يبدو أن المصالحة هي الضحية الأولى للعدوان على غزة, اذ أن الرفض الحمساوي لمساعي الرئيس قبل ان يعلنها لوقف المذبحة في شعبنا في غزة وبالاشارة الى ما نضح من مطالب حماس فان الاخيرة تطالب بما يشبه الاستقلال عن الضفة وتحويل غزة الى امارة مستقلة. فمصر هي الدولة الراعية للمصالحة وكذلك لاتفاقات التهدئة ولا يمكن اجبارها على تقديم تنازلات لحماس طالما ان الاخيرة ما زالت تتقاعس عن تصحيح العلاقات معها ولا تزال تحت عباءة جماعة الاخوان. وما اثار حماس اكثر ان مصر لا تتصل بها مباشرة بل تتصل بالسلطة الشرعية، وكأن حماس تريد ان تكون ندا لمصر وبديلا عن السلطة المعترف بها دوليا . بل انها تريد اقحام قطر وتركيا في المساعي وكأنها تريد لمصر ان تتجرع جرعة كبيرة من السم ذلك ان تركيا وقطر متهمتان من مصر بدعم وتسليح وتخطيط الارهاب على ارضها، فكيف يمكن اخراج الترياق من هذا الخليط غير المتجانس!
ان السلطة وحدها قادرة على ان تكون موضع ثقة مصرية ودولية بما فيها ثقة قطر وتركيا وهي المعترف بها لادارة معبر رفح وحدودها مع مصر، وان توهمت حماس بأنها قادرة على فرض املاءاتها على الآخرين فان الآخرين ليسوا في عجالة من امرهم لأن الدم الذي يسفك في غزة ليس دمهم ولديهم حساباتهم الامنية والسيادية التي لا تتقاطع مع حساباتنا. فهم بالتالي ليسوا موضع اتهام الا اذا اردنا الايهام بذلك لانفسنا فقط.السلطة فقط قادرة على اقناع مصر, ومصر فقط قادرة على اقناع اسرائيل، ولا يجوز ان نقصف في الشرق ونقدم مطالب في الغرب فالمعادلة غير مجدية. بتنفيذ اتفاق المصالحة فقط يمكننا انقاذ غزة وانقاذ قضيتنا ككل، وليس بتحويل الانقسام الى انفصال واستقلال.