تحقيق/ غادة اسعد

عرفتهُ عن قُرب وأنا في الثامنة عشرة من عمري، كنتُ مولَعة بِه وبمحمود درويش، كانت قصائدهما تسحرُني. في مكاتب "صحيفة كل العرب"، كُنا نلتقي يوميًا بحكم عملي كمصمِّمة غرافيك، وكان يحلو لي الحديث معه عن الشِعر والأدب، وكنتُ أتقرُب له في بعض الأحيان، حينَ أسمعه يتحدث عن الشاعر الراحل محمود درويش، كان يتصل بِه هاتفيًا، وفي إحدى الأيام اتصل بِه "الشاعر محمود درويش"، وكنتُ أنا مَن ردّ على الهاتف في الصحيفة، وإذ بدقات قلبي تتسارع فرحًا، لأنني قلتُ له "ألو". كانت هذه بداية تقرُبي مِن الشاعر سميح القاسم، صارحته أنني أكتبُ الشِعر، وأنني أجهّز لديوان، واطّلعَ على قصائدي، فدعمني وطلب إلي مواصلة الطريق، ورغم افتراقنا، بعد تَركي للعمل، إلا أنه ظلّ كبيرًا في مكانته وصوته وحضوره وصورته، وأحمدُ الله أنني لم ألتقه مريضًا، لا أحبُ لصورته التي رسمتها وأنا في الثامنة عشرة من عمري، أن تتغيّر بعد عشرِ سنوات وأكثر.
رحل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، الذي لم يمهله المرض "العضال" أكثر، كي يُكمل قصيدته الأخيرة، لكنّ كتاباته، التي تجاوزت الـ70 إصدارًا، ستبقى ذُخرًا وتاريخًا يجمعُ الرفيقين الراحلين شاعرَي المقاومة سميح القاسم ومحمود درويش.
وكان في وداع الشاعر، الذي  رحلَ الثلاثاء الماضي في 19/8/2014 عن عمرٍ ناهز 75 عامًا، عشرات الآلاف من أبناء شعبه ومُحبّيه الذين شاركوا في جنازته الشعبية المهيبة يوم الخميس 21 آب 2014، في مسقط رأسه "الرامة" في الجليل على سفح جبل حيدر.
استعصى سميح القاسم على الموت، وظل يصارعه على مدى ثلاث سنوات، تحت وطأة مرض السرطان اللعين. ورغم أنه أدرك بعين الشاعر، وقلب الطفل، أن الموت يتناثر من حوله، في الشوارع وفي الساحات وفي القرى والمدن، حتى صار حالة فلسطينية بامتياز، تجدد نفسها كل يوم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، فإنه مثلما عاش قصيدته مرفوع الرأس، عاش أيضا الموت مرفوع الرأس، لم يراهن عليه، وإنما كان رهانه الأساسي على نصه الشعري وما يفيض عنه من كتابة أخرى، امتدت إلى القصة والرواية والمسرح وقضايا الفكر والثقافة بوجه عام.


حياته
ولد الشاعر الفلسطيني سميح محمد القاسم آل حسين، أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاوَمة، في 11 أيار العام 1939، في مدينة الزرقاء الأردنية خلال عمل والده شرقي الأردن، وتزوج ابنة عمه نوال وله منها 4 أولاد: (وطن - محمد) وعمر ووضاح وياسر.
ودرس القاسم في مدارس بلدتي الرامة والناصرة (الجليل)، ثم عمل مدرّسًا في إحدى مدارس الكرمل، لكنه فُصل من عمله بسبب مواقفه السياسية، وأسّس مع ناشطين وإخوان له من أبناء الطائفة الدرزية تنظيمًا رافضًا للتجنيد المفروض على أبناء الطائفة الدرزية، وهو من مؤسسي لجنة المبادرة الدرزية الرافضة للتجنيد الإجباري، وكان من أوائل الرافضين للتجنيد، حتى تقرّر إعفاؤه من الخدمة العسكرية.
سُجِن سميح القاسم أكثر مِن مرّة، كما وُضِع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي، وطُرد من عمله مرّات عدة بسبب نشاطه الشعري والسياسي ورفضه الخدمة العسكرية.


