بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 2- 3- 2024

*فلسطينيات
التميمي: البرنامج الأممي للبيئة تستجيب لطلب فلسطين بإجراء تقييم لآثار الحرب الإسرائيلية على غزة

أعلنت رئيس سلطة جودة البيئة نسرين التميمي، استجابه برنامج الأمم المتحدة للبيئة لطلب دولة فلسطين بإجراء تقييم بيئي شامل لآثار الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، من خلال دراسة ميدانية واقعية.
وجاء إعلانها خلال لقاء عُقد بين التميمي والمديرة التنفيذية للبرنامج الأممي إنغر أندرسن، على هامش فعاليات الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة المنعقدة في نيروبي – كينيا، بحضور السفير الفلسطيني في كينيا حازم شبات، ومدير عام المشاريع والعلاقات الدولية في سلطة جودة البيئة أحمد أبو ظاهر.
من جهتها، قالت أندرسن، إن البرنامج تلقى الطلب رسميا، ويعمل حاليًا بالتعاون مع الشركاء على تنفيذ هذا التقييم والطلب.
واعتبرت التميمي هذه الاستجابة خطوة هامة، وإعداد التقرير الأولي هو مقدمة لدراسة أعمق للتأثيرات البيئية للحرب بعد دخول الطواقم الفنية للقطاع، ولتسليط الضوء على الحاجة الملحة لحماية البيئة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا قطاع غزة.
وكانت التميمي، قد أكدت في كلمتها، في الاجتماع السادس لجمعية الأمم المتحدة للبيئة على ضرورة دعم إجراء هذا التقرير بشكل شامل وعاجل، وإيفاد الطواقم اللازمة للتحقق من الجرائم البيئية المحتملة في قطاع غزة.

*مواقف "م.ت.ف"
خوري يطالب كنائس العالم ببذل الجهود لوقف حرب الابادة والتجويع في قطاع غزة

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري: إن كافة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وانهاء هذه الحرب الاجرامية الفاشية باءت بالفشل، أمام الغطرسة الإسرائيلية، وعجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن تنفيذ قراراته، التي طالبت مرارًا وتكرارًا بوقف هذه الإبادة، وإلزام الاحتلال بالقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، والتوقف عن ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق أبناء شعبنا.
وأوضح خوري في رسائل متطابقة أرسلها لعدد من الكنائس في العالم، تعقيبا على المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق المواطنين أثناء انتظارهم قافلة المساعدات في شارع الرشيد غرب مدينة غزة، وراح ضحيتها 116 شهيدًا، إن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها شعبنا لم يشهد لها القرن العشرون مثيلا.
وأشار إلى أن آلة القتل والتشريد الإسرائيلية تستمر في حصد أرواح أبناء شعبنا، منذ نحو خمسة أشهر، اضافة لسلاح الجوع الذي أصبح وسيلة الاحتلال للفتك بهذه الأرواح البريئة، نتيجة للحصار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية على كافة أشكالها وأنواعها، رغم قراري مجلس الأمن الدولي، وقرار محكمة العدل الدولية، التي طالبت جميعها إسرائيل بإدخال كل تلك المساعدات، وعدم عرقلة ايصالها لقطاع غزة.
وأضاف، أن نحو مليونيْ فلسطيني في قطاع غزة مهجرين قسرًا، ويعانون ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية وسط الحرمان، والجوع، وانتشار الأمراض في أماكن نزوحهم القسري، اضافة إلى ما يزيد على 30 ألف ضحية، واكثر من 7 آلاف مفقود، واكثر من 70 ألف جريح، جلّهم من النساء والأطفال والشيوخ، عدا عن تدمير نحو ثلثي المنازل والبنية التحتية، الى جانب الكارثة الصحية والطبية نتيجة استهداف الاحتلال المرافق الصحية، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
وناشد رئيس اللجنة كنائس العالم بذل كل جهد ممكن لوقف هذه الكارثة التي يعيشها أبناء شعبنا في القطاع، وان يكون صوتهم عاليا ضد هذه المذابح والمجازر والإبادة المتعمدة، والعمل مع بلدانهم وكافة الجهات والمؤسسات الدولية والاطراف ذات الاختصاص لوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال المواد الاغاثية، والطبية منها بشكل عاجل، والكف عن الامدادات العسكرية لإسرائيل التي تسهم في قتل أبناء شعبنا.
كما حث على مواصلة الجهود لوقف ما يتعرض له شعبنا في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، من قتل واعتقال وتوسع للاستيطان، واستهداف المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، والاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين.
واختتم خوري رسالته بالتأكيد على أن أسمى مطالب الشعب الفلسطيني تحقيق العدالة والسلام، وانهاء الاحتلال لتنتهي معاناة شعبنا، وليعيش حرًا كريمًا، في دولته المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس، وعودته إلى أرضه، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

