاْنّْ هَجَرْنَاكِ الى الرَّحْمَّانْ اْشْكِينَا * كْنِيسَةْ اْلمَهِدْ مِنْ كَانْ بِكِ طَمْعَانْ * حُولِكْ تْلاَقِي النَّصَارَى وِالمِسِلْمِينَا * مْجَمَّعْ حْمَاكِ أُسُدْ لاَ تِقْبَلْ اْلخُذْلاَتْ * لاَ يْبَاتُوا عَلَى اْلضِّيمْ يِحْمُوا الْمَيَادِينَا * واخْتِمْ كَلاَمِي بِاْسِمْ طَهَ اْلنَّبِي اْلعَدْنَانْ * بِلْفُورْ سَقَطْ وَعْدَكْ حِيثْ تْآخِينَا
ويُضيف كريم مطر الزبيدي: نشط الحاج أمين في دمشق في ظل حكم ملك العرب فيصل بن الحسين، في دعم الحركة الوطنية الفلسطينية، ودعم الحركات المسلحة في منطقة الجليل عبر منطقة سمخ وبيسان، وخطط بنجاح في خطف الأمير محمد الزياتي من السجون البريطانية. وعاد الى فلسطين بوساطة الأمراء الهاشمين وفرضه المندوب السامي هربرت صموئيل على دائرة الافتاء رغم خسارته الانتخابات، ومن بعدها تُوِجَ زعيماً للحركة الوطنية الفلسطينية بمساندة حاكم القدس البريطاني رونلد ستورز، الذي دعم نفوذ عائلة الحسيني ضد باقي العائلات.  وهذا ما يؤكده د. أحمد الريماوي: إن تدهور الأمور في عام 1920 يعود لتسليم حكومة الانتداب الأراضي المملوكة بين منطقتي روبين وسكة الجبلة في يافا، مما جعل مدن الساحل تعج بالمظاهرات ولم تنتقل الى القدس إلا في مطلع آذار في حداثة ملعب كرة القدم بالحي اليهودي، كما أن تنصيب الملك فيصل بن الحسين ملكا لسوريا وفلسطين دفع الناس للتظاهر بأعداد كبيرة.
ومما سجله الزجل الشعبي عن ضرورة الوحدة الوطنية: خَصْمَّكْ يَا عَرَبِي شَاطِرْ * وْبِفَنّْ اْلحِيَلّْ مَاهِرْ * عَمّْ يْجِدّْ وِيْقَامِرْ * أِيْ لَطَرَدَكْ مْ اْلعِلِّيَةْ * إِذَا مَا الجَوّْ صِفَا لُهْ * الضِحِكْ عَلِيكْ بْيَحْلاَلُهْ * إِصْحَ تْغُرَّكْ أَمْوَالُهْ * لُوْ بِدْفَعْ بِالشِّبِرْ مِيَّةْ * إِصْحَ تْخُونْ الأَمَانَةْ * وْتُهْرُبْ مِنّْ المِيدَانْ * قُلّْ لِيِّ إِيشْ قِيمَةْ الانْسَانْ * بَلاَ مَسْكَنْ أَوْ حَمِيَّةْ * المْتَاجَرَةْ فِي عَرْضَكْ * أَفْضَلْ مِمَّا تْبِيعْ أَرْضَكْ * خَصْمَّكْ عَازِمْ عَلَى طَرْدَّكْ * بِخُطَطُهْ الشَّيْطَانِيَةْ * الخَطَرْ أَصْبَحْ عَ البَابْ * شْوَيَّة شِدُّوا الأَعْصَابْ * بَالله يَا رْجَالْ الأَحْزَابْ * تِنْسُوا الأَحْقَادْ الشَّخْصِيَةْ * أَفْرَادْ الشَّعِبْ تْطَالِبْكُمْ * وْالأَقْصَى بِيْحَلِّفْكُمْ * تِبْقَى وَحْدةْ كَلْمِتْكُمْ * جَمْعاً لاْخْلاَصْ النِيَّةْ. كما ذكّر الزاجلين أن كل قطرعربي لم ينتصر إلا تحت لواء واحد وزعيم مبايع:   سِيرُوا كَمَا سَارْ النَّحَاسْ * نَهْضِةْ مَصِرْ تِرْفَعْ الرَّاسْ * سُورِيَّا أُمِتّْنَا الْحَنُونْ * شَبَابْهَا اْخْتَارُوا الْسْجُونْ * عَلِيهُمْ اْلمُوتْ يْهُونْ * بِقْيِتْ عَلِينَا فْلِسْطِينْ * وْخَلاَصْهَا عَ اْلحَاجْ أَمِينْ.