ما بين مشواره الصحفي وغزارة انتاجه الشعري
بدأ القاسم حياته السياسية الصحافية في مجلة "هذا العالم" التابعة لحزب "المبام" اليساري إلى جانب الشاعر المعروف الراحل راشد حسين، حيثُ كتب المقالة السياسية فيها، ثم انتقل إلى صحيفة "الاتحاد" (لسان حال الحزب الشيوعي)، وانضم لصفوف الحزب الشيوعي حتى أواخر الثمانينيات إبان انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، وبعدها إلى صحيفة "كل العرب"، التي شغل فيها منصب رئيس تحرير من العام 1991 وحتى العام 2002، عندما أصيب في حادث سير خطير، ولم يستطع بعده العودة للتحرير، لكنه ظلّ رئيسًا فخريًا للصحيفة المحلية واستمر بنشر مقاله الأسبوعي "نقطة سطر جديد".
أسّس سميح القاسم إتحاد الكتّاب والشعراء العرب الذي ضمّ معظم الكتاب والشعراء، وعمل على توحيده مع رابطة الكتّاب والشعراء الفلسطينيين تحت اسم الإتحاد العام للكتاب والشعراء العرب.
وهو أكثر الشعراء زخمًا في الكتابة، له عشرات الدواوين الشعرية، تناول خلالها كفاح ومعاناة الفلسطينيين، وفي الثلاثين من عمره كان قد نشر 6 مجموعات شعرية حازت شهرة واسعة محليًا وعربيًا.
وحمَل القاسم لقب شاعر المقاومة الفلسطينية، هكذا اختار الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، أن يسميه، مع رفاق دربه محمود درويش وحنا أبو حنا وتوفيق زيّاد وسالم جبران وغيرهم.
أسس منشورات "عربسك" في حيفا، مع صديقه الكاتب عصام خوري عام 1973، وأدارَ فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا، ومن أبرز انجازاته أنه:
*شغل منصب -  رَئِسَ تحرير الفصلية الثقافية "إضاءات" التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب د. نبيه القاسم. وكان من أغزر الشعراء العرب فأصدر 70 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة وصدرت أعماله الناجزة في سبعة مجلدات عن دور نشر عّدة في القدس وبيروت والقاهرة. وتُرجمت معظم قصائده إلى الانجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.
*حصل الشاعر سميح القاسم على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدة مؤسسات فنال جائزة: "غار الشعر" من إسبانيا، وجائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، وحصل على جائزة "البابطين"، وحصل مرتين على "وسام القدس للثقافة" من الرئيس الراحل ياسر عرفات. وحصل على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة "السلام" من واحة السلام وجائزة "الشعر الفلسطينية.
القاسم ودرويش وسرُ الصداقة بينهما
ارتبط الاسمان بالقضية الفلسطينية وببعضهما البعض، وسُميا إلى جانب آخرين بـ"شعراء المقاومة" لكن بينهما كانت منافسة إيجابية في الإبداع، وربطت سميح علاقة متينة بالشاعر الراحل محمود درويش وأسرته وإخوانه.
وتبادل الشاعران رسائل أطلقا عليها اسم "رسائل بين شطري البرتقالة" صدرت في كتاب. وعند رحيل الشاعر محمود درويش عام 2008، رثاه القاسم وكان عريفًا في تأبينه بمدينة رام الله.


الكاتب سهيل كيوان: منتصب القامة في حياته ومرضه ورحيله
عرفه الكاتب قبل أن يعمل معه خلال العام 1998، في صحيفة "كل العرب"، قبلها كان قد شارك في حفل زفافه، حيثُ قال كيوان لمجلة "القدس": "أذكر يوم زفافه من قريبته (نوال- فيما بعد أم محمد) في إحدى قاعات الأفراح في مدينة عكا، فقد حضر المئات من الشبان المتحمّسين، وكنتُ واحدًا منهم، إلى فرح شاعرنا المحبوب بدون دعوات خاصة، الأمر الذي حوّل الفرح إلى تظاهرة وطنية، خصوصًا أنّ الأغاني الوطنية وشعر القاسم بإلقائه هو نفسه تخلّلا السهرة".
وأضاف: "بحكم قرب قريتي "مجد الكروم" من قريته صرنا نسافر معًا إلى الناصرة، ذهابًا وإيابًا، فكنا نقضي مسافة الطريق بالحديث في السياسة والأدب وسماع الأغنيات، أحبَّ أُم كلثوم، كان ناقدًا فنيًا ذا حساسية فائقة، وكان يطلب مني إعادة مقطع ما من بضع ثوانٍ لأم كلثوم مرّات ومرّات، وفي كل مرّة يعبّر فيها عن انفعاله من جديد".
وتابع: "اشتهرَ سميح القاسم بقبّعاته خصوصًا في موسم الشتاء. وفي يومٍ ما أخذتُ قبعته عن الـمِشجَب في المكتب، ووضعتها على رأسي وقلتُ ممازحًا، الآن أعترف لك بأن رأسك أكبر من رأسي، فردّ ضاحكًا ما شاء الله رأسك فيه البركة هي مقدمة مني إليك".
اعترف القاسم لصديقه سهيل كيوان بأنّ السرطان تورّط به، لكنه (أي القاسم)، سيقتله، ولكن بعد ثلاثة أعوام، انتصر عليه المرض، ويضيف كيوان "في إحدى المرات عندما زرته بعد جرعة من علاجه الكيماوي، قال لي: "ها أنا ذا قد أصبحتُ سميح الكيماوي"!.


