تابعت النائب بهية الحريري تطورات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة بعد الاشتباكات التي شهدها فأجرت سلسلة اتصالات بعدد من المسؤولين الفلسطينيين من أجل تهدئة الوضع. فتواصلت الحريري مع أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، ومسؤول عصبة الأنصار أبو طارق السعدي، كما اتصلت الحريري للغاية نفسها برئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة .

وكان الوضع في مخيم عين الحلوة في اعقاب جريمة الاغتيال التي استهدفت أحد أبناء المخيم محور لقاء الحريري في مجدليون مع وفد مشترك من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات .

الحريري أعربت عن استنكارها الشديد للجريمة واضعة اياها في سياق محاولات توتير الوضع في المخيم خاصة بعد الخطوات الايجابية التي سجلت مؤخراً في ملف تسليم عدد كبير من المطلوبين أنفسهم للسلطات اللبنانية وما تركته من ارتياح في الأوساط الفلسطينية واللبنانية، وفي ظل اجماع فلسطيني غير مسبوق على بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمن المخيم والجوار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، وأكدت في الوقت نفسه أن هذه الجريمة وتداعياتها تضع القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية مجتمعة أمام مسؤولية العمل من أجل كشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة من جهة وتحصين وضع المخيم بوجه أية محاولات لأخذه إلى توترات وأحداث تسيء لأمنه وقضية شعبه ولأمن واستقرار صيدا .

أثر الاجتماع تحدث فتحي أبو العردات باسم الوفد فقال: زرنا السيدة بهية الحريري وتباحثنا في مختلف الأمور ودائماً يكون على سلم مباحثاتنا الوضع الأمني وموضوع مخيم عين الحلوة وخاصة بعد الجريمة النكراء التي ارتكبت والتي ذهب ضحيتها أحد أبناء المخيم.

لقد شهد مخيم عين الحلوة الكثير من التحديات وخرج منها سالماً ونحن نصر اليوم من خلال تعاوننا مع أخوتنا اللبنانيين على كافة المستويات السياسية والعسكرية والأمنية أن يبقى مخيم عين الحلوة آمناً مستقراً هو والجوار، مدينة صيدا التي تشكل لنا الحاضن الأكبر والتي يشعر الانسان الفلسطيني فيها أنه في بيته ولا يشعر بالغربة أبداً .

أكدنا على أهمية ملاحقة هؤلاء المجرمين وهناك لقاء سيعقد في سفارة فلسطين سيحضره كل الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية المشتركة لأخذ الاجراءات الأمنية المناسبة ولعودة الاستقرار على قاعدة تقديم القتلة للعدالة وهذه قضية متفقين عليها شكلت اجماعاً فلسطينياً وطنياً فلسطينياً لبنانياً. وسنستمر في الحفاظ على أمن مخيماتنا لأن عنواننا الأول هو حماية الوجود الفلسطيني وعنواننا الثاني هو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بين مختلف المكونات الوطنية والإسلامية والعنوان الثالث تعزيز العلاقات الفلسطينية- اللبنانية.

وقال أبو العردات: "عملية الاغتيال أتت لتسمم الجو الايجابي الذي ساد مخيم عين الحلوة بعد عمليات التسليم وجزء منها كان عملية تسليم طوعي وجزء منها كان بالتنسيق مع أجهزة المخابرات اللبنانية وفي سبيل طي ملفات وهذه الخطوات تشكل مصلحة وطنية فلسطينية -لبنانية ."

وأضاف: هناك أيد خبيثة وأيد سوداء مجرمة استساغت القتل وكأنها بمنأى عن الحساب، لن تكون بمنأى عن الحساب ونحن يهمنا أن لا يلحق أذى بشعبنا وأن نعالج هذه الأمور على أساس أن يبقى هذا المخيم رمزاً وعنواناً وله وجه وطني عروبي باتجاه فلسطين.