يبدو ان حركة حماس اضاعت الحج الاول الى مكة وتطالب بحج ثان من خلال تصريحات قادتها الداعية للحكم السعودي الى تولي شأن المصالحة الفلسطينية "بمكة 2".
لم تكن هناك نوايا صادقة لدى حركة حماس لانجاح اتفاق مكة الاول فكيف ستكون في اتفاق "مكة 2" ؟ وكان الحكم بيد حماس آنذاك لكنها بررت الانقلاب على حكومتها لتنفرد بحكم غزة بدعوى وجود مؤامرة عليها وحتى الآن لم نسمع سطرا عنها، ولم تقبل حتى الآن اي شراكة في غزة بل انها في الوقت نفسه تتملص من اتفاق المصالحة وما قبله وتريد القفز الى "مكة 2" متجاوزة الدور المصري, وكأن الرياض بهذه السذاجة حتى تقبل استبعاد مصر من المعادلة بناء على رغبة حركة حماس. فحركة حماس انما تحاول تهميش مصر والعودة الى الدعم الخليجي وايجاد تغطية لما يحاك في الكواليس والدردشات حول هدنة طويلة الأمد وميناء ومطار وهي المطالب التي بحثت من قبل تركيا وقطر في باريس اثناء حرب غزة العام الماضي في غياب مصر والسلطة الوطنية.
لم ولن ينفع حركة حماس هذا الحراك المتردد في الهواء بين الرياض وطهران.. واسطنبول لأن الحراك المثمر يكون بين غزة ورام الله وبين الاخيرتين والقاهرة فقط. وكل جهد اخر يكون مكملا للجهد المصري وليس بديلا عنه. لأن قدر غزة ان تكون بوابة مصر الشرقية وقدر مصر ان تكون خط الدفاع عن المشرق والمغرب العربي عبر التاريخ. ولا يمكن استبدال هذا الدور لأنه قدر تاريخي. وليس من الحكمة ان يتنطع بعضنا لتجاوز الدور المصري الا اذا كانت مصلحته الحزبية الضيقة فوق المصلحة الفلسطينية العليا. وهو ما تفعله حماس حتى الان.