ومن جانب آخر وردت قصة تختلف ببعض الجزئيات في مذكرات خليل السكاكيني: إن عيد النبي موسى في القدس عيد سياسي لا ديني. لمّا كان المسيحيون يتوافدون من كل أقطار العالم الى القدس في هذه الأيام (17 نيسان)، اقتضت السياسة أن يكون للمسلمين عيد في القدس يقع في هذه الأيام أيضاً، يتوافدون اليه من كل البلاد المجاورة قبائل قبائل، ومواكب مواكب، بأعلامهم وسلاحهم كأنهم ذاهبون الى القتال، وإدارة أوقاف النبي موسى تقدم لهم الطعام مهما بلغ عددهم، من يوم نزولهم الى معهد النبي موسى بجوار أريحا الى أن يرجعوا، والحكومة تشترك في الاستقبال بهذا العيد فتنسب مرفقاً بالقرب من باب الأسباط يحيي العلم النبوي عند نزوله وعند صعوده، وتحتاط المواكب بالجند والفرسان، وكانت المواكب تردد أهازيجا شعبية في موسم النبي موسى: يا عين كوني صبّارة + يا موت خوذ السكارى أو بدل النصارى لتعزيز الوحدة المجتمعية + لا تفتكر يا علي إلا أنهم قالوا يا فيصل بدل يا علي هذا العلم دعما للملك فيصل. إلا أن العيد أصبح عيداً قومياً في هذا العام (1920) والعام الماضي، فظهر النّاس بمظهر المحتجين على اليهود، مقاوميين للمهاجرة الصهيونية، وكانت تنشد " صَهْيُونِي خُوذْ رَبْعَكْ وْسِيرْ هَذِه البْلاَدْ بْلاَدْنَا"، وفي سبت النور أنشد المسيحيون " يَا مَارْ جِرْيِسْ * عَلَى القَبِرْ صَلِّينَا، نَحِنْ العَرَبْ وْالسّْيُوفْ فِي إِيِدِنَا" بدلاً من قولهم " نَحِنْ النَّصَارَى وْالشّْمُوعْ بِإِيِدِنَا"، وكانوا يكررون النشيد المعروف " يَا يَهُودْ يَا يَهُودْ عِيدْكُمْ عِيدْ القْرُودْ، نِحْنَ اليومْ فَرَاحَى وْاليهُودْ حَزَانَى". ( نص الأهزوجة كاملاً: سَبْت النُّورْ وْعِيدْنَا * وْهَذا أَمِرْ سِيدْنَا * وْسِيدْنَا عِيسَى المَسِيحْ * وِالمَسَيحْ فَدَانَا * بِدَمُّه اشْتَرَانَا * وْإِحْنَا اليومْ فَرَحَا * وِاليهُودْ حَزَنَا. وهناك شوبشات متعددة مثل: يَا مَارْ جِرْيِسْ عَلَى الخَضِرْ صَلِينَا * وإِحْنَا النَّصَارَى وْالشَّمِعْ بِإِيدِنَا * وْيَا عَذْرَا عَلِيكِ السَّلاَمْ. وكذلك: يَا مَا أَحْلَى النَّصَارَى فِي كَنَايِسّْهُمْ * أَمَّا اليهُودْ اللَّعَانَى مَالْهُمْ دِينَا).  ومما يذكر هنا بالغرابة أن المسلمين، وهم يعتقدون أن المسيح –عليه السلام- لم يصلب، جعلوا يقولون في مواقف الخطابة وفي احتجاجتهم أن اليهود صلبوا المسيح – عليه السلام – فكيف تُعْطى البلاد لهم؟ فكأن المسلمين تنصروا، فهم لم يعترفوا بصلب المسيح قبل ذلك.
ومما سمعته عن أحداث ذلك اليوم: هجم العرب بالعِصِيّْ والحجارة على الحي اليهودي وهم يصيحون: دين محمد قام بالسيف، فكسّروا الحانات وزجاج البيوت وضربوا كل من في الشارع، وأن اليهود هم أول من استعمل السلاح الناري، وأن قتل الجنود الإنجليز كان من الطرفين، كما أن الجنود قتلوا يهوديا، وقبضت الحكومة على عشرة من الأعيان منهم عارف العارف وعبد الفتاح درويش وكامل البديري وسعيد درويش وخليل بيدس والشيخ حسن أبوالسعود يوم 5/4/1920 وأوقفتهم في دار الحكومة باب العمود ولم تنقلهم لسجن وأفرج عندهم بعد يومين بكفالة المفتي ورئيس البلدية وعارف باشا ويعقوب فرّاج، وفي ذلك اليوم أرسلت الحكومة جنودها لتفتيش بيت المفتي كامل الحسيني بحثاً عن أخيه الحاج أمين، ولم تجده هناك واحتج المفتي على ذلك وردّ الوسام التي منحته الحكومة له. وقد سجل الزجل الشعبي استهجانه للحبس دون محاكمة مثل قولهم: كَلْبَشُونِي بِاْلحَدِيدْ * كَلْبَشُونِي بِاْلحَدِيدْ * حَدِيدْ مْصَدِّي وِجْدِيدْ * بْإِيِدِي هَايْ، وْهَايْ اْلإِيِدْ * جَرْجَرُونِي عَ اْلمَحَاكِمْ * أَخَذُونِي عِنْدِ اْلحَاكِمْ * مَا فِي عِنْدْهُمْ أَيّْ شَاهِدْ * جَابُوا شْهُودْ، وْشِهْدُوا زُورْ
