بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 17- 4- 2024

*فلسطينيات
الرئاسة تعبر عن رفضها لتصريحات مندوبة أميركا في الأمم المتحدة حول الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين

عبرت الرئاسة عن استنكارها ورفضها لتصريحات مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، والتي قالت فيها إنها "لا ترى أن العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ستساعد على التوصل إلى حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي"، مؤكدة أن هذه التصريحات لا ترقى  للمواقف الأميركية التي تتحدث عن حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة والعالم، مشيرا إلى ان دولة فلسطين حصلت على العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب عام 2012 وبأغلبية ساحقة، ومن حقنا الحصول على العضوية الكاملة، وبدون ذلك ستبقى شرعية إسرائيل نفسها مشكوك فيها، وذلك لعدم تنفيذها القرارين 181 و194، اللذين اشترطا حصول إسرائيل على العضوية في الأمم المتحدة بقبولها تنفيذ قرار مجلس الامن الخاص بوجود دولة عربية، ولم تنفذ ما تعهدت به حتى الان.
وأضاف: نعبر عن شجبنا لهذه المواقف الأميركية التي تهدد باستخدام الفيتو يوم 18/4/2024، الامر الذي يشكك بمصداقية الولايات المتحدة، نتيجة تراجعها المستمر عن تنفيذ وعودها وتبنيها المواقف الإسرائيلية المتهورة واستمرار عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والتي أودت بحياة عشرات آلاف الشهداء، وتسببت بمئات آلاف الجرحى والمعاقين، والتي لن تؤدي إلى تحقيق السلام، ما يجعل أميركا مسؤولة عن هذه السياسات الإسرائيلية التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية.
وأكد أبو ردينة أن السلام لن يكون بأي ثمن، فإما الامن والسلام للجميع، أو لا أمن ولا سلام لأحد، وأن تجسيد إقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحة هو الطريق الوحيد لتحقيق الامن والازدهار وانهاء الحروب المستمرة التي تعاني منها المنطقة منذ أكثر من مائة عام.

*موافق "م.ت.ف"
المجلس الوطني في يوم الأسير: قضية الاعتقال مرتبطة بعملية النضال المتواصل للخلاص من الاحتلال

