بقلم/ جهاد البرق

فتح ميديا/ لبنان،أبدت السلطةالوطنية الفلسطينية رغبتها الانضمام الى المنظمة التجارية العالمية كجهد وطنيفلسطيني رسم معالم تحركه النضالي لاسناد الحق الفلسطيني في جميع مفاصله السياسيةوالاقتصادية والتربوية في اطار المحافل الدولية ..

ان الرغبةالفلسطينية في اكتساب نصر دبلوماسي عبر الانضمام لمنظمة التجارة العالمية يتطلبالعديد من المعارف بدءا من معرفة ماهية منظمة التجارة العالمية.. وأهميتها..والآلية الفلسطينية المتبعة لخدمة هذا الاتجاه يمكننا ايجازها كالتالي: 

أولا: انمنظمة التجارة العالمية المولودة عام 1974-بعد مخاض عسير من مفاوضات الدولالمختلفة وعلى رأسها  أقطاب الرأس المالالعالمي والتي كان آخرها جولة أورغواي ، حيث استمرت من عام 1986-1994 فتنوعاعضائها من الأعضاء الأصليين الذين كانوا اطرافاً في اتفاقية الجات 1947الى الدولالتي كانت حاضرة في جولة أورغواي- الى الدول اللاحقة على انشاء منظمة التجارةالعالمية.. في حقيقة الأمر  لازالت دولكثيرة تحاول كسب عضوية المنظمة  لضرورة نمومصالحها الاقتصادية والتي يتم التعبير عنها داخل اطارالمنظمة العالمية.

فمنظمةالتجارة العالمية هي المسؤولة عن تنظيم قواعد التجارة على المستوى العالمي ضمنقواعد التجارة المحلية وبالتالي

ادماجاقتصاديات الدول عبر النوافذ الدولية  التيفي طياتها أقوى اقتصاديات العالم (أمريكا- الاتحاد الأوروبي)

فأهميةوعمل  منظمة التجارة العالمية يتجسد عبراتفاقيات تنظم مبادئ التزامات الدول الأعضاء اتجاهها عن طريق تحرير التجارةالدولية في جميع القطاعات تحت اشرافها عبر الاتفاقيات الالزامية  التالية: 

ا- اتفاقيةالتجارة في البضائع (الجات)

ب- اتفاقيةتحرير التجارة في الخدمات (الجاتس)

ج- اتفاقيةحماية الملكية الفكرية (التربس)...... وعدد من الاتفاقيات الاختيارية

*للدولالنامية الأعضاء  التي تشكل نسبة 75% منمجموع الدول الأعضاء من حيث

ا- تلقيالمساعدات والاستشارات والخبرات المتصلة بالتجارة – حيث قدمت المنظمة مايقدرب21مليون فرنك سويسري مساعدات للدول النامية أي مايعادل 462 حالة مساعدة للدولالنامية .

ب- السماح لهابفترات انتقالية طويلة لتنفيذ اتفاقيات المنظمة

ج- الاحتفاظبتعريفات جمركية عالية على الواردات لضمان الحصول على موارد مالية لدعم ميزانياتها.

*  وصول منتجات الدول النامية الى أسواق البلدانالغنية دون قيود أو جمارك .

* هي  منظمة يتساوى فيها ثقل التصويت لجميع الدولصغيرة أم كبيرة ضعيفة أم قوية لدرجة بأن الدولة الصغيرة لها حق رفع الدعاوي ضدالدول الكبرى القوية .

ثانيا: اليةالانضمام للمنظمة باحدى الطريقتين:

الطريقةالأولى : تلقي الدولة رسائل من لجنة متخصصة للنظر في طلبات العضوية وعادة ماتكونمشكَّلة من دول ذات علاقة تجارية مع الدولة الراغبة في اكتساب عضوية المنظمة أودول صناعية كبرى .

الطريقةالثانية: تتقدم الدولة بقائمة تشمل تخفيضات في التعرفة الجمركية وتعتبر التزاماتلايمكن رفعها الا في حالات خاصة  وغالباالدول تنتهج الطريقتين معا .

** وفي ذاتالسياق فان هناك مسلكا دوليا يتم اتباعه اذا ماأرادت الدول الالتحاق بمنظمةالتجارة العالمية عن طريق المفاوضات  التيتأخذ أشكال المفاوضات الثنائية أو الجماعية ..علما أن التصويت يأخذ صفة القرارالاجماعي في اطار منظمة التجارة العالمية .. وهذا يضع الدول التي تصارع من أجل كسبعضوية المنظمة حل الاشكاليات التي تعترض انضمامها .... ولنرى في ذلك تطبيقا لأقوىاقتصاديات العالم .

