لا زالت فعاليات إحياء الذكرى ال 67 للنكبة تتوالى في بيروت، فعقب صلاة الجمعة 15/5/2015، نظّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اعتصاماً شعبياً وفصائلياً، أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة. بحضور الناطق الرسمي لحركة "فتح" في الضفة الغربية أسامة قواسمي، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة بيروت، وممثل سفارة دولة فلسطين خالد عبادي، وممثل حركة الجهاد الإسلامي علي عثمان، وممثلو فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني في المخيم، وكافة الأطر الفتحاوية والمكاتب الحركية، وحشد من الأهالي وكبار السن ووجهاء المخيم.


بداية ألقى أبو عفش كلمة جاء فيها: "سبعة وستون عاماً والنكبة ما زالت مستمرة، وشعبنا لا يزال ينزف دماً وعرقاً، ولكن الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت في 1-1-1965 أكدت للعالم أجمع أن شعبنا الفلسطيني لا يركع للذل والهوان، نحن في الذكرى 67 للنكبة والذكرى الرابعة لاستشهاد أبناء مخيمات لبنان الذين استشهدوا على حدود وطنهم فلسطين من أبناء شعبنا في لبنان ومخيم اليرموك ليؤكدوا أن بوصلة الشعب الفلسطيني هي فلسطين، إنَّ ما يجري في مخيم اليرموك هو عار على جبين الإنسانية وجبين الأمة، هذا الشعب الذي أثبت في كل لحظة من لحظات حياته أن بوصلته فقط القدس وفلسطين وكل من تنحرف بوصلته عن فلسطين فهو مشبوه، نحن أثبتنا كل الشعب الفلسطيني بقيادة فصائله على اختلاف توجهاتها وتنوعها بأننا مع السلم الأهلي في لبنان وأننا لسنا شوكة بخاصرة الدولة أو المقاومة أو الشعب أو المؤسسات وإننا جسر عبور للمتخاصمين في هذا البلد وقد شهد لذلك كل الرؤساء، نقول للقوى الأمنية اللبنانية بأننا لم نحم الفلسطينيين بهذا الموقف فقط وإنما حمينا السلم الأهلي اللبناني".

وأضاف: "نسأل أين حقوقنا المدنية والإنسانية؟ أين حقنا بالعيش الكريم على قاعدة الحقوق والواجبات؟ أين الوعود بإعادة اعمار مخيم نهر البارد؟ باختصار نحن عائدون وحق العودة حق مقدس لا يمكن لأحد أن يتنازل عنه، هو حق فردي وحق جماعي نقول لا لكيان فلسطيني على جزء من الدولة تحت أي مسميات كانت، نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة مطلقة على الأرض الفلسطينية".

وأكد ابو عفش أن الوحدة الوطنية هي المصلحة الفلسطينية وأن الانقسام الفلسطيني هو خدمة للكيان الإسرائيلي، ونحن نمد أيدينا للمصالحة، لوحدة الأرض والشعب حتى تحقيق الانتصار على الكيان الصهيوني واجراءاته التعسفية.

وعن الأسرى قال: "إن ملف الأسرى أصبح جاهزاً ليقدم إلى محكمة الجنايات الدولية، إن الهجوم الفلسطيني والذي سماه العدو الصهيوني الارهاب الدبلوماسي هو ما أجمعت عليه القيادة الفلسطينية، وجماهير شعبنا تقف خلف القيادة الفلسطينية".