قالت رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني: إن قضية أسرانا ستبقى على رأس الأولويات الوطنية، ولن ندخر جهدا أو وسيلة ولن يهدأ لنا بال حتى تبييض المعتقلات الإسرائيلية من آخر أسرانا مهما بلغت التضحيات والضغوطات.
وأضاف المجلس الوطني في بيان صادر عنه بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، إننا في هذا اليوم نستذكر أنبل وأطهر نضال عرفه التاريخ، آلاف الأسرى يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي والعشرات منهم مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، بالإضافة الى اعتقال العشرات من القصر والعشرات من اسيراتنا من النساء المناضلات والمئات رهن الاعتقال الإداري. 
وتابع: لقد تعرض المعتقلون الفلسطينيون للتعذيب الشديد وحرموا من أبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية للأسرى في الحروب والصراعات، ومورس بحقهم وبحق عائلاتهم أعمال فاشية تعتبر جرائم ضد الإنسانية وخاصة الاجراءات والقوانين العنصرية التي تبنتها حكومة اليمين المتطرف، والتي كان آخرها طرح قانون بالكنيست يطالب باعدام الأسرى، وكذلك حرمان الأسرى من أدنى حقوقهم الانسانية التي كفلتها المواثيق الدولية.
واعتبر المجلس الوطني، أن قضية الأسرى الفلسطينيين تعد من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، خاصة أن أكثر من ربع الشعب الفلسطيني قد دخل السجون على مدار سنوات الصراع الطويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ يقدر عدد حالات الاعتقال في صفوف الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حوالي مليون حالة في واحدة من أكبر عمليات الاعتقال التي شهدها التاريخ المعاصر.
وشدد على أن قضية الاعتقال كانت وما زالت مرتبطة بعملية النضال المتواصل للخلاص من الاحتلال والتطلع إلى الحرية وتحرير الأرض، وأنها قضية شعب يناضل لأجل وطنه وحريته ترتبط بشكل وجودي بالتطلع إلى الحياة والحرية والمستقبل المنشود دون قيود.
وقال المجلس الوطني، لقد مارست إسرائيل وحكومتها الفاشية حربا شاملة وممنهجة حولت شعبا بأكمله إلى شعب أسير يحمل على جسده آلام السجون وعذابات الزنازين والغربة في الوطن، يقضي شبابه أعمارهم اليانعة في الظلمات الدامسة وتحت وطأة الممارسات التعسفية والوحشية والتصفية بدم بارد والموت في زنازين العزل والفصل العنصري.
وأشاد المجلس، بموقف القيادة الفلسطينية الشجاع وعلى رأسهم الرئيس "أبو مازن" من موضوع خصم سلطات الاحتلال الاسرائيلي قيمة مخصصات الأسرى من أموال الضرائب الفلسطينية، كي يشكل ضغطا على السلطة، ورغم هذه الضغوطات وخصم مخصصات الأسرى حتى يومنا هذا من أموال المقاصة لم تتراجع السلطة الوطنية وأصرت على موقفها الوطني والثابت من اسرانا الابطال،
وأكدت على بقاء قضية تحرير الأسرى أولوية على رأس جدول العمل اليومي الوطني، وشددت على أن حرية الوطن ارضا وشعبا لن تكتمل الا بحرية الأسرى والالتزام بتأمين كل حقوقهم وفاء لتضحياتهم وصمودهم، ورأت في جرائم سلطات الاحتلال التي وصلت الى حد قتل الأسرى مباشرة او عبر الاهمال الطبي، رأت فيها جريمة حرب يجب التحقيق فيها ومحاكمة الاحتلال ومسؤوليه في محاكم جرائم الحرب.
وناشد المجلس الوطني جماهير شعبنا بتوفير كل أشكال الدعم والمؤازرة للأسرى في معاركهم البطولية الذين أثبتوا قدرتهم على انتزاع حقوقهم من ادارة السجون الإسرائيلية الفاشية العنصرية.
كما حيا الأسرى الفلسطينيين والعرب في معتقلات الفاشيين على الصمود والمواجهة وتضحياتهم المستمرة وعلى رأسهم الأخ القائد مروان البرغوتي الذي تم اعتقاله قبل 23 عامًا، والرفيق احمد سعدات، وغيرهم من الأبطال والقدة الأسرى.
ودعا المجلس، جميع الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية ضمن برنامج وطني بوصلته القدس، مقاوم متفق عليه للتصدي لمخططات العدو الفاشية، وحماية شعبنا المناضل الصابر، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما دعا الدولي والقوى الفاعلة بالضغط على دولة الإرهاب والاحتلال لإيقاف حرب الإبادة والتطهير العرقي والترحيل القسري لأبناء شعبنا في قطاع غزة.