الكاتب الفلسطيني علاء حليحل: رحيلٌ موجِعٌ
جاءَ رحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم صادمًا وموجعًا في نظر جميع محبيه ومتابيعه، ومن بينهم خاصةً الكاتب علاء حليحل كالذي كان قد أجرى مقابلة حصرية مع الشاعر سميح القاسم، ووافق الكاتب حليحل، على أن تكون المقابلة جزءًا من المقالة الخاصة التي تتناول رحيل الشاعر الكبير سميح القاسم، ويخصها بالإضافة إلى "مجلة الكرمل الجديد"، إلى مجلة "القدس".
ويقول حليحل: "التقيته في بلدته الرامة الجليلية، كنا نتحدث عن الموت، لا يطلب القاسم من الموت إلا بعض الأمور، قال: "لا أطلب سوى أن يمهلني كي أنهي بعض الأمور العالقة، أريد أن أزوّج "ياسر" ابني الصغير، وأن أُصدر عدة كُتب أخرى أعمل عليها، وأن أكتب "شغلة" أخرى، وممكن ولكن إذا جاء "طز عليه"! وآمل أن يكون الموت مُرتبًا، يعني أن تكون طاولتي وأوراقي مرتّبة، وأن تكون الكتب التي أرغب بطبعها في المطبعة، ألا أكون مدينًا، أن يكون أولادي مرتبين في أعمالهم وحياتهم. أن يكون بيتي مُرتبًا. وليأتِ الموت وأنا مُستحمٌّ ومُرتدٍ ملابسَ جميلة ومرتبة، أنا أحبّ الأناقة حتى في الموت. أحبّه أن يكون أنيقًا ونظيفًا وجميلاً ومُرتبًا".
كتب حليحل: "القاسم لا يحبّ المواربة أبدًا، يتحدّث بصراحة ومباشرة عن كلّ شيء: عن الموت ومرض السّرطان الذي دهمه، عن الطائفة العربية الدرزية وعلاقتها بالمجتمع العربيّ ككلّ، عن السّنة التي أمضاها في الجيش الإسرائيلي مسجونًا ومُدرّسًا، عن حبه الكبير لرفيق دربه محمود درويش، وعن "الخيانة" التي شعر بها حين ترك الأخيرُ البلادَ عام 1970. تحرّجتُ في أكثر من مرة في جلساتنا الطوال من السّؤال عن مواضيع حساسة ربما، النساء مثلا، لكنه كما في كلّ مسألة طرحتُها وطرحها لم يتهرّب ولم يتلعثم. يقول بثقة كبيرة: "نعم، على الشاعر الجيّد أن يكون دون جوان.. هذا ما أقوله عني على الأقل"، ثم يضحك.
وأضاف "خرجتُ من عند القاسم بحبّ جديد لشعر المقاومة وثقافتها، بعد أن ثرنا عليه أنا وجيلي المعاصر، وبين الرّفض السّابق والحبّ الجّديد، امتدّت تسع ساعات من الحديث والكلام، لم أجد مكانًا للإسهاب في تجربته الشعرية كما كنتُ خططتُ في البداية. التجربة موثّقة في كتب نقديّة كثيرة وهي مُتاحة للدارسين والمهتمين".
وأردف حليحل: بلسانِ الراحل سميح القاسم: أناديه"يا رفيق" فيُبدي انبساطًا. يقول: "كلمة يا رفيق لم تعد في الموضة، ولكن جيد أنك تستعملها. برافو عليك.. هي كلمة إنسانية، حتى الله اسمه الرفيق الأعلى".
ويسأله حليحل عن الفعل الثقافي في يومنا وهل هو فعل انتحاريّ من الناحية المادية، فيجيبه القاسم: "لا، توجد بعض المبالغات… لا ليس فعلا انتحاريًا".
- "من الناحية المادية أقصد.. أنت مثلاً عشت على معاش الحزب سنوات طويلة"، ردّ القاسم: "مرة اندلع نقاش بيني وبينهم واتهموني بأنني قوميّ عربيّ وأرستقراطيّ ومش عارف شو.. قال لهم توفيق زياد: سميح القاسم أعطى الحزب أكثر مما أعطى الحزب لسميح القاسم. والحزب يحتاجه أكثر ممّا يحتاج هو الحزب. أمّا الثقافة فتظل برأيي الخندق الأخير للجنس البشري كله. الاقتصاد اليوم ملوّث، السياسة ملوثة، الحرب ملوثة، الإيديولوجيات تلوثت، ما بقي برأيي للإنسانية كلها –ليس لنا فقط كعرب ومسلمين وشرقيين- غير الثقافة، الخندق الأخير. وإذا انهار هذا الخندق سنفقد معنى إنسانيتنا".


