في مخيم النزوح بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، يواجه المواطنون نقصًا حادًا في امدادات المياه، ما يفاقم من معاناتهم في ظل العداون الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي طابور طويل يصطف فيه المئات من النازحين، ينتظر سعد الترابين (45 عامًا) ممسكًا بيده بعبوات فارغة، ينتظر بصبر دوره لملئها، ومنذ يومين، لم يحصل الترابين وعائلته، التي تتألف من 9 أفراد، على ما يحتاجونه من المياه، رغم حاجتهم الملحة لها، ويرجع عدم تمكن المواطنين من الحصول على المياه إلى ندرة توفرها، وذلك نتيجة لعدم توفر الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل محطات ضخ المياه بشكل مستمر.

المواطن الترابين حاله كحال المئات من الأسر النازحة في رفح، يعيش في ظروف مأساوية وصعبة بسبب نقص المياه، التي تعتبر ركيزة أساسية للحياة، وأقام النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء العداون الإسرائيلي، وتفتقر هذه المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذا مؤقتا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

ويقول الترابين: "منذ الأمس وحتى الآن، لم أحصل على أي قطرة من المياه، ومع دخول فصل الصيف، تزداد حاجتنا للمياه بشكل أكبر، مضيفًا إلى أن أصغر مخيم في مدينة رفح يحتوي على 80 إلى 90 عائلة، وتصل إمدادات المياه إليه لساعتين فقط، وليس بشكل يومي، وهذا لا يكفي لتلك العائلات، فالمياه هي أساس الحياة، فعدم توفرها يعني عدم وجود للحياة".

ولفت إلى أن الشخص يحتاج يوميا من 40 لـ50 لتر مياه بالمعدل الطبيعي، ولكننا لا نستطيع الحصول حتى على 2 لتر مياه يوميًا، موضحًا أن الأوضاع في مخيمات النزوح وقطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب استمرار العداون والحصار، أملاً في أن تقدم دول العالم المساعدة والدعم، ويسعون جاهدين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.

بدورها، تنتظر أم صهيب ياسين، البالغة من العمر 40 عامًا، على طرف خيمتها، أطفالها على أحر من الجمر لتعبئة جالون المياه لإعداد طعام إفطار رمضان.

وعندما عاد أطفالها، ابتسمت أم صهيب واستقبلتهم بحرارة شديدة، بسبب ما يحملونه من كنز ثمين لها.

وتقول أم صهيب: "في مخيمات النزوح نواجه العديد من المشاكل، ومن أهمها مشكلة المياه؛ وإذا جاءت فهي تأتي لفترة تتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات، ما يجعل من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا، نظرًا لكثرة عدد النازحين نقضي يومنا كله في البحث عن المياه، خاصة خلال شهر رمضان، وتمنت أن تنتهي الحرب ويعود السلام، وأن تتوفر المياه بشكل كاف في قطاع غزة، وألا تشهد مدينة رفح أي عملية عسكرية".