*عربي دولي
أبو الغيط يبحث مع مسؤول أممي أهمية وقف المذبحة الإسرائيلية في غزة

بحث الأمين العام للجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مع رئيس بعثة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة المعنية بالمتابعة والمراقبة الميدانية لتطبيق اتفاقات الهدنة بين إسرائيل وجيرانها اللواء باتريك جوشات، تداعيات استمرار الحرب التي تواصلها إسرائيل على قطاع غزة في تحدٍ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي: إن اللقاء الذي عُقد في مقر الأمانة العامة اليوم، شهد تطورات الأوضاع المتسارعة خاصة فيما يتعلق بالتصعيد الخطير والتوترات الأمنية المتلاحقة على أكثر من صعيد لا سيما في الأيام الأخيرة.
وأكد أبو الغيط خلال اللقاء أن التصعيد يمكن أن يخرج عن سيطرة الأطراف التي تمارسه بما يهدد الأمن في المنطقة بأسرها، وأن احتواء التدهور المستمر والخطير في الوضع الأمني في المنطقة يبدأ بوضع حدٍ للمذبحة التي تواصل إسرائيل ارتكابها يومياً في غزة وبتطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يعيشون اليوم على حافة المجاعة.
كما استمع الأمين العام لعرض مفصل قدمه المسؤول الأممي حول الأوضاع والمواجهات على مختلف الجبهات التي تراقبها بعثة المراقبة الأممية، بما في ذلك الخط الأزرق الذي يمثل خط الهدنة بين لبنان وإسرائيل، وأكد أبو الغيط أن الحلول السياسية تظل الوسيلة الفضلى لتحقيق الأمن للأطراف كافة، ولكن يظل من الصعب التوصل إلى مثل هذه الحلول مع إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تحقيق أهدافه باستخدام القوة المسلحة، ومواصلة استهداف المدنيين.

*إسرائيليات
سلسلة تدريبات للجيش الإسرائيلي تحاكي تصعيدًا مقابل لبنان وسورية

أعلن جيش الاحتلال يوم أمس الثلاثاء، عن اختتام سلسلة من التدريبات التي تحاكي تصعيدًا عسكريًا مقابل لبنان وسورية بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، بهدف زيادة جهوزية القوات للتعامل مع مختلف السيناريوهات، يأتي ذلك وسط حالة من الترقب للرد الإسرائيلي على أي هجوم.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال، أن "قيادة المنطقة الشمالية وهيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحماية الفضاء الإلكتروني تمرنت على نشر القوات واستخدام الوسائل التقنية على الجبهة برمتها، حيث حاكى التمرين القتال في الفضاء الرقمي"، وذلك في إطار المساعي الإسرائيلية لـ"تغيير الواقع الأمني" في المنطقة الحدودية شمالي البلاد.
وأضاف: أن "جنود الاحتياط الذين يتبعون قيادة المنطقة تدربوا على الخطط العملياتية والتعاون بين المنظومات المختلفة التابعة للقيادة من أجل الاستجابة العملياتية لكل سيناريو، وفي تمرين آخر، تمرنت الفرقة 210 على تشكيلة متنوعة من السيناريوهات على الجبهتين اللبنانية والسورية بشكل متزامن".
وقال جيش الاحتلال: إنه "خلال التمرين الذي أجراه اللواء 282، فتمرنت قوات المدفعية على الانتقال من الحالة الروتينية إلى حالة الطوارئ على نحو مباغت وذلك كجزء من الجاهزية القصوى للتعامل مع مختلف السيناريوهات في المنطقة الشمالية".
وتابع: أنه "جنود الاحتياط التابعين لوحدة جبال الألب تدربوا على تنفيذ مهمتهم العملياتية مع التحضير لخوض قتال مركب وسط المناطق الحضرية".

*أخبار فلسطين في لبنان
شناعة يستقبل وفد من القوى الوطنية اللبنانية

استقبل عضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج رفعت شناعة، وفدا من الأحزاب والقوى اللبنانية، ضم الحاج كمال يونس عضو اللجنة المركزية لحزب الإتحاد اللبناني نيابة عن رئيس الحزب معالي الوزير عبد الرحيم مراد، والحاج مصطفى شعيتلي، والمهندس سمير الحسيني رئيس المركز الحضاري للحوار، وذلك بحضور العميد جلال أبو شهاب مسؤول العلاقات العامة لحركة فتح في منطقة صور، اليوم ١٦-٤-٢٠٢٤ في مكتبه في مخيم الرشيدية.
بداية رحب الحاج شناعة بالوفد الزائر، شاكرا لهم هذه الزيارة الأخوية، ومؤكدا على وحدة المسار والمصير بين الشعبين الشقيقين اللبناني الفلسطيني، ووضع الإخوة أعضاء الوفد بصورة الأوضاع بشكل عام في فلسطين، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان غاشم وحرب إبادة شاملة ينفذها جيش العدو الصهيوني المجرم في غزة، وهجمات قطعان المستوطنين على أهلنا بالضفة الغربية والقدس الشريف.
وأضاف شناعة: على جميع القوى الفلسطينية أن تتوحد في الإطار الشرعي المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، وقيادتها الحكيمة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن المتمسك بإرث الشهيد الرمز ياسر عرفات. 
وتبادل الجانبان الحوار في الشأن الفلسطيني والدولي والإقليمي، حيث أكدوا على ضرورة الوحدة الوطنية، خاصة في ظل هذه الظروف التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لمؤامرات واستهدافات إسرائيلية كبيرة تهدف للقضاء على حل الدولتين وتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه.

