محمد عبدالرؤوف القدوة الحسيني هو ....
(ياسر عرفات) (أبو عمار) (الختيار) (الرئيس الشهيد) (القائد الرمز) وكذلك (الأب القائد)... كلها ألقاب  وأسماء أحبها الشعب الفلسطيني، بل أن شعبا هو من  أطلق الكثير منها على الأخ أبو عمـــــــــــــــــار .
هذه الأسماء والألقاب جزء من اليوم الفلسطيني وجزء من الشخصية الفلسطينية.. هي جزء من اليوم الفلسطيني فلا يمكن أن يمر يوم بلا ذكر للشهيد القائد المؤسس.
ولا يمكن ان يمر نقاش عن فلسطين بدون أن يتم ذكر إسمه أو موقف له.
فهو الغائب الحاضر والحاضر الأكثر حضورا" في الغائبين والأهم بالنسبة لي بأنه الغائب الحاضر الأكثر تأثيرا" فينا.
هو النموذج والأيقونة التي تتم المقارنة بهـا.
وقد جعل هذا مهمـــة من يليه في القيادة من أصعب المهام ولولا تاريخية الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ووضوح سياسته وصموده السياسي وشخصيته النضالية التي تكونت بسنوات نضال طويل لكان من الصعب الخروج من ظل القائد الرمز... ولكنا بقينا نعيش في ظلال الفكرة والحضور حتى الآن.
أبو عمار ....
لم يكن طارئا" أو مؤقتا" فينـــا .. فلقد كان في تفاصيل التفاصيل .
أبو عمار دوما" صنع الحدث وترك للآخرين حرية التعليق عليه ....
أبو عمار دوما" سبق معارضيه  بخطوة أو خطوات وعرف كيف يجعل من محبيه كثر .
لقد شكل الراحل الكبير في مسيرته نموذج للقائد... متواضع ولا يقبل الإهانة... حاسم في قراره.. ديمقراطي مع محاوريه... مُخلص لزملائه... يختار من يعمل معه... هو رجل المستحيل الذي خرج من بيروت وقال أنا متوجه الى فلسطين.
هو من تحدي المستحيل وواجه الموت بموته ووقف أمام الإجتياحات كلها وحيدا" ومعه شعبه.
في ذكراه هذا العام سارع أبناء الشعب الفلسطيني الأوفياء  لتجديد العهد لهذا القائد الرمز.. البعض أحيا الذكرى بزيارة ضريحه والبعض بمظاهرات والبعض الآخر باحتفالات والبعض حتما" أحيا ذكراه بهدوء وصمت وأكتفى  بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة أو الدعاء له.
سيدي هذا العام ..
الضفة الغربية والقدس وكل المخيمات وأبناء حركتك الغلابة في كل مكان أحيوا ذكراك  وطبعا" كان لذكراك طعم آخر في غزة التي أحببتها دوما"
فلقد منعت حماس إحياء ذكرى إستشهادك ولكن شعبك هنـــاك أستذكرك وأحيا الذكرى وإن كان بصمت .
أخيرا" أقول في ذكراه ..
 إفتقده محبيه وأنصاره وأفتقده كذلك معارضوه.. وتناول ذكراه  الجميع حتى أعدائه فهو القرار الصعب والرجل المستحيل صاحب اللحظة وصانع الهوية الفلسطينية .
كنت قد كتبت في ذكراه العام الماضي وقلت سيدي نحبك الآن أكثر.
والآن أقول في هذا العام...
سيدي نحبك الأن أكثر وأكثر وأكثر....وحضورك فينا أكبر وأكبر وأكبر.
رحمك الله يا أخ أبو عمــار وأعان من بعدك على حفظ العهد وشعبك دوما" سيفتقدك ونرجو من الله العلي القدير أن يجزيك خيرا" عن شعبنا وقضيتنا  وما قدمته لنـــــــــــا.