*عربي دولي
"الصحة العالمية": الدمار المحيط بمجمع الشفاء الطبي في غزة "يفوق الكلمات"

قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم السبت، إن مستوى الدمار المحيط بمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة "يفوق الكلمات".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، لفت إلى أن "منظمة الصحة العالمية وشركاءها تمكنوا من الوصول إلى مستشفى الشفاء، لإيصال 19 ألف لتر من الوقود بعد أكثر من شهر".
وذكر غيبريسوس أنهم "قدموا العلاج لـ50 طفلاً يعانون سوء التغذية الحاد، والإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى 150 مريضًا".
وأضاف: "يتلقى أكثر من 240 مريضًا الخدمة من قبل عدد كبير من العاملين الصحيين المتطوعين، والخدمات محدودة للغاية، بسبب نقص الإمدادات الطبية، والوقود، والمياه، والغذاء".
وأردف: "مستوى الدمار المحيط بالمستشفى يفوق الكلمات"، مجددًا دعوته إلى "وقف إطلاق النار بغزة".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الآن 30320 شهيدا، و71533 مصابًا، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية.

*إسرائيليات
نقلاً عن الاعلام العبري: حادث المساعدات في غزة يُمكن أن يغير مسار الحرب

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الجمعة، بأن الحادث المميت في شمال قطاع غزة سواء كان متعمداً أم لا فإنه يمكن أن يُغير مسار الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأشارت إلى أن التفسيرات الإسرائيلية لما حدث تأخرت 10 ساعات ومن المشكوك فيه أن تقنع أحداً.
وأوضحت الصحيفة، أن أهوال يوم الخميس من شأنها تأجيج الأوضاع في ساحات أخرى كالضفة الغربية، مؤكدةً أن إسرائيل قد تواجه مطالبة دولية شاملة وأكثر إصرارًا بوقف إطلاق النار.
من جهته، لفت موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن حادث الخميس يُرجح أن يُعقد هدفي الحرب المتمثلين في تفكيك "الفصائل الفلسطينية" وتحرير الأسرى ويؤجج ساحات أخرى.
وقتل أكثر من "100" فلسطيني  برصاص القوات الاحتلال بينما كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات يوم الخميس عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد، لكن الاحتلال شكك في عدد القتلى وقال: إنَّ "كثيرين منهم لقوا حتفهم لأن شاحنات المساعدات دهستهم".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية، أن الصور التي بثها الجيش الإسرائيلي للحادث المميت في غزة يجعل من الصعب تحديد تسلسل الأحداث، وأكدت أن صور تمكن من تحديد الموقع الذي كانت أظهرت فيه المسيرات الإسرائيلية جثثًا على الطريق.
من جهة أخرى، أكدت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، أن رواية إسرائيل بشأن حادث الخميس غير صحيحة.
وأشارت إلى أنه من الصادم صمت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، قائلةً: "الفلسطينيون لا يحظون بالدعم الحكومي العربي الكافي"، وشددت ألبانيزي على أن الطريقة الوحيدة لإغاثة سكان غزة هي وقف الحرب عليهم.

