عُلا موقدي

تجاوز الإعلام الفلسطيني خلال العدوان الاسرائيلي الذي اشتدت وتيرته مؤخراً في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس وقطاع غزة، العتبة التقليدية، فيما لم تعد الجماهير المتلقية تستمع فقط إلى ما يبث عبر قنوات التلفزة أو الصحف الخاضعة لمقص الرقابة و"السياسة التحريرية" الموجهة.

وبالرغم من محاولات الاحتلال المحمومة لتقييد التدفق المعلوماتي عبر الفضاء الالكتروني بكافة الوسائل والطرق، إلا أن الإعلام الرقمي الفلسطيني كان له الأثر الأكبر على الرأي العام العالمي، وأحدث نقلة إعلامية نوعية في ابراز الحقيقة وايصالها إلى أكبر عدد من الجماهير.

في أيار الحالي، أنشأ عدد من الشبان الفلسطينيين مجموعة تطوعية عبر منصة "الفيسبوك" أطلقوا عليها اسم "الغرفة الرقمية في فلسطين"، قامت على جهود فرق من المتطوعين في مختلف المجالات، ضمت الصحفيين، والأكاديميين، والمصممين، والمؤثرين، والمنتجين، ومعدي المحتوى، وكل من يناصر القضية الفلسطينية.

مدير مركز صدى سوشال (وأحد أصحاب فكرة الغرفة الرقمية) إياد الرفاعي قال لـ"وفا": إن الفكرة جاءت من الحاجة الملحة لتوحيد الجهود الرقمية المبذولة لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين خلال هذه الفترة وبالتزامن مع الأحداث الراهنة.

وأشاد الرفاعي بهذه الجهود أن يتم استخدامها بالطرق المثلى لخلق تأثير فعال ومفيد لقضيتنا الفلسطينية.

وأضاف: من خلال هذه المجموعة نعمل بالدرجة الأولى على جمع الشتات للمحتوى الفلسطيني و تقديم النصائح والإرشادات لكيفية النشر والتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ووضع التعليمات المهمة حول القضية الفلسطينية والتنويه لها، وذلك حتى نضمن أن يكون المحتوى متوافق مع قوانين النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحماية الحسابات من الحظر والإغلاق. كما تعتبر المجوعة مكانا للحوار الحر والنقاش الهادف وتقديم الأفكار الجديدة.

وتابع: ومع انضمام عدد كبير من المتطوعين، بدأنا بالعمل على إعداد محتوى يختص بالقضية الفلسطينية والأحداث الحالية بطريقة تتماشى مع متطلبات منصات التواصل الاجتماعي، وتقديم رسائل دعم ومساندة للقضية الفلسطينية، وترجمة المحتوى إلى لغات مختلفة، وتحويل هذا كله إلى محتوى بصري وتصميمات الجرافيك وفيديوهات، وبذلك يكون لدينا محتوى فعال ومعزز يتم مشاركته عبر هذه المنصات ويحقق تأثيرا فعليا وحقيقيا.

وعن مدى تأثير هذه الجهود في خدمة القضية الفلسطينية، يقول الرفاعي: التأثير حدث بالفعل، فهذه المرة الأولى التي نشاهد فيها تضامن واسع من شرائح مختلفة من المجتمع الدولي من فنانين وسياسيين وممثلين وعارضات أزياء، ملايين المتابعين اليوم حول العالم يعرفون ما الذي يحدث في فلسطين.

وبذلك، يعدّ التوجه إلى الإعلام الرقمي واحد من أدوات التحكم في وعي الملايين من الأشخاص وصاحب التأثير الكبير في العقول والاتجاهات الفكرية على المدى القريب والبعيد، ويجب عدم مقابلته باستخفاف.

 وفي هذا الإطار يقول أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب: في كل دقيقتين يصل هاشتاغ #Gaza_Under_Attack إلى مليون شخص على تويتر وحده، ويزيد ذلك أو ينقص بحسب ساعات الليل والنهار.

ويضيف: مسيرات أغلب دول العالم في الأيام الأخيرة مؤشر كبير على تغيرات في الرأي العام الدولي، ففي أمريكا وحدها ارتفع التعاطف مع فلسطين بحسب استطلاع رأي جديد من 22% إلى 30%، وهنالك مشاركة فاعلة من مشاهير ومؤثرين من مختلف المجالات في التضامن مع فلسطين، وهذا مكسب جديد يضاف إلى القضية الفلسطينية.

ودعا أبو الرب إلى تكثيف التغريدات بمحتويات من الفيديو والصور مع الوصف و"الهاشتاجات" بدلاً من نسخ "الهاشتاج" وحده.