أما واصف الجوهرية فذكر: لقد صدر تقرير رسمي سري يحصي 14 قتيلا عربيا و9 من اليهود والجنود وجرح 250، فاشتد سخط الحكومة، فسجنت وحكمت الكثيرين، وحكمت على السيد أمين الحسيني غيابياً 15 سنة، بصفته فاراً من القدس. وهذا ما يؤكده  الكيالي أيضاً ففرار الحاج أمين وعارف العارف تم تأكيده من أكثر من مصدر، إلا أن الحكم الصادر كان لرفع صور الملك فيصل وطلب رحيل الإنجليز ووقف الهجرة الصهيونية على فلسطين. كما يؤكد الكيالي أن المواكب لم تخرج من القدس بل أن الاشتباكات استمرت طيلة فترة بعد الظهر، ثم صدر قرار عسكري بمنع الاحتفال حداداً على القتلى ومنع تجدد الاشتباكات، إلا أن كل التقارير البريطانية والدولية تؤكد أن الصهاينة هم من بدأ بالتحرش بالعرب، بل أن هياج العرب كان ردة فعل طبيعية لاستفزازات الصهاينة التي بدأت بشتم العلم والبيارق والاستهزاء بصلاح الدين الأيوبي كل هذا من خلف الجنود الانجليز، وبدأ بعدها التراشق بالحجارة والأحذية وخرجت المشادات عن سيطرة الجنود خصوصاُ عن باب يافا، وبعدها سُمع صوت انفجارات في المناطق العربية، وعلم المتجمهرون أن الصهاينة قتلوا عددا من العرب بعدها هاجت الجماهير ودخلت الحي اليهودي وأخذت تدمر كل شيء من حوانيت وبيوت. ويذكر أن الأغنية الشهيرة (طلع يا ما أصعب نصه )   جاءت بعد هذه الأحداث. وهذا نصها كامل: (طِلِعْ يَا مَا أَصْعَبْ نَصُّه تِلِغْرَاف سَانْ رِيمُو * وِإِلْلِّي يْقُولْ لَكْ مَا بِيْخُصُه رَبْنَّا لاَ يْعِينُهْ * مَا قَرِيتِشْ يَا خُويَا فِي جَرِيدَةْ الكَرْمِلْ * مْصِيبّْتَا السُّودَّةْ بِتَعّْيِينْ المِسْتِرّْ صُمُوئِيلْ * ومِنْ فِي الدِّنْيَا مَا سِمِعْ شِي دَلاَل بِيْدَلِلّْ * وِإِلْلِّي مَا بِيِعْجِبُوشْ مِنّْ الصُّبِحْ يِحْمِلْ * لاَ تْقُولْ مَسِيحِي وِمِسْلِمْ مَا دَامْ بَاعُونَا * كِيفْ بِدّْنَا بُكْرَهْ نْسَلِّمْ لَلِّي اشْتَرُونَا * كِلْمِةْ شَالُومْ يَا خُويَا رَاحْ يِجْبُرُونَا * وِكَمَانْ مَاشْلُو مَخَا يَا رَبِّي تِفْرِجْهَا عَلِينَا * بَدَالْ أَنْوَرْ وِجَمَال حَكَمُونَا * شَبَّاي وِشَلُومْ وِحَايِم إِلْلِّي يِكْرَهُونَا * يَا خَسَارِةْ عَلِيكْ يَا وَطَنَّا رَاحَتْ رْجَالِنَا * وِبْيِظْهَرْ غِزْلاَنَّا تْقَلَّبَتْ بِقْرُودْ حَوَالينَا).
أما ديفيد هيرست فيوضح الموضوع من زاوية ثانية: إن انتقال العنف للقدس كان تطورا خطيرا في أحداث عام 1920، حيث أنه كان محصوراً بيافا ومناطق الجليل حيث تنتشر الجماعات اليسارية الموالية للبلاشفة، وهي الوحيدة التي حملت السلاح ضد جماعة جابوتنسكي المتطرفة، وهذه الجماعات كانت مختلطة عربية أوروبية تؤمن بالأممية الدولية، ويعتبر خريجي معهد سمنار في الناصرة المحرض الحقيقي للعنف في صفوف العرب، وكان من المتوقع حدوث عنف في موسم النبي موسى لأن القدس كانت ملتهبة منذ بداية العام، خصوصاً في شهر فبراير. إلا أن عبد الوهاب الكيالي يوضح: أن أول من ساهم بتدريب الفلسطينيين هي جمعية مقدسية سرية اسمها الفدائية من بقايا الدرك والشرطة العثمانية وكانت قيادتها سرية ولها وجوه علنية مثل جودت الحلبي ومحمود عزيز الخالدي كما أن للجمعية ارتباطا ، بدمشق من الفلسطينيين المقربين من الملك فيصل.
