تحت عنوان "غزة الجريحة تناديكم.. فلبوا النداء" نظّم اتحاد نقابات المهن الحرة في لبنان واتحاد اطباء الاسنان العرب، وقفة تضامنية مع فلسطين وشعب غزة، ضد العدوان الاسرائيلي والمجازر التي يرتكبها العدو بحق المدنيين الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء، وذلك في حديقة جبران جبران امام مقر الأمم المتحدة "الاسكوا" في بيروت، عقب صلاة الجمعة 25\7\2014.

وشارك فيها نقيب الصحافة اللبنانية محمد بعلبكي، ونائب الامين العام لاتحاد اطباء الاسنان العرب الدكتور حسن الناطور، واعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وحشد من الأطباء اللبنانيين والفلسطينيين، وطواقم الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبعض الشخصيات الوطنية والاعلامية.

بداية، ألقى امين سر نقابة اطباء الأسنان الدكتور وليد خطار كلمة قال فيها: "من غزة، عزة العرب وكرامتهم، الى الموصل حيث يحاول الظلاميون وصل الخلف بالسلف، بأسلوب لا يمت الى الله بصلة، لا يمت لأنبياء الله بصلة، بل علاقته أكيدة لا لبس فيها مع من يقوم بالمجازر في غزة، من يقتل الأطفال والنساء بدم بارد، ويدعم الظلاميين على القيام بهذا الدور النتن، في كثير من المدن العربية وآخرها الموصل".

وأضاف: "نعتصم اليوم أمام الإسكوا وما تمثل من مرجعية دولية، تخلّت عن دورها الأساسي في نصرة المظلوم وحماية حقوق الإنسان، وبقيت عبارة عن بعض تشريعات مكتوبة ابتعدت عن التطبيق بمقدار ما بقيت قراراتها حبرًا على ورق".

والقى امين سر إقليم حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة كلمة رحّب فيها بالمتضامنين، وبالدور الوطني الذي يؤديه لبنان المقاوم لنصرة الشعب الفلسطيني في الضفة، والجليل، وقطاع غزة، من خلال الفعاليات التي تنظّمها قواه السياسية والحزبية والشعبية الداعمة لإدانة العدوان البربري على المدنيين الأبرياء.

ولفت شناعة إلى "ان غزة اليوم تتعرّض الى أبشع مجزرة يقودها الارهابي نتنياهو في محاولة للحفاظ على تماسك حكومته على حساب دماء اطفالنا ونسائنا، وعلى حساب قضيتنا الفلسطينية". مضيفاً ان من اهداف العدوان على الضفة وغزة هو ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وعودة الإنقسام، وتقويض السلطة الفلسطينية".

وأكد شناعة ضرورة وقف العدوان والضغط على "نتن ياهو" لمنع وقوع المزيد من الضحايا، مشيراً انه حتى الآن ابيدت ثمانون عائلة بأكملها، و"800" شهيد، و"5000" جريح، ودُمِر "10000" منزل، منهم "6000" تدميراً كاملاً.

وأردف شناعة" هناك مسؤوليات جسام علينا جميعا تحملها، ألا وهي الوحدة الوطنية، التي اصبحت هدفاً نسعى لتحقيقه، من اجل مواجهة هذا العدوان، وكافة المخططات الاسرائيلية".

 وختم كلمته بتوجيه التحية الى الشعب الفلسطيني، الصامد، المقاوم لآلة القتل الإسرائيلية.. والى كافة الفصائل والكتائب والألوية والأذرع العسكرية المقاتلة التي تتصدى للعدوان بكل بسالة وشجاعة رغم عدم تكافؤ الاسلحة.

من جهتها، رأت رئيسة اتحاد نقابات المهن الحرة في لبنان النقيبة راحيل دويهي "ان هذه الجرائم تحصل في ظل صمت دولي وعربي مخيف ومريب".

وأضافت: "من هنا كانت وقفتنا اليوم لندين ونستنكر هذه المجازر البشعة وهذا العدوان الهمجي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وندعو المجتمع الدولي وأحرار العالم الى الوقوف بوجه هذا العدوان المجرم، ونطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية بالتحرك لوقف هذه الجرائم وان لا يبقوا شهود زور على إراقة الدم الفلسطيني البريء".

وأكدت دويهي ان "فلسطين كانت وستبقى هي القضية الأساس، قضيتنا جميعًا والشهداء هم شهداء المقاومة والبطولة".

واستنكرت "ما يتعرّض له المسيحيون في الموصل"، وعلَّقت "من غزة الى الموصل عدو واحد، فتهجير المسيحيين يضرب مفاهيم العيش المشترك والتعددية والتعايش بين مختلف الطوائف، من هنا ندعو ايضا المجتمع الدولي وأحرار العالم لمنع هذه الكارثة وتثبيت الشعب العراقي في مدنه وقراه وخاصة المسيحيين منهم".

