يعاني أكثر من 70 فلسطيني في مخيم نهر البارد معظمهم من الأطفال من حالات السرطان وأمراض مستعصية أخرى، ما يدعو إلى القلق الشديد، والمناشدة السريعة، والتدخل لإنقاذ المصابين قبل فوات الأوان، ويمثل الطفل عبيدة عبد المعطي، مثالاً على هذا الواقع الصعب.

فالطفل معطي كبقية أطفال المخيمات، يعاني الألم والحرمان في وقت واحد، فهو لا يملك قوت يومه، ولا تستطيع أسرته تغطية نفقات علاجه، و"الأونروا" والمؤسسات الدولية والإنسانية الأخرى، غائبة عن السمع، ولم يعد أمامه سوى مناشدة أصحاب القلوب الرؤوفة، والأيادي البيضاء، لتقديم مساعدة له قد تنقذه من براثن المرض، وتتيح له فرصة ممارسة حياته كأي طفل طبيعي في العالم.

ومن بين هذه الحالات الطفلة مريم شريف محمد(7سنوات)، التي تعاني من سرطان الدم منذ 5 أشهر، وفق الفحوصات العديدة في مستشفى النيني والجامعة الأمريكية، وكانت الأونروا تغطي العلاج ضمن حالة الطوارئ، غير أن ومع بداية شهر أيلول وإلغاء حالة الطوارئ، تخلت الأونروا عن استكمال علاج مريم ما وضعها واقع حرج، فهي تحتاج إلى أربع مراحل للعلاج، والمرحلة الأولى انتهت قبل انتهاء حالة الطوارئ، وهناك ثلاث مراحل للعلاج ستكون على عاتق العائلة التي لا تستطيع إكمال العلاج، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه المخيم، وتكلفة العلاج غير معروفة بسبب عدد الجرعات وكميتها ولكن تكاليف العلاج باهظة جداً.

وتقول والدة مريم : "إنها ستشارك في جميع الإضرابات ويجب على الجميع الاستمرار بهذه التحركات، وهناك أشخاص مصابون غير ابنتها، وهناك حالات الأمراض المزمنة الكثيرة، يجب أن نقف جميعاً معاً حتى تتراجع الأونروا عن قرارها الظالم بحق أهالي مخيم نهر البارد".

أما الطفلة سبيل عوض عبد الله (3 سنوات) فتعاني من جرثومة في النخاع الشوكي وهي بحالة صعبة جداً، إذ أنها مصابة أيضاً بفقدان الدم وتمر بغيبوبة في بعض الأحيان، ومنذ إلغاء حالة الطوارئ لم تعد "الأونروا" تتحمل علاجها، علماً أن كلفة العلاج باهظة.

وقالت شقيقة سبيل أن "أبي لا يعمل ولا يوجد مدخول للبيت، ولا أحد يتعرف علينا بشيء، ويجب الاستمرار في الإضراب وإقفال المدارس، حتى تتراجع "الأونروا" عن قرارها".

ومعروف أن أهالي مخيم نهر البارد، يمرون بضائقة صعبة، ويعتصمون يومياً أمام مكاتب "الأونروا" احتجاجاً على تقليص خدماتها، بخاصة الإستشفائية منها، بعد إلغاء حالة الطوارئ.