*آراء
36 عاماً على اغتيال "أبو جهاد" الوزير... حضور يُؤلم الاحتلال رغم الاستشهاد!/ بقلم: هيثم زعيتر

فشل "المُوساد" الإسرائيلي، بتحقيق غايته من اغتيال نائب القائد العام للثورة الفلسطينية خليل إبراهيم الوزير "أبو جهاد" في عملية كومندوس، نفّذها بتاريخ 16 نيسان/إبريل 1988 في تونس، فاستشهد عن 53 عاماً.
كما كان "أبو جهاد" في مسيرة حياته يُؤلم ويُؤرق الاحتلال الإسرائيلي، شكّل استشهاده نُقطة تحوّل هامة في تأجيج "الانتفاضة الأولى" - "انتفاضة الحجارة"، التي أطلقت شرارتها بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر 1987، فأضحت أكثر قوةً وصلابةً وإيلاماً للاحتلال.
وبعد استشهاده استمر "أبو جهاد" مُلهماً للفدائيين والثُّوار والأحرار وحركات التحرر في فلسطين والعالم.
خلال المُتابعة وبحث العديد من الملفات، التي تُعنى بالقضية الفلسطينية، كنا في الكثير من الأحيان، نقف لدى المُتحدث، أو من نُجري معه حواراً أو عنه، أمام اسم لافت ومُميز، هو "أبو جهاد" الوزير، الذي أُطلق اسمه على أبنائهم البكر، ليحملوا اسم "أبو جهاد".
نادراً ما تجد هناك إجماعاً على شخصية من أطراف مُتعددة ومُتباينة فيما بينها، لكنها كانت تلتقي بهذا الإجماع على شخصية "أبو جهاد" الوزير، التي بقيت مسيرته ناصعة بمراحلها كافة، مُنذ المُشاركة في تأسيس الخلية الأولى لحركة "فتح" مع الرئيس ياسر عرفات، مُروراً بالمحطات المُتعددة، وبعمليات فدائية نوعية، هزّت الكيان الإسرائيلي، فأوقعت قتلى في صفوفه.
تميّز "أبو جهاد" الوزير في أسلوب حياته وعمله على الكثير من المسؤولين والقياديين، حيث كان مُواكباً العمل الميداني بنفسه، غير آبهٍ بالمخاطر، فيُشارك الفدائيين أفكارهم، ويُتابع وإياهم أدق التفاصيل، حتى أصبح قائدهم المُفضّل.
لم يكترث كثيراً بالظُّهور والبُروز، فكان رجل العمل بصمت، أحدثت أعماله دوياً وصدى آلم الاحتلال، وحظي بتقدير واحترام العالم أجمع.
كان دقيقاً في كل خياراته، عاملاً على تكريس الوحدة الفلسطينية، بما يُجسّد أن القضية الفلسطينية تجمع لا تُفرق، لكن مع ثابتة الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل.
من كان "أول الرصاص"، فجر "انتفاضة الحجارة"، وأصبح يُشكّل خطراً أكبر على الاحتلال، فكان القرار باغتياله، الذي نُفذ بمنزله في العاصمة تونس، بتاريخ 16 نيسان/إبريل 1988.