أمَّا الأمين العام لإتحاد أطباء الاسنان الدكتور ايلي عازار معلوف، فأشاد بالصمود البطولي للشعب الفلسطيني، وببسالة المقاتلين الذين يستبسلون بالدفاع عن شعبهم وارضهم مستعرضاً النشاطات والفعاليات التي يقوم بها الاتحاد لمساعدة اهل غزة.

بعد ذلك تلا معلوف مذكرة موجهة الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، قبل تسليمها لمندوب الاسكوا، وهذا نصها:

مذكرة موجهة إلى السيد بان كي مون

الأمين العام للأمم المتحدة

حول العدوان على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة

 

تحية طيبة وبعد،

منذ فجر الثلاثاء 6-7-2014 يتعرّض اهلنا في الضفة الغربية والقدس والجليل وبشكل خاص قطاع غزة الى أبشع حرب ابادة، حيث تُرتَكب المجازر والمذابح على مرأى ومسمع العالم، وصمت المجتمع الدولي. وقد ذهب ضحية هذا العدوان الممنهج على المدنيين والاطفال حتى الآن اكثر من (612) شهيداً، جلّهم من الاطفال والشيوخ والنساء، منهم (151) طفلاً، و(3700) جريح، منهم ( 926) جريح و(85) جريحة و(641) مصابة وتدمير ما يزيد عن (500) منزل. وقد شكل حرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، ابن السبعة عشر عامًا، حيّاً من قبل بعض المستوطنين، صدمة  للجميع، دون ان يحرّك المجتمع الدولي ساكناً حيال هذه الجريمة البشعة التي تدمي لها القلوب.

اننا في اتحاد نقابات المهن الحرة في لبنان واتحاد اطباء الأسنان العرب، نرى ان هذا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، والذي طال دور العبادة وطواقم الدفاع المدني والاعلاميين والصحافيين والمؤسسات الحكومية والبنية التحتية والمدارس والمؤسسات الخدماتية،  ومن خلال الاعتداءات المستمرة على اهلنا في القدس، وإغلاق مدينة الخليل، ومن خلال سياسة العقاب الجماعي، انما يأتي في إطار زعزعة الأمن والأستقرار في المنطقة.

لذا نناشد المجتمع الدولي من خلال شخصكم الكريم بصفتكم ممثلاً للأمم المتحدة:

أولاً: التدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان على غزة، الذي يستهدف المدنيين والأبرياء وخاصة النساء والأطفال

ثانياً: توفير الضمانات الدولية اللازمة لفك الحصار عن قطاع

ثالثاً: مساءلة اسرائيل ومحاسبتها ومقاضاتها امام  محكمة العدل الدولية على جرائمها السابقة واللاحقة، التي ارتكبتها بحق المدنيين والأبرياء والأطفال الذين قتلوا بوحشية

رابعاً: الدورة التاسعة والخمسون للجمعية العامة للأمم المتحدة من ضمن الوثائق التي صدر عنها" العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من اجل اطفال العالم" رقم الوثيقة (A/59/223)، نطالب الامم المتحدة تنفيذها بحق أطفال غزة

خامساً: تشكيل فريق لتقصي الحقائق من الدول المحايدة، وبإشراف الأمم المتحدة، تُوكل اليه مهمة تحقيق ميداني، ولكن ليس على غرار تقرير الامم المتحدة المتعلق بمحافظة جنين في العام 2002 والذي اعتمد على الموارد والمعلومات المتاحة دون زيارة جنين والمدن الأخرى المعنية ميدانياً.

سادساً: نوجّه انتقاداً شديد اللهجة الى الأمم المتحدة، حيث صدر عنها اكثر من 150 قراراً حول فلسطين، لم يتم تنفيذ أي واحد منها حتى الآن

اتحاد نقابات المهن الحرة في لبنان

اتحاد أطباء الأسنان العرب

بيروت في25/تموز/ 2014

 

تلا ذلك كلمة ألقاها البعلبكي، قال فيها:" انا محمد بعلبكي نقيب الصحافة اقول لكل فلسطيني.. انت اخي وفلسطين وطني كما هو لبنان وطني، وكلنا عرب وكلنا مؤمنون برب العالمين، ويل لهؤلاء الكفار الذين يقترفون بحق الدين الاسلامي وبحق النبي محمد اكبر الجرائم في الموصل والعراق".

وختم كلمته قائلاً: "المستقبل القريب هو لمن اخلص لدينه ودين وطنه عاشت فلسطين".