 بينما يرى صدقي نجاتي: أن اليساريين الفلسطينيين كانوا يعملون في أطر يهودية عمالية مثل الفراكتسيا وهي حزء من الهستدروت لكنها معارضة لسياسته وفيها تعلم الكثير من الفكر الأممي وتحليل الأخبار ومنها إدانة عصابة جابوتنسكي الكاملة على أعمال الشغب الاستفزازية في القدس أثناء موسم النبي موسى. كما يذكر أن أقدم نشيد يساري فلسطيني للرفيق ميخائيل عطايا: قُومُوا يَا مَوْسُومِينْ بِالْلَعْنَهْ * شُعُوبْ الفَقِرْ وْالغُبْنَهْ * يَدْعُوكُمْ اللُّبْ وِالبَصِيرَةْ * لَمَعْرَكَةْ خَطِيرَةْ * كُلَّ هَذَا العَالَمْ نْدَّمِرْ * حَتَّى الأَسَاسْ وِمِنّْ ثَمَّ * عَالَماً جَدِيداً نْعَمِّرْ * مِنّْ كَانْ عَدَمْ يَغْدُو عَلَمْ * هِبُّوا الى النِّضَالْ * هِبُّوا الى النِزَالْ * وِبِالإِنْتَرْنَاسُيونَال * يِعْلُو جِنْسَ البَشَرْ. وتستنتج هالة العوري: بدأ الانعطاف الإيدولوجي في الساحة الفلسطينية في أواخر نيسان/إبريل 1920، حين بدأت القيادة الوطنية تتقبل مصيراً منفصلاً عن سورية لعدة أسباب أهمها: فشل هبّة النبي موسى في تبديل السياسة البريطانية، فرار الحاج أمين الى عمان، إقرار الانتداب السياسي البريطاني في سان ريمو، وأخيراً، إبعاد الفرنسيين للملك فيصل عن دمشق، فجاء إعلان موسى كاظم الحسيني لرفاقه: لابد من تغيير خططنا، فلم يعد القول بأن فلسطين جنوب سوريا قائم الآن وعلينا الدفاع عن فلسطين وحدنا.  
أما الجانب الصهيوني فله رواية ثانية يقولها ألان ديرشوويتز: أن أمين الحسيني لم يكن خطيباً في ذلك اليوم بل أنه كان بين صفوف الخلايلة وكان يشتم اليهود والصهيونية ويهتف لفيصل بن الحسين ملك العرب، وأكثر عبارته استفزازاً لليهود: إذبح يهودي وانصر الأقصى، وأيضاً إحنا جيش العرب بدنا نشرب دم اليهود، وكان الخلايلة يتفاعلون معه ويبصقون على اليهود المارين قربهم ويرمون عليهم القاذورات، وذهل اليهود من صمت الجنود الإنجليز لكنهم تداركوا الوضع وأخذوا يدافعون عن أنفسهم. ويُضيف هيليل كوهين: إن أمين الحسيني هو من حوّل القدس عاصمة للفلسطينيين رغم تعلقهم بعكا عاصمتهم التاريخية، وإن أحداث موسم النبي موسى أوضحت للإنجليز أن المحرّض على العنف هو الحسيني، فكل من مدينتي الخليل ونابلس بها جاليات يهودية ولم يحدث أي عنف داخلها قبل ذلك التاريخ، إلا أن أمين الحسيني هو الذي بذر الكراهية بين الفلسطينيين واليهود، وجعل القدس المدينة المسالمة تمتلئ بالدماء من أجل أن يبقى على نفوذ عائلته ويتوجها ملوكاً لفلسطين. وقد سجّل الشيخ رشيد الحاج ابراهيم رئيس الجمعية الإسلامية المسيحية في حيفا : وَايْزْمَنْ قَالْ لِلْحَاجْ أَمِينْ * خُذْ لَكْ أَرْبَعْ مَلاَيِينْ * اْلحَاجِي قَلُهْ لُوْ بِتْمُوتْ * مِشْ مُمْكِنْ تِمْلِكْ فْلِسْطِينْ. وأكد أن طرق الصهيونية ملتوية لكنها واضحة الأهداف خذوا ما تريدون من مال وارحلوا عن وطننا! إلا أن ردنا كان دائماً المقاومة تحت قيادة الحاج أمين. وقد وردت بالكثير من أشعارنا منها: بَابُورْ مْحَمِّلْ مَرْتِينْ * هَدِيَّةْ لَلْحَاجْ أَمِينْ * بَابُورْ مْحَمِّلْ بُومَبَاتْ * هَدِيَّةْ لَلْعِصَابَاتْ * بَارُودِنَا يَابُو نَدَى * يِشْكِي لْنَا مِنّْ اْلصَّدَا * لاَ بُدّْ مَا يِرْجَعْ يْثُورْ * يْثُورْ فِي صَدِرْ اْلعِدَا
ولعل تحليل الرفيق روبيرتو مازال أكثر واقعية فهو يؤكد أن الجيش البريطاني أراد افتعال مشكلة ضمن سياسة فرّق تسد، فعلى الجانب الفعلي للاحتفال يوم الجمعة 2 نيسان خرجت المواكب الفلسطينية بسلام من مدينة القدس وأقامت مولدها في مقام النبي موسى وأدى المسيحيون الشريعة بالاستحمام بنهر الأردن، وفي يوم 4 نيسان عادت المواكب لمدينة القدس لكنها لم تدخل من باب الأسباط لأن الجيش أغلقه بحجة اكتظاظ المارين وأيضاً باب العمود وجعلوا المواكب تتجه نحو باب يافا دون أن تنبه اليهود أن الموكب سيدخل من عندهم، ودون أن تعلم الفلسطينيين أن هناك اجتماعاً لجماعة جابوتنسكي قرب باب العمود، فوقع الطرفين ضمن مكيدة بريطانية أهدافها كبيرة أهمها أن اليهود بلا صهيونية سيموتون وأن فيصل لا يملك أن يساعد الفلسطينيين وعليهم تدبر شؤونهم بأنفسهم. ويذكر منّاع: أن للقدس أربع طرق محروسة وآمنة للقادمين من مناطق بعيدة، وهي باب العمود شمالاً للقادم من دمشق عن طريق طبرية ثم الناصرة ثم جنين ثم نابلس ثم البيرة. وجنوباً باب الخليل للقادم من بئر السبع أو الكرك ويمروا بمدينة الخليل ثم حلحول وبيت لحم ومنها لبرك سلطان، ومن الغرب باب الأجانب أو بوابة يافا للقادم بالبواخر من المدن الساحلية خاصة عكا ويافا وغزة ثم يمروا بالرملة فالقدس، ومن الشرق باب الأسباط ويُسمى باب العراق أيضاً وطريقه للعراق يبدأ بأبوديس والعيزرية الى مقام النبي موسى ثم الشريعة ثم السلط ثم الأزرق.
