القصيدةُ  تَشكُو... ألمَ  الجُروح ...

لمطبعونَ  يضربونَ على الدُفوفِ ..

يتمايلونَ  طَرباً واحتفاءً بالمَهزلة ...
يَسودُ الهرجُ والمرجُ المكان ..
لكنَ البحرَ  يَحيا  بين مَدٍ وجَزر...
لا يَملُّ الموجَ وتستمرُ فيهِ الحَياة..
***
الصِغارُ يَلعبونَ ، يَلهوُنَ ..
تحتَ ظِلِّ  شَجرةٍ باسِقةٍ ..
 خَضراءَ ...
تَنمو يانعةً ..
على  ضَفةِ  النَهرِ ..
 تُؤتِي أُكُلها ..
 بعدَ صَيف .. 
***
تباً لمن صَفقَ لِلدَّمِ المَهدورِ ..
دونَ عِقاب..
تباً لمن ابتهَجَ لِصورِ الدَّمار ..
والخَراب ..
***
اشلاءُ الشُهداءِ  لا زالت تَنزفُ عِطراً..
تُشعلُ ناراً  من  تحتِ الرُكامِ والرَّمادِ  ..
***
تباً لِمَن رَّقصوا  وتَمايَلوا ..
على آهاتِ الوَجَع..
و  صرخاتِ الأَلمِ ..
  دُونَ اِحساسٍ ..
دونَ حِسابٍ واعتِبارٍ ..
لكلِّ اصنافِ الخوفِ و الهَلَع ..
***
  هِيَّ جمرةٌ واحدةٌ ...
 بَقِيتْ  تَحتَ  الرَّماد...
هِيَّ ابتسامةٌ  واحدةٌ...
تَسكنُ بينَ  الشَفتين...
  يَسودُ المَشهدُ  ..
صَوتُ الجَريحِ ..
صورةُ الشَهيدِ مُبتَسماً ..
***
 التَوجُسُ كانَ  يكمنُ ...
في  مكانٍ  آخَر ..
 لِتكتملَ فُصولُ الرِّوايةُ ..
***
عِندَ  الفَجرِ...
تَوقَفتُ  عن  القِراءةِ...
لم  يبق لِي  في الروايةِ...
غَيرُ  صفحةٍ واحدةٍ ..
هيِ جمرةٌ واحدةٌ ..
 تكمنُ تحتَ  الرَّماد..
والقَصيدةُ تَشكُو المَ الجُروُح ..