كرّس برهان الدين العبوشي جهده الفكري والأدبي في صميم القضية الفلسطينية، من خلال نظرته الكلية الى الاحتلال الاستعماري  البريطاني المتحوّل فيما بعد الى احتلال صهيوني اسرائيلي لأرض فلسطين. ومن يقرأ سيرة حياته سيكتشف ان العامل الوطني في هذه السيرة كان الغالب على جميع تحركاته وقناعاته السياسية. ودفع في سبيل ذلك ثمناً كبيراً جرّاء التنافر العميق بين الواقع المتمثل في قصور الامة العربية عن مناهضة المستعمر وخططه الرامية الى احلال اليهود على ارض فلسطين بقوة السلاح والتآمر، وبين شعب يقف متصدياً لهذه الهجمة متحفزاً بدوافع وطنية للحفاظ على تراثه وارضه، والذي لا يزال شعبنا يدفع ثمن ذاك القصور الذي لا يزال مستمراً الى يومنا هذا، وعدم مساعدة هذا الشعب بالشكل المطلوب على كافة الصعد ليتمكن من تحقيق اهدافه في التحرر والاستقلال.
 برهان العبوشي المولود في جنين يعتبر احد الشعراء الطليعيين المنادين بالمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي للارض العربية، وخاصة الانكليز. ترعرع على ارض فلسطين وانهى دراسته الابتدائية فيها، ودراسته الثانوية في كلية النجاح بنابلس ثم انتقل الى لبنان ليكمل دراسته فالتحق بالجامعة الامريكية ببيروت العام 33. ولم يتمكن من اكمال دراسته الجامعية بسبب مواقفه الوطنية – والقومية فطرد من الجامعة في مطلع السنة الدراسية الثانية ولم تتمكن هذه الجامعة من تحمل هذه المواقف. انتقل بعدها للعمل،  فاشتغل موظفاً في البنك العربي بطبريا.
 الا انه أبى الا ان يشارك في ثورة 36، فانتقل الى القدس للمشاركة في هذه الثورة، وعندما اعتقل نفي الى صحراء سيناء، ثم اعتقل مدة عشرة أشهر بعد مصرع الحاكم البريطاني آنذاك (اندروس). انتدب الى العراق ليعمل في مجال التدريس في العام 39، وهناك شارك في ثورة رشيد الكيلاني في الـ41، وصدر أمر القاء القبض عليه فتوجه الى الموصل ومن هناك الى دمشق ثم انتقل الى جنين متخفياً. وفي 48 شارك في معركة جنين مع المجاهدين الفلسطينيين جنباً الى جنب مع الجيش العراقي، ثم انتقل نهائياً الى العراق في الـ 49 ليعمل مدرساً للغة العربية، قام خلالها بالتنقل بين مدنه. يقول في بعض أشعاره الداعية الى القتال وبث روح المقاومة والعزيمة: "هاتِ السلاح واطلق سَرْح لاجئنا/ على العدو يذقه النار تتّقدُ." الى أن يقول: "اللاجئون هُمُ آساد أمتنا/ والنصر منهم وفيهم يثأر الولد ".
نشر العبوشي شعره في الصحف والمجلات العربية وله دواوين شعرية: جبل النار، النيازك، الى متى، جنود السماء. وله مسرحيات شعرية: وطن الشهيد، شبح الاندلس، عرب القادسية، الفداء. وله مذكرات شخصية نثرية: من السفح الى الوادي ألبّي صوت أجدادي.
يعتبر العبوشي وطنياً صادقاً في نهجه، أخذ مسار الواقعية الشعرية، فصوّر مظاهر القمع والتنكيل التي اقترفتها بريطانيا ومن ورائها الاهداف الصهيونية وجرائمها وقمعها قبل النكبة وبعدها. يقول: "أبعدما بعتم صهيون حرمتنا / وعرضنا تبتغون العرب اخوانا/ لا كانت العرب ان مدت لكم يدها/ بغير سيفٍ تجلّت فيه أحزانا/ ان كان لا بد ان تبقى مواطننا/ مستعمرات فإنّ الموت قد هانا".
لم تقتصر قصائد برهان الدين على وصف الاعمال التي يقوم بها المستعمر وما تلاه من احتلال، بل صوّر صمود الشعب الفلسطيني في مواجهته واستمراره في النضال. يعتز العبوشي بهذا الجهاد فيقول: "نغامر لا نرضى سوى المجد موطنا/ ولسنا نبالي إن نأى الموت او دنا/ لنا حقنا الوضاح لسنا نبيعه/ وكيف يبيع الحق من كان مؤمنا". تحمل العبوشي الآلام والمشاق في سبيل الدفاع عن القضية، وقام بدور ايجابي من خلال اشتراكه في المناسبات الوطنية وغيرها، والقاء هذا الشعر على مختلف طبقات الشعب فكان يكتب شعره بعرقه ودمه وليس بخياله.
من المعروف ان الشعر الفلسطيني شعر غنائي بوجه عام، الا انه استطاع ان ينتزع من النكبات والثورات والتطورات والاحداث صورة الانسان الفلسطيني بواقعية الثائر يقول: " من كان يطمع في الخلود/ ففي فلسطين الخلود / في قلبها سكن الشهيد وبالشهيد غدا تعود".
يتمتع الشاعر العبوشي بعبقرية فذة ونظرة ثاقبة، ويعتبر من الشعراء الفلسطينيين  الاوائل والقلائل الذين كتبوا الشعر المسرحي ورفعوا من خلال هذا الشعر راية الكفاح المسلح في وجه المحتل. الا ان ما ينقص هذا الشاعر أن يأخذ مكانته  في الشعر الفلسطيني المقاوم.