فعلى سبيلالمثال : مرور مدة 18 عاما من المفاوضات الروسية التي بدأت عام 1993بهدف كسب عضوية المنظمة الى أن توجت باعلان منظمةالتجارة العالمية يوم الجمعة /كانون أول 2011موافقتها رسميا على عضوية روسيا بعدتذليل  العقبات المتمثلة بالخلاف الروسيالامريكي على اثر القانون التجاري الأمريكي (ماكسون-فينيك) والذي فرض على البضائعالروسية في الأسواق الأمريكية بهدف فتح أبواب الهجرة أمام اليهود السوفيات .

وفي ذاتالسياق الخلاف الروسي الجورجي إثر تهديد جورجيا كدولة عضو في منظمة التجارةالعالمية  باستخدام حق الفيتو ضد انضمامروسيا

اذا لم تتمتسوية النزاع الحدودي (المراقبة الجمركية في الحدود المشتركة بينهما الى أن تمتسوية النزاع)

في الحقيقة انهذه المعطيات  تضع المفاوض الفلسطيني أمامعدة اشكاليات أثناء عملية التفاوض :

الأولى:السلطة الفلسطينية  التي لم ترتق الى مستوىدولة في المفهوم القانوني بمعنى  عدم وجودارادة سياسية مستقلة عن الجانب الاسرائيلي الأمر الذي ينتقص من السيادة الكاملة الفلسطينية على نظامه .

الثانية:اتفاقية باريس بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل (اقتصاد فلسطيني ليس مستقلا).

عدم وجودارادة اقتصادية جمركية مستقلة للتحكم في المعابر والحدود كشرط لتنفيذ اتفاقياتمنظمة التجارة العالمية  التي تتعلق بتسهيلالمعاملات التجارية وفتحها على نوافذ العالم دون قيود  ، الا أن المعوَّل عليه فلسطينيا هو ارادةالكفاح الفلسطيني  والتي توجت سابقابالنجاح الباهر في كسب عضوية اليونسكو وفق الاعتبارات الاتية:

أولا: البدءبتهيئة الرأي العالمي بضرورة وأهمية وجود فلسطين في اطار منظمة التجارة العالمية-ليسأل المفاوض الفلسطيني نفسه ماهي أهمية فلسطين في المعادلة الدولية بالاضافةلحسن ادارة أوراق الضغط الفلسطينية المتوفرة .

ثانيا: فيحالتنا الفلسطينية لابد من استمرار المفاوضات الثنائية والجماعية بشكل متوازن 

ثالثا:الاستمرار في الجهود الفلسطينية التي بدأت سابقا بتنفيذ اعادة هيكلة التشريعاتلتنسجم مع معايير قواعد منظمة التجارة العالمية الأمر الذي يستدعي ضرورة التئامالجسد الفلسطيني وتوليف حكومة كفوءة قادرة على ادارة التأهيل للنظام الفلسطينيبرمته.

رابعا: اعادةتأهيل القطاع الاقتصادي الفلسطيني عبر عقد ورشات عمل دائمة بين القطاعين العاموالخاص

خامسا: اعادةتأهيل القطاع الاقتصادي الفلسطيني عبر المفاوضات الجارية مع الدول الأعضاء فيمنظمة التجارة العالمية وذلك بتسهيل واستمرار ايفاد الكفاءات والخبرات للتأهيلالبشري والاداري والقانوني والاقتصادي الفلسطيني .

سادسا: مدىاستفادة المفاوض الفلسطيني من دول الأعضاء الناميه التي تشكل 75%من مجموع دولالاعضاء لجهة التأثير المطلوب في انجاح المسعى الفلسطيني للعضوية .

سابعا: مدىاستفادة المفاوض الفلسطيني من الطاقات والرأسمال الفلسطيني الضخم المنتشر في أنحاءالعالم

وهذا يتطلبجهدا دبلوماسيا فلسطينيا وبناء استراتيجية على أسس علمية خدمة لهذا الاتجاه

ثامنا:توصياتنا وليس أخيرا هو عقد المؤتمرات والندوات الرسمية والشعبية وفي الشتاتومخيمات اللاجئين لدراسة معطيات ملف التحرك الفلسطيني لنيل عضوية في اطار منظمةالتجارة العالمية للخروج بتوصيات تساهم في تنضيج وترشيد القرار الفلسطيني .