وتصف د. عايدة النجار الاحتفالات فكتبت: كانت نساء وأطفال القدس أسعد المتجمهرين في هذه الاحتفالية، وكنا نسير خلف بيرق الحاج أمين الحسيني وهو أكبر وأهم البيارق. ويضيف غوشة: دار البيرق أي دار الحسيني والبيرق مصنوع من المخمل الأخضر وأطرافه مطرزة بالخيوط الذهبية المقصبة ومقاسه 200 سم في 140 سم، وتُخاط بالأسود على جانبي العلم الأخضر كلمات لا إله إلا الله ومن الجانب الآخر كليم الله موسى، كما أن هناك بيارق أخرى للقدس أهمها بيرق النبي داهود لدار الدجاني وبيارق الأعيان آل القطب الحسيني وآل قليبو وآل النشاشيبي وآل القزاز وآل الديسي، وأيضاً بيرق الشباب لشيوخ الحارات والقبضايات، أما بيارق نابلس فهي حمراء وبيارق الخليل فهي بيضاء.
وتتابع النجار وصفها: نخرج ومعنا الفلاحات من قرى لفتا وشعفاط وسلوان وعين كارم والعيزرية وصور باهر وغيرها من قرى القدس، وكنّا نعشق استعراضات الكشافة التي استحدثها الحسيني وأيضاً حلقات الدبكة والأناشيد الوطنية والتراثية مصحوبة بعزف اليرغول البلدي والمجوز والمزمار والناي والطبل والدف والربابة. وكان أهل الخليل يتميزون بأنهم على ميمنة بيرق القدس حتى يتميزوا عن أهل نابلس. كانت الولائم تعد في حواري البلدة القديمة وكذلك في المقام. ومن مفاخرة الفلاحين ارتباطهم بالأرض فكانوا ينشدوا:  أَكْتُبْ بِدَمْ أَحْمَرْ * إِرْسَالَة مِنِّي * مْعَطَّرَةْ بِعَنْبَرْ * وِمْطَرَّزَة بِفَنِّي * وِمْوَشَّحَةْ بِزَعْتَرْ * عِيدَانُو تِشْبَهْنِّي * جُوَّا عَلَمْ أَخْضَرْ * مِنّْ دَمِّي مِتْحَنِّي * وِمْسَجَّلَة بِدَفْتَرْ * وِمْبَلَّغَة عَنِّي * جْبِينِي هَالأَسْمَرْ * مَا بِرْكَعْ وِبْحْنِي * تَا رَجِّعْ البِيدَرْ * إِبْإظْفَرِي وِسِنِّي * وِنْعُودْ تَا نِفْخَرْ * بِبْلادْنَا. وأيضا: إِيِدِي وِإِيِدَّكْ جَدّْ وِكَدّْ * نِرْوِي اْلتُرْبَةْ وْ نِزْرَعْهَا * نِزْرَعْ وَرِدْ بْنُحْصُدْ وَرِدْ * أَرْضْ اْلصَّلْبَةْ نْطَّوِعّْهَا * إِيِدِي وْإِيِدَّكْ حَتَّى تْصِيرْ * خَضْرَا الأَرِضْ وْتِطْرَحْ خِيرْ * فَيّْ وْمَيّْ وْثّمَرْ وْطِيرْ * شَجَرَا خَضْرَا لاَ تِقْطَعْهَا
يذكر غوشة: أن آل الحسيني هم من يعدُّوا الولائم في القدس أما خدَّام المقام فهم آل الحسيني ويونس وقليبو وبزبرت، وكانوا يقدِّمون تقارير عن مصروفاتهم للوالي العثماني. وذكر الزجل الشعبي أن هناك فارق بين أكل الولائم وأكل البسطاء: قَالْ بَالله لاَ تِزْعَلِي يَا أُمّْ غَانِمْ * وْ لاَ تِحْسَبِي كُلّْ اللَيَالي بْخُوتْ * فِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي نَامْ عَلَى جَرْدَلْ اْلوَطَا * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي نَامْ فُوقْ تْخُوتْ * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي يِشْرَبْ لَبَنْ رَايِبْ * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي يِشْرَبْ لَبَنْ مَكْحُوتْ * وْفِيهِمْ مِنّْ يَعْطِيهْ خِيرْ بِنِعْمَةْ * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي يَعْطِيهْ قُوتْ بْقُوتْ * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي يَعْطِيهْ بِيضَا غَرِيرَةْ * تْضَوِّي فِي بِيتُهْ كَمَا الياقُوتْ * وْفِيهِمْ مِنّْ إِلْلِّي يَعْطِيهْ بَلْوَةْ مْصَبَّرَةْ * وْتْضَلّْ فِي وِجْهُهْ تَا يْمُوتْ.
