بفعل صمود أبناء شعبه وتضحياتهم العظيمة، وبالواقعية النضالية الحكيمة، أنجز وينجز الرئيس أبو مازن الكثير من التقدم لفلسطين على الساحة الدولية، بحراكه السياسي الشجاع بامتياز، وبمواقفه التي تذكر تلقائيا بمواقف الزعماء التاريخيين للأمة العربية، كموقف الزعيم جمال عبد الناصر مثلا، حين رد على تهديدات الادارة الأميركية بقطع المساعدات عن مصر، بأنه سيرد مبلغ هذه المساعدات على "الجزمة" بما شكل صفعة قوية يومها للإدارة الأميركية.
وليس من باب المقاربات، ولا من باب التشبيه، ولا حتى من باب المجاز والكناية، ولكن من باب الإقرار بالواقع، فإن صفعة العصر الراهنة التي تلقتها الادارة الأميركية، هي صفعة (اللا) العباسية بلا أي جدل، والتي لا تزال الادارة الأميركية تتلوى في حيرتها جراءها، ولا تريد ان تصدق انها تلقت هذه الصفعة، من رئيس دولة صغيرة محتلة، ولا يملك من موازين القوى المادية أي شيء يذكر ..!!
وفي جولته الأخيرة من فرنسا الى ايرلندا الى الأمم المتحدة، ولقاءاته واجتماعاته الموسعة هناك مع العديد من القادة والمسؤولين الدوليين، كان الرئيس أبو مازن يضع فلسطين في موقع أكثر تفهما وحميمية في الوعي العالمي، بدلالة ان فلسطين في هذه اللقاءات وهذه الاجتماعات كانت تحظى بدعم كامل لموقف رئيسها أبو مازن الساعي للسلام والاستقرار، وتأييد أوضح لمبادرته الرامية لتحقيق هذا السلام وهذا الاستقرار، والتي طرحها في مجلس الأمن الدولي مطلع هذا العام.
ولأجل ان تواصل فلسطين حضورها الفاعل في مسيرتها الحرة، وتقدم على ترجمات عملية لقرارات أطرها الشرعية، من المجلس الوطني الى المركزي، دعا الرئيس أبو مازن الى سلسلة اجتماعات هامة لهذه الأطر بدأت أمس الأول باجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، وأمس باجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وآخر قريبا للمجلس الثوري لفتح، وتختتم باجتماع المجلس المركزي الذي سيكون معنيا بإقرار أجدى سبل التصدي للتحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا وقضيته ومشروعه الوطني التحرري، وفِي إطار ما يجعل من قراراته تمشي على قدمين في مسيرة شعبنا النضالية الحرة،والفاعلة بمقاومتها السلمية.
وكل هذا يعني انه آن أوان وحدة الصف الوطني ان تكون على أكمل وجه، آن اوان أن ننهي الانقسام البغيض، وان لزم الأمر بالجراحات العميقة لاستئصال هذا الورم الخبيث، وآن الأوان لنقد خطابات المزاودات الشعبوية، وخطابات التعالي العاجية، ووضع حد لها لصالح خطاب الواقعية النضالية بروحه الوطنية الجامعة ورؤاه العملية بلا أية ادعاءات واستعراضات.
مقبلون على مواجهات حاسمة، وأيام لن تكون صعبة اذا ما كنّا على قلب رجل واحد، انها طريق الحرية تتسع اليوم لكل الساعين لنعيمها، نعيم السيادة والاستقلال، وكل من يتخلف عن بلوغ هذه الطريق لن يكون إلا في الطريق الأخرى التي لا تقود لفلسطين الحرة، والتي لا نهاية لها إلا في مزبلة التاريخ .
مقبلون نعم على المواجهات الحاسمة، وكما قال العرب قديما "آن أوان الشد فاشتدي زيم".