محمود وأنا، أنا ومحمود
قد تكون فترة سنوات الستين وحتى نهاية سنوات السبعين من القرن الماضي من أكثر الفترات إثارة في تاريخ شعر المقاومة والأدب الفلسطيني، حيث اجتمع في حيفا أبرز رموزه: سميح القاسم، محمود درويش، إميل حبيبي، سالم جبران، حنا أبو حنا، عصام العباسي وكلهم كتبوا ونشطوا في دائرة "الاتحاد" و"الجديد". وما تزال هذه الفترة تثير الرومانسيات لدى جيلنا اليوم، من استذكار للقصص والنهفات واللحظات المصيرية التي مرّ بها روّادنا في الشعر والنثر الفلسطيني في  داخل إسرائيل. لذلك، من يقرأ سيرة القاسم يتفاجأ من علاقته المتّسمة بالجفاء نوعًا ما مع هذه الفترة ومع حيفا، عروس الأدب الفلسطينيّ.
وعن مغادرة درويش الوطن يسأله حليحل: هل شعرت بخيانة عند مغادرة محمود البلد؟
القاسم: "طبعًا. غضبتُ جدًا وصُدمت. وكتبتُ وردّ عليّ وتدخل أبو عمار… طبعًا. فنحن سائران في طريق مع بعضنا البعض، نجوع سوية، نعيش سوية، نقرأ سوية، نعمل سوية، نتظاهر سوية ونُسجن سوية، ولا يوجد مبرّر. لم يقنعني حتى اليوم. في المدّة الأخيرة زعلوا مني في لبنان حيث أجرى معي صحافيان لبنانيان مقابلة في القاهرة وقال أحدهما: لو أتيتَ إلى بيروت مثل محمود، ألم تكن قصيدتك ستتطوّر أكثر؟ أجبته: أنتم لديكم وهم بأنّ بيروت والقاهرة ودمشق وعمان هي الحداثة في أوجها. أنتم تحتاجون مئة سنة كي تصلوا حيفا (بسياق الحداثة- ع. حليحل)، في حيفا توجد حداثة أكثر من كلّ العواصم العربية. هل عليّ أن أذهب إلى بيروت كي أكتشف الحداثة؟ لديهم وهم كهذا."


القصيدة أولاً
أنا قلتها وأكرّرها، رغم أنّ زوجتي وأولادي لم يعجبهم هذا الحديث من قبل. ولكن أهمّ شيء في الدنيا لديّ قصيدتي. أهم من صحتي ومن أُسرَتي ومن الوطن- قصيدتي عندي أهمّ من الوطن.
- ماذا يتغيّر على الإنسان حين يمرض بالسرطان؟ ماذا تعني العلاجات الكيماوية للجسد والروح؟ وماذا يعني أن يصيبك مرض مع احتمال كبير وواقعي بأنك ستموت بعده؟
سميح القاسم: "إذا قلت لك إنّ هذا لم يؤثر عليّ مطلقًا فهذا سيكون كلامًا وادعاءً غير مبرّرين. أنا لا أدعي البطولة، ولكن أنا لي قناعات وإيمان. قناعاتي أنّه لا يوجد إنسان يحق له أن يقول "لا، يحدث مع غيري ولا يحدث معي". الإنسان معرّض لكل شيء. كان نوعًا من المفاجأة حين يقول لك الطبيب إنّ عندك ورمًا خبيثًا، لكن السّؤال يظل في رد الفعل. وردّ فعلي العفوي كان: سرطان؟.. أنا لا أحب ثمار البحر، أريد سمكًا. وهو تفاجأ أيضًا. هل تعلم أنّ كل شخص ثالث في البلاد إما مريض بالسّرطان أو معرّض له؟ وأنا أعيش هنا وجزء من هذا. يجب أن آخذ الأمور بروح رياضية وبواقعية ومن دون جبن. ليس عيبًا أن أقول إنني لست جبانًا. لم أكن جبانا في حياتي ولا أريد أن أصير في نهاية عمري جبانًا. وخاطبت الموت: "أنا لا أحبك يا موت/ لكنني لا أخافك..
"لست خائفًا… أنا لا أعرف حتى أسماء الأدوية. لولا زوجتي لا أعرف شيئًا ولا آخذ الأدوية. لا أذهبُ إلى مواعيد الفحص لولاها. المرض صعب، يُربك حياتك بلا شك. إلى أيّ مدى؟.. هذا يتوقّف عليك وعلى معنوياتك وإيمانك".