 علي عثمان قال: في مثل هذا اليوم من العام 48 وبعد 67 عاماً من النكبة عن أي نكبة نتكلم عن نكبة فلسطين؟ عن الزلزال الذي أصاب فلسطين والأمة العربية؟

إذا كنا نفكر ولو للحظة أن قضيتنا هي قضية الأمة فقضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، فأين الأمة العربية والإسلامية من فلسطين ومن قضيتها؟ إن الأمة اليوم تنحدر إلى الهاوية وهي اليوم تعيش الزلزال الذي أصاب فلسطين وشعب فلسطين منذ النكبة وحتى اليوم ماذا فعلت هذه الأمة عندما كانت فلسطين هي الأولوية والقضية المركزية للأمة العربية وكنا نرى بقعة أمل ولكن لم يبق لفلسطين سوى ذكرى عند هذه الأمة، نحن أبناء فلسطين لن نتخلى عنها سنبقى على نهج المقاومة والجهاد بكل أشكاله لن نقبل المساومة على فلسطين.

وشدد عثمان على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وعلى وجود مشروع وطني فلسطيني لا يكون مستنزفاً من أي جهة كانت، لافتاً أن الحوار الفلسطيني هو الأساس يجب التخلي عن  أي مكاسب، وعن المناصب لمصلحة فلسطين ولمصلحة الأمة والقدس والشهداء والأسرى.

وأضاف عثمان: نطالب الجميع بالوحدة وأن يكون حوار فلسطيني فلسطيني يحفظ الدم الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ويكون مشروع وطني فلسطيني تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية على أرضية الثوابت الفلسطينية، على أرضية ميثاق منظمة التحرير، على أرضية حق العودة والمقاومة بدون اعتراف بهذا العدو.

علينا في لبنان أن نبدأ بالوحدة داخل المخيمات، أن يكون لنا مرجعية فلسطينية واحدة تلتزم بقرار وطني فلسطيني لحماية المخيمات، وتوحيد اللجان الشعبية والأمنية.

القواسمي قال: باسم حركة "فتح" حركة الشهداء، حركة الأسرى المناضلين خلف قضبان الاحتلال الذين نبعث لهم بالتحية تلو التحية وهم يتحدون سلطات الاحتلال بعزيمة فتحاوية فلسطينية لا تلين حركة أبو إياد صلاح خلف، حركة أبو جهاد خليل الوزير والكمالين وماجد أبو شرار، حركة سعد صايل نموت واقفين ولن نركع، حركة أبو إياد، حركة سيد الشهداء ياسر عرفات الذي لم ينحن يوماً الا للواحد القهار الذي سجل ببذته العسكرية وبكوفيته، عبر عقود من الزمن معاني العزة والكرامة للشعوب الحرة وليس فقط لفلسطين.

واستطرد قائلاً: جئناكم من الأرض المحتلة، من مخيمات الداخل إلى برج البراجنة، لنؤكد لكم أن المشروع الصهيوني سقط لا محال. أرادونا خارج وداخل، أرادونا شعب بلا أرض، بلا هوية، بلا فلسطين، نقول لنتنياهو ها هو شعب ياسر عرفات شعب منظمة التحرير يقف اليوم بعد 67 عاماً ليقول سقطت مؤامراتكم وخططوا ونفذوا واوهموا واقصفوا بطائراتكم مخيماتنا في لبنان وغزة ونابلس والخليل، نقول لكم جيلاً بعد جيل، سنحمل الراية نحو القدس عاصمة دولة فلسطين، حلم  ياسر عرفات أن يرفع علم فلسطين خفاقاً فوق كنائسها ومساجدها وأسوارها.

أيضاً وضمن سلسلة فعاليات النكبة نظم المكتب الحركي الكشفي في بيروت "مجموعة الكرامة الكشفية" معرض صور يحاكي قضية الشعب الفلسطيني منذ النكبة حتى عامنا هذا بين اللجوء والتشرد والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وصولاً لاستشهاد الشهداء الست على حدود فلسطين في مارون الراس.

بالإضافة لمعرض الصور قام الأطفال برسم لوحات تعبيرية عن حملهم الراية جيل بعد جيل ورسموا لفلسطين وحلم العودة والعلم الفلسطيني، كما قدموا لوحات فنية تراثية. هذا وبعد الإعتصام جال القواسمي وأبو عفش والمعتصمون في المعرض.