يذكر غوشة: كما أن هناك تُجارا وباعة متجولين يعرضون بضائعهم أثناء الفعاليات وكذلك المراجيح والملاهي ويلعب الأطفال ألعاب الثلاث ورقات والفنجان ومطاقشة البيض واليانصيب وتجري أحياناً مبارزات بين القبضايات بالسيف والترس وهي من الألعاب التي تتميز بها نابلس، وأما شباب القدس فهم الأجدر في سباقات الخيل وألعاب الفروسية وبالنسبة للخلايلة فلهم الأولية في لعبة التبَّان والمباطحة وثني الأذرع وحمل الأثقال. وتتابع النجار وصفها: إلا أن المشوار كان يستغرق خمس ساعات من القدس للمقام، فكنا نحمل معنا سلاسل قشّْ مليئة بأقراص اللحمة بالعجين وأقراص الزيت والزعتر وأقراص الجبنة. ويُضيف غوشة: الصفيحة واللحمة على الورق والكبيبة والمقلوبة والدوالي والمحاشي والحمص والمخللات والكباب والكبدة واللية. وتتابع النجار: أما حلوى الموسم فهي المْشَبَّك بألوانه الزاهية المصبوغة باللون الأحمر الفاقع والحلاوة البيضة يسمونها القاسية. وصفها غوشة: وهي حليب وسكر قاس جداً تتخللها حبات فستق خضراء أو جوز عين الجمل، ولا يمكن كسرها بالفم، فهي بحاجة لإزميل أو مطرقة، لكن مكسروها يذوب بالفم وتتحول لشيء قريب من لبان. وتذكر النجار: العوّامة التي يعشقها أطفال القدس. ويُضيف غوشة: غزل البنات الهريسة والبسبوسة والنمورة والسمسمية والجزرية واللوزية وموالح من الترمس والفول النابت وحاملة الحمص والبزر والمكسرات من الفستق واللوز وكذلك اللوز الأخضر.
وتتابع النجار وصفها: كما كنّا نقوم بعملية تعزيل لأسطح المنازل من المساطيح ( تجفيف التين وتٌقال أيضا للملوخية والبندورة والحمص والباذنجان)  والقلايد (البامية تحديداً إلا أنها ذكرت للخروب والمرامية ) والسدورة (الزعتر والبرغل والمفتول والشعيرية) حتى نتمكن من مشاهدة الاستعراضات والمبارزات الشعرية ومشاهدة أعيان القدس بأزيائهم الفاخرة. وعادة تبدأ المبارزة الشعرية بمدح الشاعر نفسه: شَاعِرْكُمْ جَوَادْ الحَرِبْ  عَنَّا * وْرَمَى فِي مُهْجِةْ الأَعْدَاءْ عَنَّا * صَحَافِةِ خَبَّرِي * بِلَنْدَنْ لاَزِمْ نْدٌّقْ الطْنَّابْ. وأيضاً ينشد: أنَا دِيكْ الحَدَّايِة * وِبَاقِي الحَدَّايِة مِثِلْ الْجَاجْ * وِفَنّْ الْحَدَّا مِنِ البْدَايَةْ * بَيَّنْتُو لَلْعَالَمْ مِنِهَاجْ * والْكُلّْ بِمْشِي وِرَايِي * وِكَلِمَاتِي مِنْ شَكِلْ السّْرَاجْ.
وكتب سري نسيبة: التبدل بالأزياء بدأ قبل الحرب العالمية الأولى بكثير، فرئيس البلدية والأعيان كانوا يرتدون البدلات الأوروبية المستوردة من إيطاليا كما أن بعضهم كان يفصلها عند خياطي يافا المهرة وهي من أقمشة أوروبية غالية الثمن، وأما من حافظ على الزي العربي فقد أضاف له جاكيت بدلة عليه زخارف وتطريزات وهو أكثر كلفة من البدلة المستوردة، كما ظهر في بداية العشرينات السراويل المثنية التي لا تغطي الحذاء، أما أهالي الأرياف فكانوا محافظين على الدماية والقمباز لكن أصبحت ألوانها زاهية ومزينة بالتطريز الذهبي المقصب، وأما أهل البادية فكانت ملابسهم فضفاضة وطويلة جدا لا تظهر الحذاء وألوانها غامقة"
وفي الزجل الشعبي يبدأ الاحتفال: صَلُّوا يَا خُطَّارْ * عَ النَّبِي اْلمُخْتَارْ * هَذَا أَبُو اْلأَنْوَارْ * مْحَمَّدْ يَا كَحِيلْ اْلعِينْ. وبعدها تبدأ تهليلة المقام فينشدون: لُولاَكْ يَا مُوسَى * مَا جِينَا وَلا تْعَنِّينَا * وَلا دَهَسْنَا الحَصَى * وَلاَ الرَّمِلْ بِإِجْرِينَا * مَسِّيكْ بِالْخِيرْ يَا مُوسَى * يَا مُوسَى بِنّْ عِمْرَانْ * يَا سَاكِنّْ الْغُورْ * وِبْلاَدْ حُورَانْ. وأيضاً: يَا نَبِّي مُوسى مَا أَسْمَرْ حْجَارَكْ * مِسْعَدْ يَا نَبِّي مِنّْ زَارَكْ. وكذلك: العُرُسْ مَا هُوِ فَرْحَةْ * وَلاَ طْهُور الصُّبْيَانْ * مَا فَرّْحَهْ إِلاَّ زْيَارةْ مُوسَى * عَلِيهْ الصَّلاَةْ وِالسَّلاَمْ.  
