شكرا للمرة الالف لهذه الهبة العظيمة، هبة الاجيال الفلسطينية الجديدة، فهي فتحت لنا الطريق جميعا لحياة من نمط جديد، واسقطت امامنا جميعا رهانات دولة الاحتلال وقادة، فهم رغم النغمة الصاخبة التي يتحدثونها يقفون عاجزين عن التعامل مع هذذا الانبثاق النوعي في حياة الشعب الفلسطيني فوق ارضه في القدس وعموم الضفة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، وفي قطاع غزة وفي الجليل والمثلث والنقب والتفاصيل اليومية لهبة القدس بأجيالها الجديدة أشبه بنهر متدفق عظيم، بحيث إن كل مؤسسات ومنظومات وهياكل دولة اسرائيل تبدو مرتبكة اشد الارتباك، والمستوطنون في قلق على المصير وانظروا الى تشنجات مجالس الاستيطان، والحوار مرتبك داخل اسرائيل حول اجتياح للضفة او عدم اجتياحها، وشن حرب على غزة او ابقاء الوضع على حاله، بل ان نتنياهو حليف المستوطنين الاول حاول ان يستعين بأميركا لدعم الكتل الاستيطانية، عندما التقى كيري، فالاستيطان ليس راسخا رغم كل العربدة، هو ليس شرعيا ولن يكون، وها هي اسرائيل تبحث له عن شرعية بطلب الدعم الأميركي، والاصوات المتدفقة بجنون نحو اليمين والتطرف والارهاب لا يزال فيها اصوات تقول كيف تطالبون باجتياح الضفة أوليست كل الضفة محتلة وقوات الجيش تسرح وتمرح في انحائها كل يوم، نجتاح ونغلق ونهدم ونعدم في الميدان، وحمى الارهاب وصلت الى اروقة وزارة العدل، والى مشاريع القوانين التي يصدرها الكنيست، ومضاعفة حجم قوات الجيش، والاوامر المفتوحة بالقتل حتى للاطفال الفلسطينيين؟؟؟

هذه الاجيال الفلسطينية الجديدة، ميزتها العظيمة انا غير مبتلاة بالخلافات التافهة المفتعلة، ربما في الايدولوجيا تكون منتمية لكل الفصائل بلا استثناء، لكنها في الميدان لم تستحضر اي مفردة من مفردات الخلاف، ربما الحديث الدائر حول هذه الهبة/ الانتفاضة/ الاشتباك الشعبي، عند الحديث عنها من خارجها نسمع بعضا من بقايا قاموس الاختلاف والانقسام والمماحكات السطحية، واننا على يقين مطلق أن هؤلاء الشباب لا احد فيهم يعرف او يهتم بمصطلح الاطار القيادي المؤقت، فالفرصة وهي متاحة امام كل الفصائل لتلتقي وتقرر إن كانت صادقة الارادة، وهي تستطيع في ايام ان تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي مدعوة بإلحاح جميعها للمشاركة في اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني، فلماذا القفز عن الحقائق البسيطة الواضحة والغوص من جديد في اوحال الاوهام، ما هو الطارئ الرهيب الذي حصل ويبرر بيع املاك الشعب الفلسطيني وسرقة مستقبله في ارضه بدعوى دفع رواتب موظفي حماس، هؤلاء الموظفون لهم صيغة متفق عليها فلماذا لا تطبقونها، بل انني اسمع في بعض الاحاديث المتناثرة من بعض من يطلقون على انفسهم الالقاب الفارغة جزافا، مثل لقب خبير في الشؤون الاسرائيلية، وبعض الاكاديميين كلاما مؤسفا بأن هؤلاء الشباب كيف يواصلون معجزتهم منذ شهرين، وكيف ينفتح المدى من القدس الى الخليل الى نابلس وجنين، ورام الله وطول كرم وقلقيلية وكافة المناطق، ارجوكم ايها الخبراء كفوا عن هذه الهبة المباركة شركم، ندعو الله ان يحميها منكم، واقول لكم هؤلاء الشباب اكثر ثراء في الميدان واكثر خبرة في تفاصيل هذا الاحتلال، واكثر تجرعا بطعم المرارات، والحراكات الشعبية الشاملة، هي التي تصنع مداها، والمدى هو رحيل الاحتلال.