*أخبار فلسطين في لبنان
تخريج دورة إسعافات أولية في الشمال

إيمانًا منها بدور الشباب الريادي في مجتمعاتنا، واستكمالًا للدورات الصحية والتثقيفية، نظَّم المكتب الطلابي الحركي والمكتب الحركي للتمريض وفنيي المهن الطبية في الشمال حفل تخريج دورة إسعافات أولية للكادر الطلابي والتمريضي، يوم الجمعة ١-٣-٢٠٢٤ في مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي.
تقدم الحضور أمين سرّ فصائل(م.ت.ف) وحركة "فتح" في الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال العميد بسام الأشقر، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سرّ وأعضاء الشُعب التنظيمية، والأستاذ المحاضر رأفت أبو نعاج، وأمين سرّ المكتب الطلابي الحركي في الشمال وأمناء سرّه في الشُعب، وأمين سرّ المكتب الحركي للتمريض وفني المهن الطبية في الشمال، وكوادر طلابية وتمريضية.
بدايةً رحب الطالب كامل مرعي بالحضور الكريم داعيًا للوقوف وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار.
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرّها في الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، حيث توجه فيها بالتحية للحضور ولشعبنا الفلسطيني الصابر في غزة والضفة الغربية، وأكد أنه في ظل التآمر العربي والغربي لن تنكسر عزيمتنا ولن يلوى ذراعنا، ففي الأمس جبلت لقمة الطعام بالدم في مخيم الرشيد، حيث قام العدوان الصهيوني بمجزرة في هذا الحي الآمن مما خلف شهداء جلهم من الأطفال والنساء، فالحرب ليست على فصيل أو حزب إنما على الشعب الفلسطيني. 
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية المجتمعة في روسيا اتفقت على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتمسك بالوحدة الوطنية، مؤكدًا أنه في حركة فتح والأمن الوطني مع حفظ أمن المخيمات وستُقطع اليد التي تمتد على مخيماتنا.
وأشار إلى أن هذه الدورة تأتي ضمن عدة دورات إعدادية و تدريبية وتجهيزية للتأكد من أننا جاهزون لحدوث أي طارئ، ونشكر المكتب الطلابي الحركي على الساحة اللبنانية بشكل عام والمكتب الطلابي بالشمال بشكل خاص على ما يقدموه من أجل مشاركة طلابنا في كل الميادين، كما الشكر للمكتب التمريضي والمدرب الأخ رأفت والدكتور علي وهبة لما يقدموه من سهر وجهد لتقديم الأفضل لمخيماتنا.
كلمة المكتب الحركي للتمريض وفنيي المهن الطبية ألقاها أمين سرّه في الشمال الأخ صالح حسون، حيث شكر كل من ساهم ودعم في انجاح دورة الإسعافات الأولية لثلة من كادرنا الطلابي والتمريضي.
وأضاف لقد سعينا جاهدين أن نقيم دورات إسعافية لتعزيز دور الشباب الخدماتي الصحي في المجتمع، وهذا هو طموحنا وجوهر عملنا، والغاية منه ان نكوّن فريق رعاية صحية وإسعافية تابع لحركة "فتح" ليتدخل في حال حدوث أي طارىء في ظل الظروف المحدقة بنا.
وتابع، يسعى المكتب الحركي وبالشراكة مع جمعية "مسار" إلى حل أزمة الممرضين في لبنان وهي أذن مزاولة المهنة، وان شاءالله تثمر هذه الجهود ويعتبر هذا انجاز لجميع الممرضين والممرضات الفلسطينيين في لبنان.
كلمة المكتب الطلابي الحركي والخريجين ألقتها الطالبة لميا السايس، شكرت فيها المكتب الحركي للتمريض على تنظيمه دورة الإسعافات الأولية التي قدمت لنا فرصة قيّمة لتعلم مهارات حيوية وتوعيتنا لإكتسابها ودورها في حماية حياة الآخرين خاصة في الظروف الصحية التي تمر فيها فلسطين والمنطقة.
وأكدت على دور الجيل الشاب في الثورة الفلسطينية بكافة أشكالها وأنواعها.
وتوجهت بالشكر الجزيل لقيادة حركة فتح في منطقة الشمال ولكل الأطر التنظيمية والحركية.
وفي الختام تم توزيع الشهادات على الخريجين.

