الى اي مدى تأثّر اللواء سلطان ابو العينين بشخصية الشهيد الرمز ياسر عرفات؟
تعرَّفت الى القائد الشهيد ياسر عرفات في العرقوب اللبناني العام 1969 بحكم عملي واختصاصي في قوات الثورة الفلسطينية، وفي سنوات لاحقة وفي نفس الاقليم رافقتُه في كل محطاته القيادية والعسكرية والسياسية في الجنوب اللبناني.
كنت معه في معارك ومواجهات الثورة الفلسطينية ضد الكيان الاسرائيلي، وكنت التقي به كباقي قادة القوات لتقييم المعارك والمواجهات مع العدو الاسرائيلي. وفي سنوات الانشقاق كنتُ اولَّ من ابلغه بسيناريو الانشقاق والبنادق المأجورة التي حاولت شق وحدة الفلسطينيين ولكنها رُدَّت على اعقابها مهزومة مدحورة.
وبعد خروجنا من بيروت واستقراري في اليمن قررت العودة الى لبنان في العام 1983. وعندما اعلمته بقراري احسست بخوفه الشديد علي، وأحسست انه يودّعني كأني اعز الناس على قلبه... لن انسى هذا الوداع طالما حييت.
حاولَ كثيرًا منعي من العودة الى بيروت لأنه كان يخاف علي وشعرت به والدًا حقيقيًّا يتمسّك بابنه ويخاف عليه خاصة بعد مذبحة صبرا وشاتيلا.
للرئيس الشهيد ياسر عرفات بصمة كبيرة في شخصيتي وفي حياتي، وله قرارات شكّلت مسيرة حياتي ومسيرة وحياة ابنائي ودراستهم وتخصصاتهم. كنت على اتصال مباشر به، وكان هو يتصل بي لحظة بلحظة لمعرفة تفاصيل التفاصيل حول ما يجري في بيروت بعد الخروج عام 82.
اتذكر كيف خضتُ باسمه وباسم القرار الوطني المستقل حربًا صعبة مع المنشقين في المجلس الثوري - ابو نضال، حيثُ كان الوالد ابو عمار يدير المعركة من خلالي ويطل على المعركة لحظة بلحظة، وكان يعتبرني مع اخوتي المقاتلين في بيروت ولبنان شوكة في حلوق اعداء الثورة الفلسطينية.
ياسر عرفات علامة فارقة في حياتي، عشتُ له دوما ولم يتركني في اية لحظة رغم مرارة بعده عني وعن لبنان. وهو الى اليوم الاب والمعلم والقائد المؤسس وبوصلتي في كل حياتي السياسية والنضالية.

برأيكم ما هو المطلوب من حركة فتح ازاء الهجمة الشرسة على قيادة "م.ت.ف" وعلى المشروع الوطني الفلسطيني؟
على حركة فتح قيادة مرحلة استنزاف طويل الامد ضد اسرائيل قبل ان تدخل رسميًا، وبتخطيط، في انتفاضة ثالثة. ويكون الاستنزاف عبر اطلاق العقل الحركي للقيام بعمليات كفاحية تؤلم اسرائيل اقتصاديًا وتجعل المجتمع الاسرائيلي يدفع ثمنًا من امنه ومن دخله الاقتصادي، وعبر تبني الكفاح الوطني الفردي الذي يتواصل ولا يجد من يتبناه.
وفتح حاليًا تقود برنامج مقاطعة قوي لاقتصاد الاحتلال، وهذا القرار مدعوم سياسيًا وتنفّذه كل اذرع الحركة وكل ممثليها في السلطة الوطنية، وهو برناج فعّال ومن الضروري استمراره وتعميمه.
كذلك فإن فتح ماضية في بناء مؤسسات الدولة داخليًا وخارجيًا، والعالم بدأ يعترف بنا وعلاقات فتح مع الاحزاب الاوروبية بدأت تؤتي ثمارها في البرلمانات التي بدأت تصوّت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.
الحركة رغم ما يقال عنها جاهزة لكل التطورات، وتجربتي تقول ان هذه الثورة لن تنطفئ.
ستعود "فتح" وتبقى قائدة الفعل الكفاحي الفلسطيني وحاضنة فكرة بناء الدولة مهما كانت المصاعب والعقبات.