ثم تغني بالوطن: بَلَدْنَا جَنَّةْ اْلعَالَمْ بَلَدْنَا * وّطَنَّا وِدَمّْنَا اْلغَالي وِكَبَدْنَا * مَسْقَطْ رَاس بَيِّي وْبَيّْ بَيِّي * رَبَّتْنَا وِبِها تْرَبَّى وَلَدْنَا * خَلْقَتْ فِينَا رُوحْ الإِنْسَانِيِّةْ * وِثَبَتْنا عَ صَخْرِةْ اْلفَارِسْ صَمَدْنَا * وِاْلزَيْتُونَةْ اْلخَضْرَا الرُّومِيِّةْ * إِللِّي اْنْزَرْعَتْ بِقُوِةْ سَاعِدْنَا * تَا تَاخُذْها مِنّْ إِيِدِينْ ابْنِي وِإِيِدَيِّه * خِيَانَة وِمُوتْنَا أَفْضَلْ مِنّْ وُجُودْنَا * وِالْشَّجَرَةْ الطَّيْبَةْ الخَضّْرَةْ القَوِيِّةْ * عَلَمْ مِنْهَا وِحِلِمْ نِجْنِي شَهِدْنَا * زِنْدْ العَمَلْ وِحْرَاث الصَفِّيةْ * عِمَال وِعَمَلْ تُرَاثْ بَيّْنَا وِجِدّْنَا * بَلَدِي وِاَرْضِي لِينَا رَوَابِي وِغَنِيَّةْ * أَوْفَتْ وِكْنُوزْ تَاْتِينَا وَحِدْنَا.
ثم ينشد خدّام المقام: يَا مِيَّةْ مَرّْحَبْ وِأَرْبَعْمِيِّةْ * بِعْطُورْ اْلفَرْحَةْ رَشِّينَا نْحَيِيكُمْ * يَا عُودْ اْلطِيبْ هَاْلجَاهَةْ * وِوْجُوهْ اْلخِيرْ هَإِلّْلِي فِيهُمْ نِتْبَاهَى * جَمْعِتْنَا اليومْ مِينْ إِلِّلِي رَحْ يِنْسَاهَا * جُوَّا اْلفِنْجَانْ صَبُّو هَاْلقَهْوَةْ اْلسَّادَةْ * وِاْلخِيلْ تِمْلَى الشَوَارِعْ بِزْيَادَةْ * صَفَّتْ عَاْلبَوَابَة وِالدَّارْ إِنْعَمْرَتْ بِيكُمْ * يَا نِجِمْ سْهِيلْ دِلّْ التَّايِه عَالدِّيرَةْ * حَتَّى يِلْتَّمْ شَمِلْ كُلّْ عَشِيرَةْ * مَعَ الأَحَبَابْ وِالصُّحْبَةْ وِكُلّْ الجِّيرَةْ
وبعدها تتفاخر كل منطقة بأمجادها وبطولاتها فالخلايلة: نَحْنَا الْخَلاَيْلَةْ دُوبْنَا لْفِينَا * فِي صَخّْرِةْ الله وِالْحَرَمْ * صَهْيُونْ خُذّْ رَبّْعَكْ وْسِيرْ * هَذِي الِبْلاَدْ بْلاَدِنَا * مَنْدُوبْ خَبِّرْ دُولْتَكْ * لَنّْدَّنّْ مَرّْبَطْ خْيُولِنَا. أما النبالسة: نِحْنَا وْلاَدْ جَبَلْ النَّارْ * شُوكَةْ بِحَلّْقْ الاسْتِعْمَارْ، ثم يقول النبالسة: يَا زِوَّارْ مُوسَى * سِيرُوا بِالتَّهْلِيلّْ * زُرْنَا مُوسَى * عُقْبَال الْخَلِيلْ، فيرد عليهم الخلايلة: يَا زُوَّارْ مُوسَى * زُورُوا بِالْعِدَّهْ * زُرْنَا مُوسَى * عُقْبَالْ الْحَجَّةْ. وهنا يتدخل المقادسة ليجمعوا الشمل وينشدوا: يَا أَهِلْ اْلعُرُوبَةْ إِرْفَعُوا الأَعْلاَمْ * مِنّْ فَوقْ أَرْضِ اْلعَرَبْ مِنّْ كُلّْ نَاحِيهَا * رَايِةْ بَنِي عِيسَى تِاْلَفْ رَايِةْ الإِسْلاَمْ * الأَوْطَانْ وَاجِبْ مِنّْ الأَغْرَابْ نِحْمِيها * بْصُوتْ المُنَاضِلْ سِلُّوا شَفْرِتِينْ حْسَامْ * بْاَحْدَبْ رَنِينُهْ الى الكَرْبَاتْ يِجْلِيهَا * بْهِيجَا قَوِيَّة