*آراء
غياب المثقفون المؤلم/ بقلم: عمر حلمي الغول

قافلة من المثقفين والفنانين التعبيريين بمختلف صنوف الفن التعبيري والتشكيليين والشعراء والروائيين والمؤرخين مضوا في درب الشهادة، تقاطروا في زحمة الموت والإبادة الصهيو أميركية رغمًا عنهم تحت جحيم القنابل والصواريخ من البر والبحر والجو، التي تساقطت فوق رؤوسهم ورؤوس أبناء الشعب في قطاع غزة، بعضهم سقط شهيدًا مع عائلته كما الشاعر المبدع سليم النفار، وبعضهم فارق الحياة لنقص الدواء والعلاج في الوطن كما الفنان التشكيلي فتحي غبن، وبعضهم استشهد كمدًا وجوعًا نتاج الحصار وحرب التجويع كما المؤرخ التاريخي في التراث الوطني الكاتب المتميز سليم المبيض، وآخر استشهد في غياهب السجن ونتاج عدم تقديم العلاج المناسب له، كما الروائي عاصف الرفاعي، وآخر وافاه الاجل وهو واقف على خشبة المسرح يعزف أناشيد الوطن والقدس وفي العاصمة ذاتها، كما الفنان القدير مصطفى الكرد. 
جميعهم وغيرهم من الفنانين المبدعين والكتاب والإعلاميين والروائيين كانوا هدفًا لآلة الموت والجريمة والإبادة الإسرائيلية وبطرق ووسائل مختلفة، ومن أرجاء المحافظات كلها من غزة ورفح جنوبًا إلى القدس العاصمة وإلى أرجاء فلسطين التاريخية.
لأنها (إسرائيل) تخشى من الكلمة وحقائق التاريخ والتعبير وريشة الفنان وقصيدة الشاعر واوتار السيمفونية والمسرح والدبكة والدلعونا والارغول وسنارة التطريز، لأنها تعلم ثقل واهمية المجالات المعرفية والثقافية والفنية والأدبية في التأصيل لحقائق التاريخ والموروث الحضاري الفلسطيني، وتعزيز مكانة ودور الهوية والشخصية الوطنية، وحاملة راية الدفاع وتعميق جذور الرواية الفلسطينية. 
نعم الموت الأسود يخطف الأبصار من هول وفظاعة ووحشية حرب الإبادة الجماعية الأميركية الإسرائيلية في متواليتها الحسابية البسيطة، ومتوالية الموت الهندسية والجبرية اللا معقولة، والخرافية وغير المسبوقة، والتي استهدفت الأطفال والنساء بنسبة تفوق ال70%، إلا أنها أيضًا أعطت أولوية لاغتيال الفنانين والمبدعين والكتاب والإعلاميين بشكل مباشر وغير مباشر لتجفيف تلك الينابيع الإبداعية الوطنية والقومية والإنسانية، الذين شكلوا على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني العربي والصهيو أميركي الجبهة الأمامية المتقدمة، وحملوا مشاعل الطريق والنور والحقيقة الساطعة وجالوا بها الدنيا، ونثروا ابداعاتهم وقوافيهم وبلاغتهم وصورهم واستعاراتهم الملهمة لمحطات التاريخ، وفضحوا وعروا أكاذيب واساطير وهلوسات وخرافات الرواية الصهيونية، ونسجوا بريش فنهم الحكاية الفلسطينية العربية، كما يليق بها، وبمكانتها واهليتها التاريخية، واماطوا اللثام عن وجه غلاة الاستعمار والنازية الإسرائيلية، وافلاسهم وسقوطهم التاريخي المدوي بعنصريتهم وغطرستهم وفجورهم اللا أخلاقي واللا قيمي، والخارج عن القانون الإنساني الدولي. 
كل مبدع وفنان ممن ذكرت وغيرهم ممن لم أتمكن من ذكرهم يحتاج لمقالة خاصة، لا بل دراسة كاملة لإيفائه بعض حقه وقيمته وانصافه وتكريمه بما يستحق من معاني الوفاء لتجربته، وعطائه ولإبداعه، ولإسهاماته الغنية. لكن المساحة في زمن حرب الإبادة، ومع تعاظم المجازر والمذابح والمحارق الصهيو أميركية لا تسمح بذلك، خاصة وان جرف الموت الهادر والمرعب وتداعيات حرب الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني تحاصرني، كما تحاصر مطلق كاتب يتابع معطيات التطورات الجارية على الأرض في قطاع غزة والضفة الفلسطينية وعلى رأسها القدس العاصمة. 
لذا أعتذر من الشهداء الأصدقاء والمعارف ومن لم ألتقيهم: الفنان التشكيلي فتحي غبن، والدكتور القدير سليم المبيض، الرئيس الأول لدار الكتب الوطنية، والشاعر المبدع سليم النفار؛ والأسير الروائي الشهيد عاصف الرفاعي، الذي ترشحت روايته لجائزة البوكر العالمية، والفنان المسرحي والموسيقي والمغني المتألق مصطفى الكرد وغيرهم ممن سقط شهيدًا في حرب الإبادة خلال ال147 يومًا الماضية لعدم تمكني من إنصافهم، ولثقتي العالية بأنهم جميعًا حفروا أسماءهم في سجل الخالدين الوطني، وفي قائمة رواد الشهادة والموت المعلن الثقافية، الذين ذادوا عنها بأرواحهم وأبناءهم، وصانوا جبهة الثقافة المتقدمة في الدفاع عن الهوية والشخصية الوطنية. 
رحل أبطال الثقافة والفن والمعرفة والإبداع الأدبي والتاريخي وهم رافعوا رؤوسهم عاليًا، شامخوا الهامة، ومنتصبوا القامة، تعددت أسباب رحيلهم وفقدهم، ولكن الموت غيبهم جميعًا، فترجلوا عن مسرح الحياة، وتركوا الخندق الامامي لثلة جديدة من حملة القلم والريشة والآلة الوترية وصوت الراوي والمسرحي والفنان السينمائي، رغم خسارة الجبهة الثقافية لأدوارهم الهامة والفادحة لوداعهم وانتقالهم للأبدية الخالدة، إلا أن ارثهم باق، وانتاجهم محفوظ، واسهامهم معلوم ورصيدهم لا تمحوه الأعاصير ولا حرب الإبادة، التي إن تمكنت من أخذ اغلبهم بقنابلها وصواريخها وحرب تجويعها، إلا أنهم أحياء بما قدموه من عصارة أفكارهم ووجع أرواحهم وصدى أصواتهم. لهم جميعًا التحية والرحمة والسلام عليهم.