مُهمة خاصة لقوات النُخبة

من أجل ضمان تنفيذ العملية، دفع الاحتلال بجيشه باتجاه الشواطئ التونسية، بمُشاركة حاملة طائرات مُقاتلة وهيلكوبتر وغواصة، مُستشفى ميداني، وجُنود من النُّخبة، مع عُملاء وفّروا المُتطلبات اللوجستية.
قاد المُهمة إيهود باراك، الذي أصبح فيما بعد رئيساً لحُكومة الاحتلال، حيث نفذت جريمة الاغتيال "قوة كومندوس" إسرائيلي، من وحدة "سيرت متكال"، أبرز من فيها، موشيه يعلون، الذي أصبح لاحقاً وزيراً للأمن الإسرائيلي.
عندما اقتحمت قوة الكومندوس منزل "أبو جهاد" الوزير في ضاحية سيدي بوسعيد، بُعيد الواحدة فجراً، قامت باغتيال الحرس والصعود إلى مكتب "أبو جهاد"، الذي أحس بحركة غريبة، فاستهل مُسدسه، مُطلقاً الرّصاصة الأولى والأخيرة، قبل أن ينفجر المُسدس بيده، بعد إصابته برصاص جُنود القوة، الذين تناوبوا على إطلاق 74 رصاصة، من أسلحة مُزودة بكواتم للصّوت، توزعت في جسد "أبو جهاد" وفي المكان، وكانت آخر الرصاصات من يعلون، فاستشهد "أبو جهاد" مُقاتلاً شرساً حتى الرمق الأخير.
جريمة كانت تُرتكب أمام أعين زوجته انتصار الوزير، وكريمته حنان، اللتين نجتا مع الطفل نضال من حقد الجناة المُجرمين!
ألهبت دماء "أبو جهاد" الزكية، المُنتفضين الذين كان يكتب لهم بياناً باسم "القيادة الوطنية المُوحدة للانتفاضة"، خطّ منه 34 كلمة في 6 أسطر، لم يكفيها، فكانت وصيته الأخيرة، التي تابع كتابتها من تعلموا وتتلمذوا على يديه.

تلامذة "أبو جهاد" يُواصلون المسير

ما زالت عائلة الشهيد "أبو جهاد" الوزير، الصغيرة، المُؤلفة من زوجته انتصار، والأبناء: جهاد، باسم، إيمان، حنان ونضال، يُواصلون السير بثباتٍ على القيم والمبادئ التي تعلمونها في مدرسة "أبو جهاد" مع شريكته "أم جهاد".
كما أن تلامذة "أبو جهاد" الوزير، الذين توزعوا على مُختلف الفصائل الفلسطينية، والأحزاب والقوى اللبنانية والتحررية، عربياً وإسلامياً وأُممياً، يُواصلون المسير، كل بأسلوب وخططه بمُقاومة المُحتل الإسرائيلي.
بعد 36 عاماً على استشهاد "أبو جهاد" الوزير، ما زال يُؤرق المُحتل الإسرائيلي، حيث يُسيطر أبناء الشعب الفلسطيني أروع ملاحم البُطولة والنضال والفداء، من أجل تحقيق الحُرية والتحرير والاستقلال الناجز، وعودة اللاجئين، ويُواجهون حرب الإبادة الإسرائيلية المُتواصلة، حيث تشهد غزة التي شهدت البدايات الأولى للعمل النضالي لـ"أمير الشهداء"، عُدواناً مُتواصلاً في يومه الـ192، فسقط أكثر من 34 ألف شهيد، و10 آلاف مفقود، و76 ألف جريح ودمار رهيب، فضلاً عما شهدته الضفة الغربية من عدوان إسرائيلي، أدّى إلى استشهاد 465 شخصاً، وإصابة 4800 بجراح، واعتقال الآلاف، الذين زُج بهم في سجون الاحتلال، ليرتفع العدد إلى أكثر من 15 ألف أسير فلسطيني، واستباحة الاحتلال جيشاً ومُستوطنين.