تِنْصَلِي نَارْهَا اْضْرَامْ * وِيِنْهَالْ دَمّْ وِلْحُومْ الخَصِمْ يِشْوِيهَا * بْيُومْ المَوَاقِعْ أَحِدْنَا عَ الأَلِفْ هَجَّامْ * يِغْرِقْ مَوَاكِبْهَا عَلَى البَيْدَاءْ يِفْنِيهَا * وِيْهَدِدّْ حْصُونْ الأَعَادِي وِيِرْعِبْ الضِرْغَامْ * بْشْلِفَا سِنَاهَا حَلِيقْ اللِيلْ تِضْوِيهَا * جِتْنَا يَهُودْ الغَرِبْ تُقْصُدْ السَّكَنْ أَيَّامْ * مَلْكَتْ صْرُوحْ لَنَا عَامَاتْ نِبْنِيهَا * هَذِي مَسَائِلْ عَبَثْ تِرْفَعْ أَحْكَامْ * وِبَعِدْ دِمَاءْ العَرَبْ بِالجِسِمْ جَارِيها
وهذا يفتح قريحة الشعراء لإنشاد الحكم مثل: عَلَى اْلجَا حُكُمْ الله رَبِّي وِخَالْقِي * وِالحُكُمْ جَارِي عَ زَمَانْ أَيُوبْ * عَلَى اْلخَا اْخْوَانِي وِاَخَذُونِي بْحَالي * كَانُوا سَوَابِقْ عَ زَمَانْ دْرُوبْ * عَلَى اْلصَّادْ ضَارْ البَرّْ وِالذِّيبْ صَاحْبِي * وِاْرْضِيتْ لَحَالْهِنّْ يَا هَلِي صْهُوبْ * عَلَى طَوَى فَرْشِي وِخَرَّبْ مَنَازْلِي * وِهّذَا وَعِدْ الله وِالمَكْتُوبْ * عَلَى العِينْ عِينِي دُومْ تِشْكِي بِاُمُورْهَا * عَلَى الصَّاحِبْ إِلْلِّي كَانْ مَحْبُوبْ * عَلَى الغِينْ غَيَّرْ حَالْتِي شُوفْ خِلِّي * رَاحْ وِاَجَانِي بِاَشْنَعْ المَطْلُوبْ * عَلَى المِيمْ مَالي رَايْ مِنْ دُونْ صَاحْبِي * وِإِلْلِّي جَسِبْتُهْ مَا بِقِي مَحْسُوبْ * عَلَى اليا يَا وِيِلِي حَارَبُونِي قَرَايْبِي * وَلاَ عُدِتْ أَنَا مِنْ بِينْهُمْ مَنْسُوبْ * وِاَفْضَلْ مَا قُلْنَا نْصَلِّي عَلَى النَبِّي * نَبِّي عَرَبِي لأُمْتُهْ مَحْبُوبْ.
وخاتمة الاحتفال التغني بفلسطين: طَلِتْ عَلَى بَابِ الشَّمْسِ * تِصْهَلْ وِتِمْحِي لَيَلْنَا * تُرْقُصْ وَلاَ رَقِصْ العُرُسْ * يَا زِينْ حَجْلِةْ خِيلِنَا * أَسْرَعْ مِنْ سِلاَحِ الطَلَقْ * وِاللِيلْ إِذَا عَتَّمْ سَرَقْ * مِنّْ سُوُدْ عِينْ خُيُولِنَا * فِي أَيّْ بَلْدَةْ وأَيّْ جِبلْ * وِالخِيلْ دَمْعَاتُهْ تْسِيلْ * لَوُ فَارَقُهْ خَيَّالِنَا. وأيضاً الاستعداء لفداء الوطن: إِذَا تْرُدُّوا عَلَى شُورِي وِرَايِي * لَنِرْفَعْ لَلْحَرِبْ بَيْرَقْ وِرَايِةْ * أَنَا قُدَّامْكُمْ وِإِنْتُّو وَرَايِّي * وِأَنَا أَوَّلْ ضَحِيَّةْ لَلْعَرَبْ. وأخيراً الدعاء أن يحمي الله فلسطين من الشر: اْلكُونْ كُلُّو مِنّْ حَلاَ أَهْلِي غَيُورْ * بْلاَدِي خَضَارْ وْحُبّْ وْشَهَامِي وِسْرُورْ * وْكِيفْ وَهَوَى جِنْحَانْ طْيُورْ وِقْصُورْ * وْبِيدَرْ نَغَمْ وِسْبَاعْ وْنْسُورْ * وْعَ اْلخِيرْ يَا أَهْلِي فَاتْحِينْ بْوَابْنَا * وْيَا شَرّْ عَ فْلِسْطِينْ مَمْنُوعْ